تم صيانة المنتدي*** لا تغير فى سياسه من سياسات المنتدى اكتب ما تريد لان هذا حقك فى الكتابه عبر عن نفسك هذه ارائك الشخصيه ونحن هنا لاظهارها
جارى تحميل صندوق البحث لمنتدى الاقباط

العودة   منتدي منظمة أقباط الولايات المتحدة > المنتدى العربى > المنتدى العام
التّسجيل الأسئلة الشائعة التقويم

المنتدى العام يهتم هذا القسم بالأخبار العامه

 
 
خيارات الموضوع طريقة العرض
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 27-10-2006
reyad reyad غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2005
الإقامة: jordan
المشاركات: 1,799
reyad is on a distinguished road
تطبيق الشريعة اليوم حرام

د. اقبال الغربي


" إذا كان تطبيق الشريعة مضراً بالشريعة فتطبيق الشريعة حرام ".

من قال ذلك ؟ امرأة مثلي يصفها حديث مشكوك في صحته بأنها ناقصة عقل الاستعمال. بل قائله رجل سلفي وفضلا عن ذلك مجاهد ضد الاستعمال. هو المصلح علالة الفاسي في كتابه "دفاع عن الشريعة".

لماذا العودة إلى هذه المسائل القديمة لان الإحداث المؤلمة التي عاشها العراق في بداية هذا الصيف من نسف للكنائس و ومطاردة لمجموعات من الشباب بتهمة شرب أو بيع الخمور بدعوى تطبيق الشريعة يطرح علينا إشكالية حساسة هي الإسلام و تحديات العصر.

و مطارحة هذه القضية لا يعني بالضرورة إيجاد حل سريع لها بل هو طموح الى استطلاع فكري و تأمل مثمر.

اليوم في العالم العربي تطبيق الشريعة حرام لأنه يهدد التوازن الحضاري الذي عاشته المنطقة منذ قرون. فهجرة المسيحيين العرب إلى الغرب هو مثلا وصمة عار في جبين الأمة. فالإحصائيات تبين أن المسيحيبن العرب الذين يشكلون اليوم 12 مليون نسمة تضاءل عددهم و تقزم تواجدهم في المنطقة العربية. إذ لم نعد نجد في سوريا سوى نصف العدد الذي كان موجود في الخمسينات و هم اليوم في القدس بضعة ألاف بعد أن كانوا 50 ألف في 1948. بينما يمثل وجود هذه الأقليات التي تضرب جذورها في عمق التاريخ (العراق من أول المناطق التي اعتنقت المسيحية و سوريا أعطت للعالم سبعة باباوات و أنجبت العديد من الأباطرة الرومان) تلك البذرة المشاعرية والنقدية التي تجعلنا نقيم الواقع تقييما صحيحا و نعالج القضايا معالجة لائيكية وموضوعية.

من جهة أخرى، تطبيق الشريعة في عصرنا مضرّ بالشريعة وبالأمة الإسلامية والتي ستجعل من نفسها أضحوكة الدنيا بقطع يد السارق من أجل "ربع دينار" ورجم العاشقين وعقاب من يشرب كأس خمر بمائة جلدة على قارعة الطريق العام ودقّ أعناق من اعتنقوا دينا آخر أو لم يأخذوا بدين من الأديان... بل ان الولايات المتحدة تتخذ يوما ما من انتهاكنا " لميثاق حقوق الإنسان " ذريعة لاحتلالنا لتجعل منا هنودا حمرا آخرين. لأنه تبين اليوم وفي عصر العولمة أن أي قضية داخلية لا تقع معالجتها بإصلاحات جذرية تصبح قضية دولية.

