عفوأ يا قداسة البابا أقباط الخارج يحبون مصر و لكن مصر لا تحبهم

[وليد عبد المسيح]

بقلم : وليد عبد المسيح.

طالعتنا صحيفة المصري اليوم الصادرة بتاريخ 29 ديسمبر بتغطية أعلامية لزيارة قداسة البابا شنودة الثالث الي مشيخة الأزهر الشريف لتهنئة الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر بمناسبة حلول عيد الأضحي المبارك , و ذكرت الصحيفة علي لسان قداسة البابا شنودة قوله ( أن تلاقي العيدين معا يرمز الي ما يجب أن يسود بيننا فالقلوب تتقارب مثل الأعياد التي يجب أن تكون كلها روحية و تتسم بالطبيعة الشرقية و أن يحب الأقباط في الخارج مصر و يضعوها في قلوبهم) .

و نحن أذ نؤكد أحترامنا الكامل لقداسة البابا شنودة الثالث رأس الكنيسة الأرثوذكسية الأ أننا نتحفظ علي دعوة قداستة لأقباط الخارج و التي طالبهم فيها بحب مصر فالأقباط سواء في الداخل أو الخارج يحبون مصر و يذوبون فيها عشقا و لكن مصر هي التي لا تحب الأقباط سواء كانوا أقباط الداخل أو أقباط الخارج .

فأقباط الداخل يعانون من تفرقة عنصرية علي أساس العقيدة و هذا ثابت بأتفاق جميع التقارير الدولية الصادرة عن الأمم المتحدة أو منظمات حقوق الأنسان الدولية و لسنا في حل الأن لمناقشة الظلم الواقع علي أقباط الداخل حيث لن تتسع الصفحات لتوضيح المجالات المختلفة لأضطهاد الأقباط .

أما أقباط الخارج فهم مواطنون مصريون في الأساس هاجروا من وطنهم الأصلي للعديد من العوامل منها التفرقة العنصرية التي عانوا منها أشد معاناة و لكنهم في بلاد المهجر لم ينسوا وطنهم الأصلي مصر القابعة في قلب و عقل كل مصري سواء في الداخل أو في الخارج , لم ينسي هولاء المهاجرين وطنهم الأصلي مصر و كفاح الشعب المصري الأصيل (الشعب القبطي) ضد كل الثقافات الواردة الينا من شبه الجزيرة العربية .

لم ينسي هولاء الأقباط المهاجرون مصر الوطن و الضمير مصر الماضي و الحاضر و المستقبل فكونوا الهيئات القبطية التي تدافع عن حقوق الشعب المصري الأصلي (الشعب القبطي) وهي هيئات نظمت بحكم الدستور و القانون الخاص بالدول التي أسست فيها و لم تؤسس كجماعات محظورة تمارس نشاطها الغير سلمي في أستقطاب الشباب و تجنيدهم لخدمة أهداف خليجية بأستخدام اموال مشبوهة المصادر .

أما الدولة المصرية فلقد كثفت كل جهودها في السنوات الست الأخيرة و منذ أحداث الكشح في تلويث سمعة أقباط الخارج و أطلقت العنان للصحافة الصفراء في أنتقاد قادة أقباط المهجر و وصفهم بالعمالة و الخيانة و الأستقواء بالخارج كما أستخدمت (الطابور الخامس) الممثل في بعض الأقباط مثل جمال أسعد و كمال زاخر في ضرب الحركة القبطية من الداخل و وصف أقباط المهجر بالعمالة و الخيانة , الأ يدل هذا علي كراهية الدولة لأقباط الخارج ؟

أن الدفاع عن حقوق الشعب القبطي هو أسمي طريقة تعبر عن حب مصر الذي تجيش به القلوب و الصدور فلابد من أصلاح الأوضاع القائمة و أعطاء المواطن القبطي نفس الحقوق و الواجبات التي يتمتع بها أخية المسلم , لابد من أصلاح تلك الأوضاع حتي لا نسمح للقوي الدولية بالتدخل في شؤون الوطن كما حدث في العديد من المناطق في العالم , فحينما يتواجد أخلال جسيم بحقوق الأنسان فلابد من الأصلاح و هذا اللأصلاح لابد أن يأتي من داخل الوطن فأن لم يأتي فسوف يهبط الأصلاح من الخارج , وهذا هو المصير الأسود الذي رأيناه في يوجوسلافيا ثم في العراق و رأينا كيف تدخل المجتمع الدولي حين زادت أنتهاكات حقوق الأنسان و هو المصير الذي نتمني الموت قبل أن نراه في مصرنا الحبيبة.

أن الدفاع عن حقوق الشعب القبطي (شعب مصر الأصلي) هو في مجمله دفاع عن جزء أصيل من شعب مصر, فكيف يمكن أن نقول عن من يدافعوا عن المصريين بأنهم لا يحبون مصر ؟

أن الأصلاح السياسي قادم الي منطقة الشرق الأوسط لا محالة في ذلك و يلعب ملف الأقليات بمختلف أنواعها سواء كانت اقليات دينية أو سياسية أو عرقية دور هام في عملية الأصلاح فينبغي علي الحكومة المصرية تحقيق المساواة الكاملة بين الأقباط و المسلمين بدافع أحترام مواد الدستور المصري و الدولة المدنية .

قال أحد الكتاب الغربيين " أن تاسونامي السياسي قادم الي منطقة الشرق الأوسط " فلابد من العمل علي أجراء الأصلاح السياسي بأيد وطنية مصرية أصلية و لن نجد خيرا من يد الأقباط بجانب أخوتهم المسلمين من أجل مستقبل مصر , أما أتهامات الخيانة و العمالة و الأستقواء و عدم الوطنية فلن تصب في مصلحة مصر .

وليد عبد المسيح .