تم صيانة المنتدي*** لا تغير فى سياسه من سياسات المنتدى اكتب ما تريد لان هذا حقك فى الكتابه عبر عن نفسك هذه ارائك الشخصيه ونحن هنا لاظهارها
جارى تحميل صندوق البحث لمنتدى الاقباط

العودة   منتدي منظمة أقباط الولايات المتحدة > المنتدى العربى > المنتدى العام
التّسجيل الأسئلة الشائعة التقويم

المنتدى العام يهتم هذا القسم بالأخبار العامه

 
 
خيارات الموضوع طريقة العرض
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 29-11-2006
الصورة الرمزية لـ makakola
makakola makakola غير متصل
Moderator
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
المشاركات: 6,270
makakola is on a distinguished road
عفوا .. فالإسلام لا يصلح في بلاد الإسكيمو

عفوا .. فالإسلام لا يصلح في بلاد الإسكيمو





علي بريشة


"الاسلام صالح لكل زمان ومكان" .. هذه المقولة يرددها الكثيرون على أنها بداهة من المسلمات .. دون أن يسألوا أنفسهم كيف ولماذا وعلى أي أساس في بلاد الإسكيمو .. تقف مثل هذه المقولة (البديهية) موقف إختبار طريف وعجيب .. فأهل الإسكيمو لو قدر أن ينتشر الإسلام فيما بينهم سوف يجدون أنفسهم أمام معضلات لا حل لها عند فقهاء المسلمين .. سوف يكون الإسكيمو مطالبا أن يتوضأ خمس مرات في اليوم بينما واقع البيئة المحيط به يقول أنه لا يستطيع أن يخلع القفاز من يديه ولا أن يمس الماء ويستحم ويغتسل طوال شهور الشتاء الطويلة حيث تنخفض درجة الحرارة إلى ما دون الخمسين تحت الصفر ويصبح مجرد خلع القفاز أو ملامسة الماء (الثلج) إنتحارا .. سوف يكون الإسكيمو مطالبا بأن يقرأ باب الوضوء في كتب الفقه الإسلامي المتوارثة ليجد أن هناك حلولا وضعها الفقهاء لمشكلة ندرة الماء .. "من لم يجد الماء فليتيمم" .. ولكن حتى التيمم مستحيل للإسكيمو .. فهو لن يجد التراب أو الرمل أو (الصعيد الطيب) الذي يتيمم به لأنه يعيش في بيئة لا يوجد بها تراب أو رمل أو صخور أو جدران .. وإنما كل ما يحيط به جليد في جليد .. ثم أن التيمم أيضا يلزمه بخلع القفاز أي أنه سوف يصاب بعضة الصقيع إذا حاول التيمم .. ولم يتحدث الفقهاء أبدا عن إمكانية التيمم على القفاز .. تحدثوا عن إمكانية المسح على الجبيرة ولكن ليس على القفاز وعلى كل الملابس ولم يتحدثوا قطعا عن البقاء ستة شهور بدون غسل .. وإذا خرج إبن الإسكيمو من معضلة الوضوء سوف تبقى معضلة مواقيت الصلاة والصوم .. وهو يعيش في بيئة ينقسم العام كله إلى يوم واحد ستة شهور من الليل المتواصل .. وستة شهور من النهار المتواصل .. لا يوجد هناك تقسيم لليوم إلى فجر وظهر وعصر ومغرب وعشاء .. بل لا يوجد أصلا مقياس لليوم .. فهو ينام ويستيقظ كيفما إتفق في ظل الليل القطبي أو النهار السرمدي .. فإذا لم يكن لديه أدوات توقيت حديثة أو وسائل إتصال يدرك بها مواقيت الصلاة والصوم في أقرب بلد إسلامي تصبح كل الفتاوى الموروثة لحل مشكلته غير ذات جدوى.

