|
المنتدى العام يهتم هذا القسم بالأخبار العامه |
|
خيارات الموضوع | طريقة العرض |
#1
|
||||
|
||||
الحجاب بين الهوس الجنسي والمكبوت السياسي والابتزاز النفطي
الحجاب بين الهوس الجنسي والمكبوت السياسي والابتزاز النفطي محمد البدري (كاتب مصري) إذا كان الحجاب رمزا لشيء ما، فبالقطع ليس الدين. فإذا افترضنا أن هناك ارتباط شرطي بين الدين وبين الأخلاق فان السلوك الإنساني القويم لا يمكن ربطه بالضرورة بالحجاب لان هناك الكثيرات من غير المحجبات، متدينات أو غير متدينات، لهن من الفضائل وحسن السلوك ما يفوق كثيرات من المحجبات. وسوف يكون الأمر أكثر قسوة علي المدافعين عن الحجاب لان كثيرات من المختلفين في الدين خارج وداخل الوطن لا يقل عطائهم، بل ربما يزيد، عمن شاركن فيه من المحجبات. وليس العكس صحيحا بالضرورة. فكثير من المحجبات يلتزمن بسلوك راق وفضائل أخلاقية ليس لأنهن مرتديات الحجاب بل لان الضمير الإنساني العام والذي تشاركهن فيه أيضا الغير محجبات يلزمهن جميعا بفضائل الخلق. ما سبق سيدفعنا إلي الاستنتاج العام بان الزى أيا كان نوعه لا يحقن، داخل النفس البشرية تلقائيا وبمجرد لبسه، مكارم الخلق أو حسنيات السلوك. وإلا لكان هناك أشياء أخري تخص الرجال نسيت الأديان أن تذكرنا أين هي ، وخاصة للمسلمين الذين يرفض التخلف مغادرة عالمهم، لإرشادهم إليها للتخلص من هزائمهم المتكررة وتخلفهم المزمن والمعاندة ضد دروس من الممكن الاستفادة منها. فرغم أن التكرار يعلم البشر وغير البشر كيفية التغلب علي المصاعب بالتجريب صوابا مرة وبالخطأ مرة، إلا أن كوارث المسلمين من الرجال الحريصين علي أداء الفروض والإضافات النسكية بإفراط، والنساء بالحجاب، تتكرر بلا انقطاع. أما إذا اعتبرنا أن الحجاب هو منافسة في التمظهر ومحاولة الظهور بشكل متدين فان هذا الشكل لا ينطلي إلا علي الناس البسطاء فكرا وثقافة ناهيك عن الدارسين لعلوم السلوك والاجتماع والنفس ممن لا يمكن خداعهم. وعليه فهو لن ينطلي علي الله بالقطع، لأنه لا ينظر إلي أشكالهم إنما إلي أفعالهم وما أضافوه للأداء العام في المجتمع. فإذا كان الشكل بقادر علي خداع البعض فان الله لا يمكن خداعه. كما انه لا يحب من يتملقه ويزايد عليه أو من يداهن علي حساب حرية الإنسان كحق ممنوح له من ذات الجلالة. فالعمل العام وجوده الأداء الذي له مردود حقيقي في تعظيم ثروة البشر في كل مناحيها من فكر وعائد مالي وثقافة وتقدم وامن لا يمكن لأي عاقل أن يعتقد أن كل تلك المكاسب مرهونه بزي ما أو سلوك ديني مفرط في الأداء كصلاة وصوم وحج ... الخ. وإلا فكيف يمكن تفسير كل هذا التقدم للبشر شرقا وغربا بدون أن يمارسوا طقسا إسلاميا واحدا بل وكثيرين منهم لا يعرفون شيئا عن الله وأنبياؤه وتلك الكتب السماوية الثلاث والتي يدين بها كثير من سكان أهل الشرق الأوسط الموبوء ومنطقة الحضارات القديمة حيث ولدت تلك الديانات وما سبقها من أصول وجذور نجدها واضحة دون لبس منذ اليهودية وحتى الإسلام. تتوزع الأديان في العالم بنسب متفاوتة طبقا لبعدها الجغرافي عن منطقتنا المتخلفة ، فبحسب إحصاء للأمم المتحدة للعام 2002 فهناك 33 % مسيحيين بتعدد فرقهم والمسلمون 22% والهندوسية تحتل نسبة 15% والبوذية 6% وهناك 14% من اللادينيين أما العشرة الباقية فهي تقاليد قديمة موروثة. لكن إذا رسمت