|
المنتدى العام يهتم هذا القسم بالأخبار العامه |
|
خيارات الموضوع | طريقة العرض |
#1
|
||||
|
||||
"العذراء" و أحتفالات شعبية فى جبل أسيوط (1)
مراسلنا من أسيوط : 1- الأنبا ميخائيل الرجل الأسطورة الان رأيت الرجل الأسطورة أنه هو بجسده الضئيل بأعوامه الستين التى قضاها فى خدمة شعب أسيوط كمطران ليضرب رقما قياسيا إذ أنه أقدم مطران على وجه الكره الإرضية دخل فى وسط الموكب متضعا يرتدى جلباباً أسوداً بالياً و يمسك فى يده صليب خشبى بسيط و عصا يتوكأ عليها عصا لكبار السن و ليس عصا الرعاية الخاصة بالمطارنة متواضع لأقصى حد متقشف بما تحمله الكلمة من معنى مملؤ من قوة عجيبة مشرق الوجه قوى كأسد شاب الجمع يتطلع إليه فى انبهار و تهليل و انا معهم يصفقون و يترنمون و يصيحون حتى ينظر إليهم فيباركهم إنه مهرجان شعبى لا مثيل له جدير بان يغار منه أى رئيس جمهورية مزمع ان يترشح للأنتخابات من جديد سيخسرها بالتأكيد امام هذا الحب و الولاء الشعبى الصادق ... و هنا رأيت منظرا عجيباً أثارنى رأيت سيدتاين محجبتين تصارعان الحشد لتخرج أيديهن فى محاولة بائسة لأخذ بركة من المطران القبطى الذى باركهما برشم علامة الصليب.. 2- مسلمون و مسلمات يبتغون بركة الدير بجبل أسيوط إلا ان أندهاشى زال بعد أن تجولت فى لدير و فى الكنائس المقدسة فوجت العشرات من المسلمين من كافة المستويات تأتى حاملة أطفالها لزيارة الدير فها هو أب و أم و طفل صغير يتجولون فى خشوع داخل كنيسة المغارة و أم تمسك ببنتاها فى سن الشباب تدخل الكنيسة .. رأيت و تعجبت ألم تكن أسيوط منبت الفتن و مهد الصراع الطائفى فكيف يكون هذا التلاحم الشعبى حتى اننى رأيت عجوز محجبة تتكئ على يد أمرأة مسيحية تعينها على السير وسط الزحام .. حقا غنها بلد المتناقضات!!! 3- الموكب الشعبى من كنيسة مارمرقس إلى دير العذراء هنا لابد أن ألقى الضؤ على تقليد شعبى موغل فى القدم لعله يرجع إلى القرن الأول المسيحى و لم يفلح الأضطهاد و تتابع الازمان على القضاء عليه ففى ليلة العيد أى الليلة السابقة على يوم العيد يخرج الشعب القبطى من مدينة أسيوط فى جماعات من كافة الأحياء قاطعة طريقها سيرا على الأقدام نحو الدير تعبر هذة الكيلومترات وسط الزراعات و مخاطر الجبل و الحيوانات الضالة و المتطرفين الدينيين غير عابئين بهذا كله رافعين أصواتهم بالتسبيح و التهليل حتى يصلوا الدير مع حلول الفجر فيستريحوا ويتباركوا من الدير و من ثم يأخذون سيارات أجرة من الدير عائدين إلى المدينة و هذا يدخل فى نطاق النذر اما المسيرة الحقيقية فينظمها شباب الأقباط فى الأحياء القديمة السويقة - علوة ال***** - كوم عباس( و معناه التل القديم ) حيث يقيمون تماثيلاً و صوراً ضخمة للسيدة العذراء و كذلك صلبانا و رايات يخرجون بها من جهة كنيسة مارمرقس صاحبة التجليات الشهيرة و يتجمعون فى منتصف الطريق وسط هتاف و تهليل السكان مسبحين مرنمين منتظرين أنضمام شباب الأحياء الاخرى و من ثم تبدأ المسيرة الصاخبة من كنيسة مارمرقس بمدينة أسيوط حتى دير السيدة العذراء فى جبل أسيوط مروراً فى شوارع المدينة و وسط القرى الفاصلة خاصة قرية درنكة الشهيرة مرددين هتافات تمجد من مسيحيتهم و صليبهم و إيمانهم بقداسة السيدة العذراء و تتحول الهتافات فى بعض الأحيان " للأسف " إلى سب فى الأديان الأخرى و الدول الأخرى كالسعودية معتمدين على قوتهم و حملهم للأسلحة البيضاء فى معظم الأحيان كالسيوف و المطاوى و العصى و غيرها و رغم محاولة الأنبا ميخائيل منع هذة المسيرة فى منتصف التسعينات حيث أشتدت شوكة الإرهاب إلا أن شعب أسيوط رفض إلا أن يحافظ على موروثات الأجداد فى تحدى واضح لقوى الأرهاب .. 