|
المنتدى العام يهتم هذا القسم بالأخبار العامه |
|
خيارات الموضوع | طريقة العرض |
#1
|
|||
|
|||
قـرد ابن قرد ابن قرد
قـرد ابن قرد ابن قرد بقلم مهندس عزمي إبراهيم بدأ الإسلام في شبه الجزيرة العربية التي تسمى مجازاً بالجزيرة، وهي جغرافياً ليست بجزيرة وإنما سمَّاها العرب بذلك تكبيراً وتضخيماً وتعظيماً وتفخيماً كعادتهم من باب العنطزة، وسنجاريهم في هذه المكتوبة بتسميتها الجزيرة (يجعل كلامنا خفيفا عليهم!). وصاحَبَ بدء وانتشار الدعوة الإسلامية عدة غزوات "داميـة" أيام الرسول وبعد وفاته. والغزوات هي "حروب" قام بها المسلمون ضد الآخرين بالجزيرة: قبائل وقوافل ونجوع ومدن وأقوام لم تقبل اعتناق الدين الجديد، وكانت الغزوات الوسيلة "السلمية" لفرض الإسلام عليهم. هذه الغزوات معروفة ومسماة ومؤرخة وعددها تسعة وعشرين علاوة على السرايا. والسرايا هي جمع سرية، وهم مجموعة من الصحابة أرسلهم الرسول للغزو. "وقد ثبت في الصحيحين أنه قيل لزيد بن أرقم: كم غزا النبي صلى الله عليه وسلم منغزوة قال: تسع عشرة. ونقل أهلالسيَر أن غزواته خمس وعشرون وقيل: سبع وعشرون وقيل: تسع وعشرون. تمت كلها بين العامين الثاني والتاسع الهجري وقد قاتل الرسول بنفسه في تسعة منها وكان أول من ضرب المنجنيق في بعضها". "أما السرايا فهي أكثر من الغزوات، والخلاف فيها أكثر فهي من نحو الأربعين إلىالسبعين". "وقال الحافظ في الفتح في آخر كتاب المَغازي: وقرأت بخط مغلطاي أن مجموعالغزوات والسرايا مائة". ولا يذكر التاريخ أن هناك غاز أو قائد حربي حاول أو فكر في غزو الجزيرة العربية. لا خوفاً من البدو ورعاة الأغنام بل لأنه لم يكن يوجد بالجزيرة ما يرنو إليه غاز أو يطمع فيه قائد حربي أو ما يدعو إلى طموح طامح أياً كان. على النقيض من ذلك كانت دول الجوار وهي مصر والشام والعراق وفارس دولاً غنية بالخصوبة والنضارة والأخلاق الطيبة والخير الجزيل. وأكثر من ذلك أنها كانت دولاً ذات ثراء ثقافي، فقد كان مواطنوها سلالة الفراعنة والأشوريين والبابليين والفينيقيين والفارسيين وهي حضارات مميزة ما زال يتحدث عنها التاريخ والعالم حتى يومنا هذا. لم تقم أي من دول الجوار في أي وقت ما بالاعتداء علي الجزيرة أو قاطنيها. ولكن ما حدث بعد أن انتشرت الدعوة الإسلامية بالجزيرة أن نجاح غزواتها الشرسة "الدموية" الداخلية أيام الرسول والخلفاء من بعده، أن "افتتحت" شهية العرب للاستمرار في الحروب وهي "تجارتهم" الوحيدة، فتتطلعوا إلى دول الجوار الغنية، حيث كانت الجزيرة صحراء جافة فقيرة قحفاء جرداء لا خيرفيها ولا دخل لها إلا من قطع الطرق على قوافل التجارة التي تمر خلالها بين الشام واليمن. فقرروا التوسع بالدين الجديد لا بالتبشير ولا بالتوعية ولا بالاقناع والاقتناع السلمي بل بالغزو والسيف والارغام، بل بسفك دماء الأبرياء من بني البشر. فقاموا بتكتيل حملات حربية بقيادة أبطال عرب مشهود لهم "بالروح الإنسانية الرقيقة" إلى جانب "الكفاءة الحربية والشرف العسكري"، كلٍ إلى دولة من الدول الأربعة فهزموها واستعمروها أو بالأصح استوطنوها وفرضوا على مواطنيها المسالمين الشرط الإسلامي العادل الشهير، وهو إما الإسلام أو الجزية أو القتال. وهو شرط رائع لم يخطر بذكاء أي نبي أو رسول أو مبشر أو داعية لأي دين من الأديان السوابق، سماوي كان أو غير سماوي، غير الدين الإسلامي. وكما "افتتحت" شهيتهم للحروب رأى قادة العرب لحكمة ما أن لا يُسَمُّوا اعتدائهم على تلك البلاد "غـزوات" فسموها "فتوحات"، حيث وجدوا لكلمة "فتوحات" وقعاً موسيقياً جميلاً يُرضي المستـَعمَرون ويجعلهم يقبـَلوا أو يتقبـَّلوا الاستعمار وشروطه "السمحة" ببشاشة وبهجة وانبهار ورقص وتهليل. ورغم أن كلنا نعلم أن الله عز وجل خلق مواطني تلك البلاد منذ ملايين السنين، ولهم تواريخ وحضارات وثقافات عظيمة راقية معروفة ومؤرخة على الأقل منذ آلاف السنين، ورغم أنهم يهود ومسيحيون، من سلالة جميع الأنبياء الذين يعترف بهم ويقدسهم كتاب الإسلام، إلا أن الإسلام بانبثاقه بعد ملايين السنين من بدء الكون وخلق البشرية قد اكتشف أمراً عجيباً باهراً لم تكتشفه أي حضارة أو ثقافة قديمة أو عصرية، وهو أن الله (إله المسلمين) خلق اليهود والمسيحيين أولاد قردة وخنازير، ولا يمتوا بصلة البنوة من بعيد أو قريب لسيدنا آدم، صلوات الله عليه وسلامه، حيث أن سيدنا أدم وستنا حواء كانوا بشراً وليسا بقرود أو خنازير. عجباً لغباء العالم بحضاراته السوابق والحواضر، وغباء علماء ومفكري وباحثي وفلاسفة الفراعنة والأغريق والروم واوروبا وأمريكا والصين والهند واليابان من اكتشفوا واخترعوا وابتدعوا ما لم ولا ولن يخطر على بال العرب وما لا يمكن حصره من الابتداعات حتى وصلوا إلى سطح القمر... عجباً لغبائهم أن لا يدركوا ما أدركه المسلمون الأذكياء من حيث أن الله خلق البشرية من ثلاثة أجناس، أو ثلاثة أجداد، وهم آدم وحواء (أصل المسلمين)، وقرد وقردة، وخنزير وخنزيرة. ومن يعلم ما يتبع؟ ربما خلق الله البشرية من أكثر من ثلاثة أجناس أو أجداد فهناك الهندوس والبوذيون والكونفوشيوسيون والمجوس والبهائيون واليابانيون وغيرهم أبناء الصراصير والقمل والبق والذباب والدود والعقارب. من ناحيتي أنا ، سأفتخر بأني قرد ابن قرد ابن قرد. ولكني، (معتذرا مخلصاً من أعماق قلبي للأخوة المسلمين العاقلين العادلين المتنورين الأحرار السُمَحاء)، أختم بما قاله المتنبي المسلم ملك شعراء العرب: "يا أمة ضحكت من جهلها الأمم" وأزيد من عندي: يا أمة شبعت من جهلها الأمم.
|
عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|