هل سيصادر الأزهر كتب البخارى والطبرى؟!!
د. خالد منتصر
أخيراً وضعت السلطة العقل والفكر والإبداع تحت مقصلة محاكم التفتيش، فقد صدر القرار بالفعل من وزارة العدل وهو إعطاء الأزهر حق مصادرة الكتب والمطبوعات التى تخالف الشرائع والمبادئ والقيم الإسلامية، والمشكلة أن تعبير القيم الإسلامية تعبير فضفاض وغامض ومن الممكن أن يفسره كل على هواه ويصادر مالايروق له بحجة مخالفة هذه القيم، وحتى الكتب الدينية العظيمة المتفق عليها بين رجال الدين أنفسهم من الممكن مصادرتها تحت هذه اللافتة لوطبق أحدهم منهج التربص والتعنت والتفسير المغرض، وقبل أن يندهش القارئ سأعرض عليه وعلى رجال الأزهر فى عجالة بعض الفقرات الموجودة فى كتابى البخارى والطبرى وأريد معرفة هل هى تتفق مع القيم الإسلامية أم لا من وجهة نظرهم؟ وبالتالى لو طبقنا عليها قانون محاكم التفتيش ماذا ستكون النتيجة؟ ماذا ستقول محكمة التفتيش الجديدة عن الحديث رقم 5255 فى كتاب البخارى والمناقض لسيرة النبى وماعرفناه عنه من رحمة والذى يصفع فيه النبى إمرأة من سبايا الحرب إسمها أميمة رفضت أن تهب نفسها له وقالت "هل تهب الملكة لسوقة؟ فأهوى بيده عليها لتسكن فقالت أعوذ بالله منك..."، والحديث الذى يقول "أيما رجل وإمرأة توافقا فعثرة بينهما ثلاثة أيام فإن أحبا أن يتزايدا تزايدا أو يتتاركا تتاركا"، أو الحديث رضاعة الكبار الذى يقول "عن عائشة قالت جاءت سهلة بنت سهل إلى النبى فقالت يارسول الله إنى أرى فى وجه أبى حذيفة ضيقاً من دخول سالم (وهو مولى له) وقد بلغ الرجولة، فقال الرسول :أرضعيه تحرمى عليه ويذهب الذى فى قلب أبى حذيفة، قالت كيف أرضعه وهو رجل كبير فتبسم الرسول، وقال :علمت أنه رجل كبير، فرجعت فقالت إنى أرضعته فذهب الذى فى نفس أبى حذيفة"، أليس من الممكن أن يصادره أحد المحكمين ظلماً بتهمة الخروج على القيم الإسلامية؟، وماذا ستفعل لجنة المصادرة فى أحاديث أبى هريرة التى تسئ لعلى بن أبى طالب وترفع من شأن بنى أمية؟، وهل يتفق مع القيم الإسلامية وصف عمرو بن العاص بأنه يقول فيكذب ويعد فيخلف ويخون العهد؟، إن هذا الوصف لم يقله أديب طليعى أو كاتب شيوعى ولكن قاله على بن أبى طالب فماذا سيفعلون؟، وهل سيصادرون الطبرى الذى يطعن فى إبن عباس وهو واحد من أعظم فقهاء الأمة الإسلامية ومفسري قرآنها ويقول فى الجزء الرابع أنه حين كان والياً على البصرة سرق ستة ملايين درهم من بيت المال -على طريقة نواب القروض- وهرب إلى مكة وإشترى ثلاثة من الجوارى الحسان مما اغضب على بن أبى طالب فكتب له "أما تعلم أنك تأكل حراماً وتشرب حراماً !"، ويقول عن عائشة إنها حرضت على قتل عثمان بقولها إقتلوا نعثلاً...الخ، والسؤال هل سيمارس رجال محاكم التفتيش نشوة المصادرة مع أصح كتاب بعد القرآن ومع أهم كتب التاريخ الإسلامى؟ إنها مشكلة أعانهم الله على حلها
http://www.elaph.com.:9090/elaph/ara...56204930113700