تم صيانة المنتدي*** لا تغير فى سياسه من سياسات المنتدى اكتب ما تريد لان هذا حقك فى الكتابه عبر عن نفسك هذه ارائك الشخصيه ونحن هنا لاظهارها
جارى تحميل صندوق البحث لمنتدى الاقباط

العودة   منتدي منظمة أقباط الولايات المتحدة > المنتدى العربى > المنتدى العام
التّسجيل الأسئلة الشائعة التقويم

المنتدى العام يهتم هذا القسم بالأخبار العامه

 
 
خيارات الموضوع طريقة العرض
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 06-10-2006
الصورة الرمزية لـ syrian man
syrian man syrian man غير متصل
Gold User
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2006
المشاركات: 707
syrian man is on a distinguished road
عتاب الى نجيب محفوظ


صلاح الدين محسن
salahmohssein@hotmail.com
الحوار المتمدن - العدد: 1694 - 2006 / 10 / 5

سلامات يا عم نجيب
هنية لك .. خلصت من البدلة التراب التي نلبسها ، ونكسوها ببدل وقمصان وبنطلونات , بينما هي تراب في تراب ونطعمها تراب – مما يخرج من التراب - ..
خلصت من بدلة الجسد الترابي ، تلك البدلة المزعجة التي ينسي كل منا أنه يلبسها ، وكل منا يزهو ويتكبر أو يتجبر أو يتدكتر .. ناسيا أنه يلبس بدلة من تراب أسفل ما يغطيها به من الملابس – بدلة الجسد - .. وأن ذاك التراب سوف يسقط ذات يوم ويعود للتراب الذي منه جاء ! ..
ولكننا لا ننتبه لذلك الا ساعات الموت فقط ، نتعظ لساعات قليلة ثم لا يلبث أن يتبخر الاتعاظ ..!
.أنت الآن في عالم الروح .. عالم الشفافية والنقاء .. فهنيئا لك وعقبي لنا أن نتخلص ، نتحرر ، من التراب ..
يا عم نجيب .. أنا لي عندك عتاب ..
ولم أشأ أن أسوق عتابي اليك وقت الفرحة بالجائزة وبالتحديد عقب القاء خطابك عند تسلم الجائزة .. والذي ألقاه نيابة عنك الأديب المصري الأستاذ محمد سلماوي .
فالناس كانت فرحانة ، كلنا كنا فرحانين ، مصر كلها كانت فرحانة ، ولم يكن الوقت وقت عتاب ..
وبعد ذلك كان لي عندك عتاب عقب استقبالك لوفد جماعة الاخوان ، الذين دعوا الي طباعة روايتك " أولاد حارتنا " ولكنك اشترطت موافقة الأزهر .. وكنت وقتها أريد عتابك وسوالك : كيف يا عم نجيب ، تشترك موافقة الأزهر علي نشر رواية لأديب ؟! وهل تعتقد في أن الأزهر سوف يوافق علي نشر رواية تحمل فكرا حرا متقدما مستنيرا ومنيرا بينما الأزهر ضد الحرية والنور ؟! وهل يفهم الأزهر وعمائمه في شيء بخلاف الفتة ( الثريد ) ؟ وهل عمائم الأزهر متبحرة في غير علوم اللا علم ؟! فكيف تدعو وتسلم مفتاح الأدب المتقدم لأعدائه ؟ وان كان شيخ الأدباء وامامهم هكذا يفعل فماذا ننتظر من الباقين ؟!
وما أحزنني من قولك هذا يا عم نجيب ، والذي كررته .. أنك كنت تعرف بأنك تنتظر وصول ملك الموت ليأخذك من يدك وتمضيان معا .. أو بتعبير آخر " كان الموت يجلس بجانبك وهو تارة يتطلع لنتيجة الحائط – الروزنامة – و تارة أخري ينظر في ساعة يده ..! فمن أي شيء كنت لا تزال تخاف وتتحسب يا عم نجيب ؟!
وهل تلك هي الوصية التي أردت تركها لتلاميذك وتلاميذ تلاميذك من الأدباء وكأنك توصيهم قائلا : " اذا أردتم نشر رواية لكم فلابد من أخذ موافقة الأزهر أولا " ؟(!!)
وحينها زعلت منك جدا وودت أن اكتب معاتبا ..
و لكنني قلت لنفسي : يا واد عمك نجيب ، كبر ، تقدم به السن ، ولا يجوز الاثقال عليه بعتابات .. – رغم أنك كنت لآخر لحظة في عمرك حاضر الذاكرة والبديهة متوقد الذهن -
