داعــية بـوزارة الأوقــاف يطـالب بإعادة بناء الكعبة
داعــية بـوزارة الأوقــاف يطـالب بإعادة بناء الكعبة
كتبت : نعمات مجدى
لاكثر كم 1400 عام ظلت الكعبة رمزا لوحدة المسلمين يستقبلونها في صلواتهم الخمس ويتوجهون اليها في شعائر الحج كل عام الا ان داعية بوزارة الاوقاف يري انه ان الاوان لمراجعة بناء الكعبة واعادة هيكلتها كما ارسيت قواعدها علي يد الخليل ابراهيم والذبيح اسماعيل - عليهما السلام - بدعوي ان الكعبة - بوضعها الحالي - لم تعد شرعية امؤسف لأن التشكيك فى شرعية بناء الكعبة يأتى فى الوقت الذى تعصف فيه الفتن بالمسلمين فتحاك المؤامرات للوقيعة بين السنة والشيعة، وتجرى معاول الهدم على قدم وساق لمحو المسجد الأقصى، وتلاحق المسلمين تهمة الإرهاب أينما ذهبوا، وكأن الأمة الإسلامية لم يعد ينقصها إلا «شرعية الكعبة»!
الدراسة أعدها أحمد على عثمان إسماعيل - مشرف الدعوة بأوقاف القاهرة الجديدة - وحملت عنوان «السرد التاريخى للكعبة المشرفة»، وأكد فيها أن الشكل البنائى العام للكعبة الشريفة كان مستطيلا بيضاويا، وليس مربعا كما هى اليوم، وخلص من بحثه إلى أن شكل الكعبة الحالى «غير شرعى»، واستند فى كلامه لحديث منسوب للسيدة «عائشة» - رضى الله عنها - حيث قال لها الرسول - صلى الله عليه وسلم: «لولا أن قومك حديثو العهد بالإسلام لبنيت الكعبة على ما كانت عليه أيام الخليل إبراهيم عليه السلام». أشار الشيخ عثمان فى دراسته المودعة تحت رقم 1486 بمجمع البحوث الإسلامية إلى أن الكعبة تم بناؤها اثنتى عشرة مرة، وأن الملائكة - عليهم السلام - أول من قاموا ببنائها، ثم آدم - عليه السلام - ثم نبى الله «شيت»، فإبراهيم وإسماعيل - عليهما السلام - ثم «قريش» فعبد الله بن الزبير - رضى الله عنه، ثم الحجاج بن يوسف الثقفى، فالسلطان «مراد خان»، وأخيرا خادم الحرمين الشريفين الراحل الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود.
كما ذكرت الدراسة أن الملائكة بنوا الكعبة المشرفة لتكون فى مقابلة البيت المعمور فى السماء، وأن آدم - عليه السلام - بناها من خمسة جبال، تولت الملائكة إحضار الحجارة منها، وهذه الجبال هى «طور سيناء، حراء، طور زيتا، جبل لبنان، والجودى». حسبما يرجح الشيخ «عثمان» فى دراسته، فإنه ربما يكون آدم والملائكة قد شاركوا سوياً فى عملية البناء الأولى، مع الأخذ فى الاعتبار أن البناء كان بالحجارة فقط، دون أية مواد مساعدة، وكانوا يبنون كل يوم صفاً واحداً من الحجارة - حسبما جاء فى الدراسة - ولما انتهى «إبراهيم» - عليه السلام - إلى موضع الحجر الأسود طلب من إسماعيل - عليه السلام - أن يأتيه بحجر ليكون موضعاً لبداية الطواف، فأتاه «جبريل» الحجر الأسود، وتوضح الدراسة أن الشكل الأول للكعبة فى عملية البناء الأولى كان بيضاوياً مستطيلا، بارتفاع تسعة أذرع، وطول الضلع الشرقى اثنان وثلاثون ذراعا، والغربى واحد وثلاثون ذراعا. ثم تنتقل الدراسة من زمن سيدنا «آدم» - عليه السلام - إلى زمن «قريش»، حيث عزمت علي بناء الكعبة بعدما أصابتها السيول الغزيرة، وأجمعت على ألا تدخل فى بنائها مالا حراما، وعندئذ تداعى بعضها، وهو الجزء الملاصق لحجر إسماعيل، وهو الأمر الذى تجاوزه «عبدالله بن الزبير» بعد الخلفاء الراشدين متما بناء الكعبة على النحو الذى كان يريده النبى - صلى الله عليه وسلم - فكعبها وربعها على قواعد إبراهيم - عليه السلام - ثم جاء الدور على «الحجاج بن يوسف الثقفى» الذى بناها على قواعد «قريش»، أى بالشكل الذى لاتزال عليه حتى يومنا هذا، وهو ما يراه «الشيخ عثمان» فى حاجة إلى التعديل ليكون على النحو الذى بناه «إبراهيم» - عليه السلام - حيث طالب فى دراسته باستكمالها لما تعرضت له من حوادث متعددة أدت للانتقاص من بنائها الصحيح، وخاصة أنها هدمت أكثر من مرة بسبب النزاعات الطائفية بعد تعرضها للضرب بالمنجنيق على يد «الحصين بن نمير» قائد جيش «يزيد بن معاوية»، ثم على يد «الحجاج بن يوسف الثقفى»، أثناء حصاره لابن الزبير واحتراقها فى عهد الأخير أيضا. يقول الشيخ «أحمد على»: إن مجمع البحوث الإسلامية ناقش الدراسة، ثم أصدر ما يؤكد صحة المادة العلمية، ولكن المجمع فى الوقت نفسه رفض الجزء الخاص بمخاطبة السلطات السعودية، وبالتالى رفض البحث بكامله، كما تم تشكيل لجنة بوزارة الأوقاف لمناقشتى، ولم أكن أتوقع هذه السلبية فى الحوار الذى لم يتطرق نهائيا للمصادر التاريخية التى اعتمدت عليها، بل اتهمونى - والكلام للشيخ «عثمان» - بإثارة القضايا الخلافية التى لا عائد من ورائها سوى إحداث بلبلة بين الناس، وبعد ذلك تم نقلى من مسجد الفتح، حيث كنت إماما وخطيبا هناك وأول من صمم موقعا إلكترونيا للمسجد يضم التفسير والحديث والفقه والسير والأخلاق والدعوة والخطب الدينية فى شتى المناسبات، ولكننى فوجئت بموقف الشيخ «فؤاد عبدالعظيم» وكيل الوزارة لشئون المساجد بمعاقبتى لأننى لم أحصل على إذن من الهندسة المركزية لإنشاء موقع على الإنترنت، وبعد هذه الواقعة تم إلغاء الموقع، وتم انتدابى إلى مسجد الحمد بالتجمع الثالث بالقاهرة الجديدة، ثم انتهى بى الأمر إلى أن أصبحت مشرف دعوة بأوقاف القاهرة الجديدة، لا أقوم بأى دور حقيقى، فهذا المنصب غير موجود نهائيا فى الهيكل الوظيفى لوزارة الأوقاف الذى يبدأ بإمام ثم مفتش فمدير إدارة ثم وكيل وزارة، وأخيرا وكيل أول وزارة - كما يقول الشيخ «على عثمان»!
|