بقطع النظر عن تحقّق هذا الافتراض، فالمطالبة بتطبيق الشريعة اليوم كلمة باطل أريد بها باطل، تدلّ على جهل أنصارها المطبق بتاريخ الإسلام من جهة ومقاصد الشريعة من جهة أخرى. الرسول (صلعم) لم يطبق الشريعة بحذافيرها لأنّها لم تنزل عليه دفعة واحدة بل جاءت متدرّجة طيلة اكثر من عشرين سنة كجواب على المشاكل التي طرحها تنظيم الأمة الجديدة وعلى تحديات بني إسرائيل في المدينة الذين كانوا يغيظون رسول الله بقولهم له: الله حرم في التوراة كيت وكيت ولا شيء من ذلك في القرآن، الذي ينبغي عليه في نظرهم تبنّي القائمة الطويلة والمرعبة من المحرمات وعقوبات انتهاكها. ففي التوراة مثلا يرجم الزاني حتى الموت سواء كان محصّنا (متزوجا) أم لا، ويرجم الإنسان إذا جدّف ويرجم إذا قال لأبويه افّا...

لم يأخذ القرآن من كل ذلك إلا الرجم في زنى المحصنين والمحصّنات ثم نسخه كما سنوضّح ذلك بعد قليل.

جزء مهم من القرآن (أكثر من 2000 آية حسب البعض) منسوخ. لأنه كلما تغيرت الظروف الاجتماعية والاقتصادية والأمنية للأمة الإسلامية الناشئة ثمّ نسخ الآيات القديمة التي لم تعد صالحة للمتغيّرات الجديدة. وتؤسس آلية النسخ وأبعادها العميقة لبيداغوجا التكيف والتجديد أي محاربة الجمود الفكري وعدم التسمر في الثوابت. وفي هذا الصدد نذكر أن الإسلام يستحث على استعمال العقل والحكمة.

فمهمة الرسول ليست تبليغ الوحي و تفسير النص فقط بل أيضا التدريب على استعمال العقل. وهو ما نستنتجه من الآيات الكريمة يتلو عليكم آياتنا و يزكيكم و يعلمكم الكتاب و الحكمة ( البقرة 151 ) ويعلمه الكتاب و الحكمة و التوراة والإنجيل (عمران 48 ). و لهذا السبب لم يتوقف نسخ القرآن بعد موت الرسول لأن الأوضاع الاجتماعية لم تبق ساكنة بل واصلت حركتها الدائمة من البسيط إلى المركب. لذلك واصل الخلفاء الراشدون الأربعة نسخ وتعديل الآيات المتعلقة بالمعاملات طبقا لمقاصد الشريعة القائمة على "جلب المصالح ودرء المفاسد". مثلا: نسخ أبو بكر الصديق الآية 60 من سورة الاتهام: "إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم" أي الدّاخلين حديثا في الإسلام، الذين ظلّ الرسول طيلة حياته يعطيهم نصيبهم كاملا من الزكاة. والمثير للانتباه أن أحدا من الصحابة لم يجادله في ذلك ولم يتّهمه بالخروج عن الإسلام كما يفعل بعض المهووسين بالتخوين والتكفير اليوم.

حجّة أبي بكر في نسخ حكم هذا الآية عقليّة لا نقليّة: "لقد قوي الإسلام ولا حاجة لنا بهم". لماذا ؟ لان ميزان القوى بين المسلمين والمشركين تغيّر عمّا كان عليه عندما نزلت آية المؤلفة قلوبهم إذ كانت الأمة مستضعفة وفي حاجة لإغراء الناس بالحوافز المادية للدخول فيها. أما عندما قويت عددا وعدّّة فلم تعد بها لذلك حاجة. يروي لنا المفسر الكبير ابن جرير الطبري في هذا الصدد رواية عامر: "إنما كانت المؤلفة قلوبهم على عهد النبي. فلما ولي أبو بكر انقطعت الرّشي" ( جمع رشوة ).