خريطة الإنتاج من عوائد العمل والإبداع والقدرة علي بناء أشكال وأنماط اجتماعية ومؤسسات مدنية بتشريعات راقية وحضارية، ليست من الدين في شئ، فان المسلمين بصلواتهم وحجابهم وصومهم وحجهم سيكونون في ذيل القائمة. أما عن خريطة التعليم الجامعي وتولد الأفكار والإبداع الفني فان المسلمين قطعا خارج المسابقة. فتفوق المسلمين الوحيد في الإنجاب المتتالي بلا ضوابط لكنهم لا يملكون ذات القدرات الاخري مما جعلهم في ذيل أي تعداد أو خارج قائمته. لهذا فان بعض من قادة الإسلام السياسي الغير مهتمين بالكيف إنما بالكم العددي صرح ومعه آخرون أن تعداد المسلمين في فرنسا في العام 2050 سيجعل الإسلام دين الأكثرية مفترضا أن هؤلاء الفرنسيون سذجا إلي حد إلغاء وجودهم بكل ثرائه الحضاري لمجرد الاستضافة التي تفرضها بعض الشروط الاقتصادية كسعر العمل المتدني عند العرب والمسلمين، أو لجوئهم لفضاءات سياسية ودينية وأخلاقية واقتصادية لا مثيل لها في بلاد المسلمين حيث أتوا منها وهاربين من جحيمها. فكل تلك الدعاية السياسية ضد الغرب وأوروبا بأنها بلاد انحلال وتفسخ وعري وتبرج وليست آمنه وبها مفاسد إنسانية تدحضها صفحات الحوادث بنفس الصحف المحلية عندما نقرأ أن الشباب المسلم الذي فشل خطاب الدعاية المحلي في ضبط بوصله عقله للتوجه إلي قبلة الكراهية فان ذات الصحف تنشر أخبار هروبه متخفيا للجوء إلي تلك البلاد بعد أن يبذل الرخيص والغالي أو حصيلة مدخراته للوصول إلي الشواطئ الأوروبية أملا في حياه كريمة، ومستخدما أساليب ووسائل غير إنسانية، تعوَّد عليها في بلاده، كالانحشار في حاويات أو الهروب في قعر السفن المتهالكة بدون أي ضمانات أمنية لا في الرحلة أو في مرفأ الوصول ناهيك عن الأمن المفقود في بلاد الطرد. فهل كانت لصفحات الفكر الديني وكل هذه الدعاية الدينية وبرامج الدعوة والنصح والإرشاد من رجال دين ومريديهم من هواه الدعوة المجانية أو المدفوعة الأجر، من اثر اللهم إلا تأجيج المشاعر ضد الأضعف من أهل الأوطان كالنساء بأنهم لولا الحجاب لفسدت الأرض. فزايدت الفقيرات عقلا والأفقر ثقافة بتقليد أو باستيراد أزياء تنتمي إلي مراحل بدائية في تاريخ التطور المجتمعي حيث اعتبرت المرأة كلها مصدرا للفتنه، فلا يري منها الرجل صاحب الفتوى سوي هذا الأمر دون باقي قدراتها الأكثر رقيا في سلم التطور الإنساني. فرجال الدين ومشايخ الإسلام ومن خلال تركيزهم علي أمور الحس الجسدي يعطون نموذجا غرائزي لا يري سوي المتعة الحسية دون البعد الإنساني في المرأة كما لو أن الهوس الجنسي فقط هو ما يشغل العقل العربي والإسلامي. فكما قال سيجموند فرويد، الذي يرتجف منه علماء الدين الإسلامي " ما يمكن للعقل التفكر فيه هو فقط ما يمكنه فقط الحديث عنه". وتظل مطالبه واشباعاته منها مكبوتة لعدم تحققها فلا تظهر إلا كسلوكيات عدوانية لا تفسير لها. لهذا فحديث أهل العلم ومن ينبغي علينا سؤالهم في أمور الدين لا يصدر منهم إلا خطاب جنسي يتماهي في الأخلاق الكريمة لكنه يمارس عدوانا لا يعرف هو كيف يفسره فيقع تحت طائلة القانون.
__________________
لم اكتم عدلك في وسط قلبي تكلمت بامانتك وخلاصك لم اخف رحمتك وحقك عن الجماعة العظيمة اما انت يا رب فلا تمنع رأفتك عني تنصرني رحمتك وحقك دائما
|
عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|