4- عادات أسيوطية فى أكبر أحتفال مسيحى فى الشرق الأوسط الكبير و أفريقيا عيد العذراء فى أسيوط هو ثالث أكبر عيد بعد القيامة و الميلاد و صوم السيدة العذراء هو الصوم الوحيد الذى يلتزم به غالبية الشعب الأسيوطى من بدايته حيث يصوم معظم الأقباط من بداية الصوم على غير عادتهم و البعض منهم يصوم شهراً بدلاً من أسبوعين و هناك الكثير من المسلمين يصومونه وفاءاً لنذر قطعوه على أنفسهم و إيماناً منهم بسيدة جبل أسيوط و فى ليلة العيد و يوم العيد يغلق التجار أبواب محالهم و تهدأ الحركة فى المدينة و يتبادل الكل التهانى بالعيد مسيحيين و مسلمين و يذهب مئات الألاف من الأقباط إلى الدير لحضور الموكب الأخير الذى يسير فيه مطران أسيوط حيث تعلن نهاية الصوم و نهاية أحتفالات الدير الرسمية هذة الأحتفالات التى يحضرها فى أسبوعين مايزيد عن مليونى إنسان مما جعلها أكبر أحتفال مسيحى فى الشرق و ثانى أكبر أحتفال دينى بعد الحج فى شرقنا الأوسط و أفريقيا و فى يوم العيد يرتاح الكل حتى الموظفين الأقباط معظمهم يتقاعد هذا اليوم عن العمل و يعد الأقباط ولائم فاخرة لأجل هذة المناسبة ... 5- ظهورات العذراء فى أسيوط من 1968 إلى 2006 لا نستطيع ان نذكر أسيوط و موسم السيدة العذراء و لا نذكر الظواهر الروحية التى تجلت فى أسيوط و تاريخ الظواهر الروحية قديم جداً فى أسيوط يعود إلى 11 سبتمبر 1968 عندما ظهرت السيدة العذراء فى ديرها بجبل أسيوط و يقول نيافة الأنبا ميخائيل انها من هذا اليوم و تظهر باستمرار فى الدير على فترات متقطعة لكن كان ظهورها الشهير فى أغسطس 1998 عنمدا ظهرت للخدام فى الدير كنجمة على قمة الجبل أخذت تتمدد حتى أخذت صورة السيدة العذراء بالحجم الطبيعى و أستمرت لفترة طويلة ثم كانت الظهورات التاريخية التى شهدتها مدينة أسيوط فى 17 أغسطس 2000 و التى أستمرت حتى فبراير / مارس 2001 و أجتذبت هذة الظهورات ملايين الناس حتى بلغ عدد الزوار فى أيام فجر الاحد أكثر من مليون زائر و تكررت الظواهر الروحية على فترات متباعدة وعاودت فى الظهور مجددا فى دير العذراء بالجبل عام 2001/ 2002 و أخيراً عاودت الظواهر التى باتت مألوفة لأهل أسيوط مسيحيين و مسلمين فى الظهور مجددا فى مارس 2006 فى كاتدرائية الملاك ميخائيل مقر الأنبا ميخائيل إلا أنها لم تستمر طويلاً و أدت إلى شلل فى حركة المرور بمدينة أسيوط. أخيرا إن محافظة أسيوط كمثيلاتها من محافظات الصعيد المنسى تحتاج إلى التنمية و الأهتمام المكثف و تحتاج إلى أن توضع على خريطة السياحة الدينية و الثقافية إلا أن التجاهل المستمر جعل من الصعيد عامة و عاصمته أسيوط خاصة مركزا للفقر و التطرف و الإرهاب عدد جديد من كيميت ساجى :www.kimit-sagi.co.nr kimit_sagi@yahoo.com
__________________
مصر بلاد المصريين |
عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|