بنفس العقلية المتفتحة على الجديد في الحياة وتقديم المصلحة العامة على النص من كتاب أو سنّة نسخ عمر بن الخطاب حدّ السرقة عام الرمادة عندما حلت الجزيرة العربيّة مجاعة... مع أن آية قطع اليد مطلقة وحاسمة: "السارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا" (38 المائدة). السبب؟ هو تغيّر الوضع الاستراتيجي للامة الإسلامية في عهد عمر عمّا كان عليه في عهد النبي (صلعم) فقد أصبحت امة فاتحة رسمت لها مشروعا عسكريا هائلا: تقويض الإمبراطوريتين الفارسية والبيزنطية... ولا يمكن تحقيق ذلك بجيش من ذوي اليد الواحدة ففي عام " الرمادة " سرق في مكة والمدينة وحدهما خمسة عشر ألف سارق... ولا شكّ أن عددهم في باقي أنحاء الجزيرة كان أضعاف ذلك. نسخ عمر أيضا الآية 41 من سورة الأنفال: "واعلموا إنما غنمتم من شيء، فان لله خمسه وللرسول وذوي القربى". جرت السنّة النبوية على تطبيق هذه الآية منذ نزولها، ففي غزوة خيبر احتفظ رسول الله لنفسه بخمس الغنائم وقسّم الباقي بين أفراد الجيش، لكن الوضع تغيّر جذريا في خلافة عمر، فقد تمّ فتح "ارض السواد أي أراضي العراق ومصر التي تسقى بماء الرافدين (دجلة والفرات) والنيل. والملكيّة الخاصة لم تكن صالحة في الأراضي النهرية الخاضعة لنمط الإنتاج الآسيوي... لان الحاكم هو الذي يتولى خلال موسم الفيضان تعبئة الجماعة الفلاحية للقيام جماعيّا بالإعمال الزراعية. بالطبع لم يسلّم المسلمون بنسخ الآية بل انهم ناقشوا الخلفية أياما وليالي في ذلك. وكانوا فريقين: نقلي وعقلي، فريق النقليين يقوده بلال بن رباح والزبير بن العوام، وقد رفض نسخ الآية غير مبال بالمتغيّرات الجديدة، وفريق العقليين وعلى رأسه معاذ بن جبل وعلي بن أبي طالب وعمر نفسه. وكان يقدّم العقل على النقل أي المصلحة العامة للناس على نص الآية. وهو الذي انتصر فنسخت الآية واعتبرت ارض السواد فيئا موقوفا على أبناء الأمة الإسلامية.

أما عثمان بن عفّان فقد ذهب ابعد من سلفيه في نسخ نصوص السنّة والكتاب حتى في مجال العبادات. فقد أتم الصلاة في مني وكان الرسول (صلعم) والشيخان (أبو بكر وعمر) من بعده يقصّرونها. أما في المعاملات فقد ادخل تجديدات كثيرة لا عهد للمسلمين بها دفعت إلى الثورة عليه وقتله شرّ قتـلة. مثلا: ادخل ضرائب جديدة فارسيّة في حين لا يعترف الكتاب والسنة بغير ضريبتي الزكاة والخراج... كما آثر أهله بوظائف الدولة وأموال بيت مال المسلمين... ممّا دفع بالاشتر احد كبار القراء الذي سيقود الثورة عليه بأن يكتب رسالة له جاء فيها: "من مالك بن الحارث الاشتر إلى الخليفة المبتلى، الخاطىء، الحائد عن سنّة نبيّه، النابذ لحكم القرآن وراء ظهره..." وهي لغة تكفيرية تذكّرنا بفتاوى التكفير والقتل لدى الجماعات الإسلامية المتطرّفة اليوم.

لم يشدّ الخليفة الرابع علي ابن أبي طالب كرّم الله وجهه عن سيرة أسلافه الراشدين الثلاثة في تقديم ما يراه مصلحة للامة على النص من كتاب أو سنّة. وسأضرب هنا مثلين لا جدال فيهما: أوّلا استحداثه حدّ الخمر وثانيا رفضه لا قامة الحدّ على قتله عثمان الذين بايعوه بالخلافة.


يتبع .........
الرد مع إقتباس
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح

الإنتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت امريكا. الساعة الآن » 08:45 PM.


Powered by: vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

تـعـريب » منتدي الاقباط