خبر عاجل

[sky]

وصللي هذا الاميل اليوم

عاجل: أحداث العنف الديني ضد الأقباط تشتعل في الفيوم هذه المرة صباح اليوم الأحد 15 يوليو 2007 خرج عشرات من المسلمين المتطرفين بقرية الروضة بمركز طامية بالفيوم بسلسلة من الاعتداءات على كنيستين بالقرية إحداهما تابعة للكنيسة الإنجيلية، والأخرى تابعة للكنيسة الأرثوذكسية، ثم بدأت الاعتداءات تتجه إلى منازل الأقباط ومتاجرهم وأشخاصهم. بلغت محصلة الخسائر تدمير محل بويات يخص المواطن ميشيل شفيق وعربة كانت تحمل صناديق مشروبات غازية "شويبس". وخسائر متباينة بـ 21 منزلا من منازل أقباط القرية، وإصابة 3 أشخاص بجروح.

وفي اتصال هاتفي بالمستشار نجيب جبرائيل رئيس الاتحاد المصري لحقوق الإنسان - الذي بادر بإرسال مندوبين إلى القرية لمتابعة الحدث لحظة بلحظة - أكد أن الكنيسة الإنجيلية الموجودة بالقرية هي كنيسة قديمة وقد تعرضت للتصدع في زلزال 1992 وصدر لها قرار بالترميم. ومن ثم فقد تم تشوين الأسمنت والحجارة والطوب ومواد البناء داخل الكنيسة. وفي الساعة الحادية عشرة من صباح اليوم الأحد حدث هجوم تتاري من المتطرفين المسلمين - بحسب جبرائيل - على موقع الكنيسة واستولوا على مواد البناء ولم يستطع الأمن تطويق الجموع المحتشدة ومن ثم فقد نتج عن ذلك اتساع دائرة الاعتداءات وامتداد الخسائر التي طالت المحال والبيوت والعديد من ممتلكات أقباط القرية.

يقول جبرائيل أنه أصدر بيانا منذ قليل جاء فيه أنها ليست أول مرة ولن تكون الأخيرة والسبب المباشر هو تقاعس الدولة عن إصدار قانون دور العبادة الموحدة... وانتقد جبرائيل في بيانه إسراع الدولة بإصدار التشريع الخاص بكادر المعلمين وأيضا التصديق على قرار الرئيس بضم معلمي الأزهر إلى الكادر على الرغم من فض دورة مجلس الشعب!! بينما في الوقت ذاته يتم إرجاء مناقشة مشروع قانون دور العبادة الموحد للدورة القادمة وقد يأتي أو لا يأتي!!ومن ثم فإن جبرائيل يحمل الحكومة المسؤولية. وبسؤاله عن تقييمه للأداء الأمني في تلك الواقعة أوضح أن شهود العيان أكدوا أن الأمن كان "عاجزا" وإن كان لم يتعمد التراخي، وإنما عجز عن السيطرة على الوضع. وقد نما إلى علمنا أن ما حدث في بمها - يضيف جبرائيل - هو ما تكرر اليوم في الروضة بطامية بالفيوم، فرجال الإدارة المحلية وعلى رأسهم سكرتير الإدار المحلية كان حاضرا وقت أن هتفت النسوة المسلمات مطالبات بتحويل الكنيسة إلى معهد أزهري أو جامع! وقد كان حاضرا أيضا عضو المجلس المحلي عن القرية!! وبسؤاله عما إذا كان يعتبر هذا الموقف توطاؤ من الإدارة المحلية والمجلس الشعبي المحلي أوضح جبرائيل أن رجال الإدارة المحلية بوجودهم وصمتهم على الاعتداءات التي تشجع المعتدون بوجودهم معهم تؤدي إلى اعتبارهم متورطين في الحدث. لكن يبقى المسؤول الحقيقي قبل تورط رجال الإدارة المحلية، أو التقصير الأمني، هو الحكومة ذاتها!
------

وآخر الأخبار التي وصلتنا من قرية الروضة أن نحو 500 قبطي بالقرية مايزالوا - حتى الرابعة والنصف عصرا - محتجزين - بشكل غير رسمي - داخل منازلهم وحظور عليهم التجوال في القرية خوفا من تعرفضهم للاعتداء. حتى أن العاملين بمركز طامية الذي يبعد بمسافة ليست بقليلة عن القرية باتوا غير قادرين على العودة إلى منازلهم بعد تحذيرات ذويهم لهم من أنهم قد يتعرضوا للاعتداءات من جانب المسلمين المتطرفين المتربصين بهم.
--------

وفي آخر اتصال تليفوني من الفيوم علمنا أن ثمة استقرار نسبي بدأ يحدث في القرية. وحتى الآن لا توجد أخبار عن أي اعتقالات في صفوف المعتدين ولم يقبض على أحد بعد. وقد تمكن كاهن الكنيسة الأرثوذكسية القمص فام من الدخول أخيرا إلى مبنى الكنيسة.
------

كان العديد من المحللين قد أشاروا قبلا إلى حتمية تكرار هذه الاعتداءات بسبب ما يحدث من جلسات صلح ومجالس عرفية تحل فيها أزمات ما بعد الاعتداءات. وهو ما يغيب القانون الرسمي ويجعل المجرمون الإرهابيون يفلتون من جرائمهم بلا عقاب، بعد إجبار الضحايا أيضا على التنازل عن حقوقهم وعن بلاغاتهم.

وأوميجا تتساءل... حتى متى يستمر هذا الإرهاب الديني مستمرا؟ وحتى متى يتم تغييب القانون وازدرائه من قبل الدولة نفسها؟ وهل تتحرك الدولة وهل يتحرك المجتمع وهل تتحرك النخبة المثقفة المزعومة لنزع فتيل الكارثة؟ أم أن الكل سيظل يتفرج حتى نصحو يوما على حرب أهلية لا يعلم سوى الله مداها؟؟