من يخلف البابا شنودة؟!......(مدموج)
من يخلف البابا شنودة؟!
تقرير يكتبه : هاني زايد
جاء سفر البابا شنودة إلي الولايات المتحدة الأمريكية للعلاج ليعيد فتح ملف خلافة البابا.. وهو الملف الذي يبدو أن التعامل معه أصبح ضرورة بهدف حماية استقرار الكنيسة المصرية لما تلعبه من دور سياسي لا يكاد ينفصل عن دورها الديني.. علي الرغم مما أعلنه مستشفي كليفلان كلينيك الأمريكي من أن حالة البابا الصحية ممتازة وأنه تعافي بشكل سريع وجيد بعد إجرائه جراحة إزالة الغضروف من العمود الفقري وأنه من المتوقع عودته إلي القاهرة في العاشر من نوفمبر الحالي. وحسب ما أشارت إليه مصادر كنسية فإن البابا القادم لن يخرج عن شخصيات ثلاث يكاد يكون أصحابها هم الأقوي في الكنيسة المصرية حاليا مضيفة بأن كلا من الشخصيات الثلاثة يتمتع بميزة خاصة
فالأول وهو الأنبا بيشوي يشغل منصب سكرتير المجمع المقدس، و قد وكله البابا في أن ينوب عنه في مؤتمرالفيوم الذي عقد مؤخرا،و شارك فيه ممثلون من كافة الأبرشيات، ويعد الأنبا بيشوي الرجل القوي في الكنيسة المصرية حتي أن حديث رجال الدين المسيحي لا ينقطع عن السلطات الدينية الممنوحة للأنبا بيشوي أسقف دمياط وكفر الشيخ و رئيس لجنة محاكمة الكهنة والذي يمكنه ترشيح نفسه لخلافة البابا باعتباره رئيسا لدير، كما أنه يشغل في الوقت نفسه منصب سكرتير المجمع المقدس للكنيسة القبطية وهو ما اعتبره البعض مؤشرا علي امتلاكه سلطات لا تخول لأحد سوي البابا نفسه.. وتبدأ قصة الأنبا بيشوي والذي كان يدرس الهندسة في جامعة الإسكندرية منذ أن ترهبن بدير السيدة العذراء المعروف باسم السريان وقبل أن يكمل الثلاثين من العمر رشحه البابا شنودة أسقفا علي مدينتين دفعة واحدة وهما دمياط وكفر الشيخ ليكون أسقفا في وقت كان يحفل بالعمالقة من كبار الأساقفة الذين سطروا أنفسهم في تاريخ الكنيسة الحديث..
وقد تولي الأنبا بيشوي منصب سكرتير المجمع المقدس عقب غضب البابا علي الراحل الأنبا يؤانس السكرتير السابق وأسقف الغربية بسبب قبوله الانضمام إلي اللجنة الخماسية التي شكلها الرئيس السادات لإدارة شئون الكنيسة أواخر حكمه وعقب الخلاف مع البابا شنودة.. وكان تعيين الأنبا بيشوي في هذا المنصب مثار تساؤلات ومازال حيث اشتهر بأحكامه الكنسية القاسية علي كل من يرتكب شبهة مخالفة كنسية وزاد عدد رجال الدين الذين تركوا عملهم الديني بسبب تلك الأحكام.. وكانت واقعة محاكمته للقمص الراحل إبراهيم عبد السيد مثالا شهيرا علي ذلك.. وانتقل الحال إلي محاكمة الرهبان فكانت النتيجة عدول بعض الرهبان عن مسيرة الرهبنة بسبب قسوة هذه المحاكمات.. ومنذ منتصف الثمانينيات وحتي الآن تعاظم دور الأنبا بيشوي وكان موقفه من الأنبا أمونيوس أسقف الأقصر المستبعد في دير الأنبا بيشوي مثار استياء البعض داخل الكنيسة لتمتع الأسقف المستبعد بسمعة روحانية عالية.. وكذلك موقفه من مطران جرجا*الأنبا مينا* المستبعد في مكان داخل إبارشيته وتعيين راهب نائبا له وهو علي قيد الحياة ظل مثارا لاستياء البعض خاصة أن الأنبا مينا من رعيل المطارنة القدامي الذين رسموا أساقفة قبل رسامة الأنبا بيشوي بسنوات طويلة.. ويدخل في الإطار ذاته موقفه من محاولة تقسيم إبارشية منفلوط رغم النشاط الواضح لأسقفها الأنبا أنطونيوس.. وكذلك دخوله في صراع علني مع الأنبا يؤانس أقوي معاوني البابا ويكمن سر هذا الصراع في إطار سعي كل منهما لحشد مؤيدين له في معركة خلافة البابا.
آخر تعديل بواسطة AleXawy ، 29-10-2006 الساعة 04:26 PM
|