مذبحة إمبابة العرض مستمر

[المحامى شيرين شوقى]

غداً مع الأيام تنكشف الحقائق والمسرحيات سيرسوا الأمر فى النهايىة على لاشئ ..على هواء فارغ المحتوى ومجرمين إرهابيين لصوص من همج القرن الحادى والعشرين يمرحون ينعمون بالحرية فى وطن جريح فقد عقله وإتزانه منساقاً تارة وراء العنصرية والتعصب وتارة يخرس خوفاً من بطش الإرهابيين.. وها نحن منتظرين العرض الجديد وفاصل آخر محفوظ مقدماً .. من الكوميديا السوداء .. لنضحك بهيستريا ونبكى بغزارة على ضحكاتنا .. وننحن نطالع من المقاعد والبلكونات فى دور العرض القديمة المتهالكة والمصبوغة بلون أحمر داكن من دماء الأقباط فى مبنى ضاق علينا حتى الإختناق وعمره الأن يربوا على 40 عاماً .. .. نفس المسرحيات من الزاوية الحمراء مروراً بالكشح ثم نجع حمادى ثم القديسين .. ثم صول وحتى الفصل الجديد غزوة ومذبحة إمبابة .. .وما بينها من جروح غائرة فى أنحاء الوطن المريض الذي يرفض العلاج فى نفس الوقت الذى يشكو فيه الألم. ..

ما حييت لن أنسى لأكثر من عشر ساعات تقريباً تدمير وحرق وهجوم بأسلحة نارية وقنابل مولوتوف وحرق الكنائس والمنازل والمتاجر وصرخات إستغاثة ..
وأنا أشاهد على الهواء مباشر عبر القناة الوحيدة فى العالم التى تنقل بأبسط الإماكانيات المتاحة وهى قناة الطريق التى لايكفيها وطاقمها الشكر فى الوقت الذى جبنت فيه كل القنوات الفضائية عن تغطية الحدث أو تواطئت مع الإرهابيين في ذلك كل هذا ولا من منقذ ونحن نعلم جيداً أن كل المسئولين والقادة يشاهدون المأساة معى .. الجيش يقف متفرجاً .. وسط النيران والصراخ .. وتليفونات من أطفال مذعورة من السلفيين الإرهابيين ..
ولا أحد يستجيب .. كل خطوط الجيش مغلقة .. الإرهابيون يمنعون عربات المطافى التى جائت للمنطقة لإخماد الحرائق وقذفوا عربات الإسعاف التى جاءت لنقل الجرحى والمصابين ... تماماً كما تفعل إسرائيل مع الفلسطينيين التى يتباكى عليها أمثالهم وهم أكثر دموية مع أبناء وطنهم .. الجيش يقوم بالقبض على الأقباط المجنى عليهم ... ويفتشون عند المجنى عليهم على أسلحة فى الوقت الذى يمتلك فيه الشارع مجموعة من الدمويين ..
لا أستطيع أن أصف مشاعرى وأنا أرى إخوتى وكنيستي فى جحيم والجميع يستمتع بالمناظر الجميلة التى تشفى غليل البعض ولا تهم الأخر .. سقط 8 شهداء وأكثر 250 جريح ..
نحن نستند على وعد إلهى لا بشري .. أبواب الحجيم لن تقوى عليها ..
لكن لن نترك حقوقنا بكل الطرق القانونية والشرعية المتاحة ..
السيناريو الجديد عهده رسمية محفوظة ووثيقة وتراث شعبي كتب شهادة وفاة و موت الحلم الذى حلمنا به شمساً لمصر الجديدة مصر الحرية والمساواة .. الخدعة الكبرى وهى ثورة يناير .. يتم مساواة المجرم الجانى بالمجنى عليه والقبض على الأقباط ثم تصوير المذبحة على إنها إشتباكات وكأن الأمر معركة متساوية القدرات والأسلحة ثم وعود وتصريحات وكلام كبير وحسم وصرامة وخلافه ..

حتى يهدئ الامر ثم تموت القضية ويصمت الجميع حتى إشعار آخر ولقاء جديد مع المزيد والمزيد من دماء الاقباط وخطف نسائهم وحرق وهدم كنائسهم ومنازلهم ومتاجرهم ... وتعود خشبة المسرح لتفتتح العرض السابق بلون جديد .. ومبروك للجميع وربنا يتمم بخير .. مع تحيات مصر الحلم الذى إنهار تحت أقدام السلفية وشعب أدمن ثقافة الكراهية ... أكتب هذا وأنا أتمزق ألماً وحسرة وأحاول أن أبتلع مرارة الجرح ولكن لم يعد بإمكاننا النفاق ولا مجال للمجاملات الأمر بات خطيراً جداً على هذا البلد ...

المحامى / شيرين شوقى

10/5/2011
مدونة مشوار الحنين