والآن أنت تخلصت من كل أحزان الأرض وكل مخاوفها ، وكل قوانين التراب الأرضي ..
فلنتكلم معاك – علي رواقة - ، ونسمع ضحكتك المجلجلة الشهيرة ، دون خوف من أن يعود أحد الشبان الطائشين الاسلاماويين ويطعنك في رقبتك بسكين مرة أخري ..
وبالمناسبة .. أحد الأولاد الذين اشتركوا في طعنك الطعنة الغادرة ، وجدت نفسي معه في زانزانة واحدة تضم حوالي 25 من عتاولة الارهابيين ، عندما حبسوني في كتابي " ارتعاشات تنويرية " وكتاب " لا أحب البيعة "
، وهو لا يزال أرعنا ، مندفعا ، كما هو – ويطلق لحيته ، بداخل السجن أيضا ! –
لا أدري يا عم نجيب ان كنت تتذكرني أم لا ..؟ لأننا لم نتقابل سوي مرة واحدة بميدان التحرير قبل الاعتداء الغادر عليك .. وجدتك فجأة أمامي ذات صباح وأنت في طريقك لتناول القهوة ، في كافيتريا " سومانيل قصر النيل – لا باس – " لأنك كنت قد تجاوزت بخطوات كافيتريا " علي بابا " أحد المكانين المفضلين عندك لتناول قهوة الصباح ، بعد ممارسة رياضة المشي اليومية – كعادتك – وكما كنا نقرأ عنك -
فهتفت : استاذ نجيب ...
توقفت أنت ، وتقدمت أنا نحوك مصافحا وقلت لك : أنا اسمي فلان .. كاتب غير معروف ..
ويومها ضحكت .. وقلت لي : أهلا وسهلا ، ابقي تعالي احضر معانا ، بنكون موجودين في كازينو النيل كل يوم جمعة ، في المساء ..
ولكنني لا أدري لماذا لم أحضر ، ولم نتقابل بعدها .. وحتي خرجت أنت من عالم التراب الي عالم الروح ..
نرجع يا عمنا لعتابنا عندك :
يا عم نجيب انت عارف ان الأمم التي نهضت والتي تريد النهوض دائما الفكر والرأي يكون هو في المقدمة . يعني المفكرون والكتاب والأدباء والشعراء والفنانون هم الذين يبدءوا ، و يشعلون في نفوس شعبهم الثورة علي القديم والمتخلف وعلي الظلام لأجل الخروج للنور والتقدم ..
طيب .. لو أن كل كاتب او أديب ولا مفكر ولا شاعر قال كلمة ، ثم تواري ..! ، قال كلمة ثم أطلق ساقيه للريح .. ،
قال كلمة ثم زعم بأنه لا يقصد ذلك .. ! ... ، واكد بأنه انما يؤمن بما هو عكس ما قاله ..!!!
فتري : كيف سيكون حال مثل هذه الأمة ؟!!!
طبعا هذا اسمه لعب .. ولا يمكن أبدا أن يقود لنهوض أو تقدم ..
يا عم نجيب أنا زعلان منك ..
لأن أهم أعمالك " أود حارتنا " معناها واضح .. ولا يختلف علي وضوح ما قلته في أولاد حارتنا ، لا اليمين ولا اليسار ولا الشرق ولا الغرب .. لكن الوحيد الذي يقول أن ما أجمع الكل علي أنه المقصود قوله في الرواية ، ليس هو ما يقصده المؤلف !هو : أنت فقط يا عم نجيب !! وظللت تردد ذلك كلما سئلت ، ومنذ صدورها في عام 1964 وحتي وفاتك !!
لماذا يا عم نجيب ؟!!! ليه كده يا عم نجيب ؟!!
تقية ؟!!
اتقاء لأذي الارهاب والارهابيين بعد غضب آبائهم الروحيين بالأزهر ؟
وهل عصمت رقبتك من ضربة السكين بهذه الطريقة – التقية - ؟!
وبعد الاعتداء عليك .. صممت أيضا علي الادعاء باعتقادك في عكس ما قلته في روايتك ؟ كنت خايف من ايه تاني يا عم نجيب ؟!


يتبع ....
__________________
فليتك تحلو والحياة مريرة___ وليتك ترضى والأنام غضاب
وليت الذي بيني وبينك عامر__ وبيني وبين العالمين خراب
الرد مع إقتباس
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح

الإنتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت امريكا. الساعة الآن » 09:19 PM.


Powered by: vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

تـعـريب » منتدي الاقباط