كل عدد سكان الإسكيمو في العالم لا يتجاوز بضعة عشرات من الآلاف .. قد تبدو ظروفهم الشاذة غير ذات موضوع بالنسبة لستة بلايين من البشر يسكنون الكوكب ويستطيعون أن يطبقوا نصوص كتب الفقه الإسلامي المتوارثة دون موانع (جغرافية) .. ولكن هذه الظروف الشاذة وحدها يمكن أن تصيب مقولة (الإسلام صالح لكل زمان ومكان) في مقتل .. ويمكن أن تتوسع المقاتل إذا إنتقلنا من الصلاحية الجغرافية إلى الصلاحية المجتمعية أو الفكرية لنجد أن الإسلام إذا إفتقد ما يتميز به من مرونة وبساطة وتفتح لن يكون مناسبا لكثير من العصور والمجتمعات .. وأن مناهج النقل التي يتبعها كثير من المسلمين كأساس فكري للدين قد لا تناسب مجتمعات وأنماط تفكير لا تعترف بالنقل المطلق عن السلف (صالحا كان أم طالحا) وإنما تبني قناعاتها وحضارتها على مناهج أخرى تجريبية وعقلانية وتجد كل البديهيات الموروثة قابلة للبحث والشك والتدقيق حتى تثبت إستحقاقها لأن تكون "بداهة"

الواقع أن مثال الإسكيمو لم أفتش عنه لكي أكتب مقالا يستفز القارئ .. أو أن أجادل لإثبات خطأ المقولة التي يرددها المسلمون على أنها أمر بديهي .. بل على العكس .. فأنا أؤمن أن الإسلام بالفعل صالح لكل زمان ومكان .. لسبب بسيط .. وهو أن معجزة هذا الدين وعبقريته تكمن في بساطته المطلقة ومرونته الشديدة التي تستجيب للمتغيرات طالما أنها لا تمس جوهر الدين .. (التوحيد .. مكارم الأخلاق .. العدل والإحسان وإيتاء ذي القربى والنهي عن الفحشاء والمنكر والبغي ).. هذه المبادئ هي جوهر الإسلام .. هي قلبه الصلب الصافي الماسي الذي يتحدى الزمان والمكان .. ولكن الإسلام الذي نعرفه من حولنا أمره يختلف .. لقد أحاط القلب الماسي شروح ومتون ونصوص كتبها الأقدمون (حسب ظروفهم ومعارفهم وعصرهم) .. وتحولت مع الزمن إلى نصوص مقدسة يخلط الكثيرون ما بينها وبين الجوهر الأصلي النقي .. هذا الجوهر النقي البسيط هو الذي جعل الشعوب القديمة (على إختلاف حظوظها من الحضارة أو البداوة .. من العلم أو الجهل) تدخل فيه أفواجا

الأقدمون بالتأكيد إجتهدوا حسب عصرهم وحسب ظروفهم .. وما قاله الأئمة الأجلاء مالك والشافعي وإبن حنبل وأبو حنيفة .. وأئمة الشيعة "المعصومون" والخلفاء الراشدون والصحابة والتابعون .. ما قاله كل هؤلاء الأجلاء ليس نصوصا مقدسة .. لقد أدركوا جوهر الدين .. وأدركوا كيف يكون صالحا لكل زمان ومكان (في عصرهم ) واجتهدوا وحاولوا البحث عن حلول لمشكلات زمانهم وقدموها لأهل زمانهم .. وبالتأكيد لو أن أحد هؤلاء الأجلاء بعثه الله من جديد بيننا وعرف بمشكلة أهل الإسكيمو مع الوضوء أو الصلاة أو الصوم لقدم له حلولا مبتكرة قد لا يجرؤ أحد من أهل زماننا على مجرد التفكير فيها وربما إذا تطرق به التفكير والبحث في قضايا ينشغل بها المسلمون المحدثون عن وضع المرأة في المجتمع وحجابها ونظم الإقتصاد والسياسة والعدالة الإجتماعية وحرية العقيدة وعلاقة "دار الإسلام بدار الكفر".. ربما لو أعمل أحد هؤلاء الأجلاء إجتهاداته في مثل هذه المسائل لنالته إتهامات بالتكفير من كهنة التراث (حتى لو كانوا ينتمون إلى المذهب الذي أسسه هو نفسه) لأنهم لم يدركوا كيف أن هذا الدين مرن إلى أقصى الحدود لأن جوهره صلب إلى أقصى الحدود .. وهذا ما يجعله بالفعل صالحا لكل زمان ومكان .. ولو كره المتشددون.
__________________
لم اكتم عدلك في وسط قلبي تكلمت بامانتك وخلاصك لم اخف رحمتك وحقك عن الجماعة العظيمة اما انت يا رب فلا تمنع رأفتك عني تنصرني رحمتك وحقك دائما

آخر تعديل بواسطة makakola ، 29-11-2006 الساعة 09:53 AM
الرد مع إقتباس
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح

الإنتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت امريكا. الساعة الآن » 08:17 PM.


Powered by: vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

تـعـريب » منتدي الاقباط