المذيعة والسلفى

[abomeret]

المذيعة والسلفى

بقلم مدحت حسن - المصرى اليوم

نشرت عدة صحف خبراً مهماً قبل يومين يشير إلى أن المذيعة إيمان الأشراف، مقدمة برنامج «كافيه الشباب» على القناة الخامسة، اضطرت إلى الاستجابة لطلب عبدالمنعم الشحات، المتحدث الرسمى باسم الدعوة السلفية، بارتداء الحجاب فى منتصف برنامجها بعد تهديده لها بالانسحاب أثناء إذاعة البرنامج، وقالت إيمان على الهواء فى بداية اللقاء: «أظنكم لاحظتم ارتدائى طرحة، وهذا كان بناء على رغبة ضيفى الكريم الذى رفض رفضاً قاطعاً الظهور مع مذيعة غير محجبة».

وقالت إيمان الأشراف إن الشحات قال لها فى كواليس البرنامج إنه لا يمانع فى الحديث مع امرأة غير محجبة ولكن ذلك يكون بعيداً عن التصوير، مضيفاً بطريقة مازحة: «الحقى البسى طرحة دلوقتى قبل ما تلبسوها بالعافية». وفى اليوم التالى لنشر الواقعة كتبت عدة صحف أن إدارة تليفزيون الإسكندرية طلبت من فريق عمل البرنامج إعداد مذكرة بملابسات الواقعة.

بالطبع أدرك حساسية البرامج التى يتم بثها على الهواء، وحرص فرق العمل فيها على خروجها دون أخطاء، وهو ما قد يجعل بها بعض الهفوات، ولكن لا يجب اختزال هذه الواقعة فى أنها مجرد خطأ مهنى يمكن عقاب من قام به، الأمر له زوايا مختلفه فى رأيى، أولاها: سوء التصرف من مقدمة البرنامج ومن فريق العمل فى وقت الحلقة، وكان يجب على المذيعة فور أن طلب منها الضيف ارتداء الحجاب أن ترفض دون نقاش، وأن تخرج على الهواء وتعلن ذلك بكل شجاعة، وذلك لأن المذيعة عندما وافقت على هذا المبدأ وضعت نفسها وزملاءها فى مأزق، فهى لن تستطيع أن ترفض فى حلقات أخرى ومن ضيوف لهم توجهات مختلفة أن يحددوا لها ماذا ترتدى.

وثانيتها: تعكس هذه الحادثة استعلاء غير مفهوم من جانب ممثل التيار السلفى، وهل لو أتيحت له الفرصة قبل الثورة للظهور فى البرنامج نفسه هل كان سيرفض المشاركة فى البرنامج بعد وجوده فى الاستديو إلا إذا غطت المذيعة شعرها، وهل يمكن أن يصر على هذا الطلب إذا ظهر فى فضائية خاصة؟ وثالثتها: ما هى الرسالة التى أراد أن يرسلها القيادى السلفى للمجتمع: هل تصدير المزيد من القلق من نمو هذا التيار، أم قدرته على فرض إرادته على فريق برنامج تليفزيونى، أم تأكيد مبدأ الازدواجية بعدم ممانعته فى الحديث مع المذيعة دون حجاب خارج البرنامج؟

أطالب وزير الإعلام أسامة هيكل ـ وأنا أعرف تقديره لمختلف التيارات السياسية ـ بأن يبحث الواقعة بنفسه ولا يتركها للجان البحث لأن الأمر جد خطير، ويجب أن تكون هناك قواعد واضحة وراسخة فى تليفزيون الدولة لا تخضع لأى ابتزاز، وتسرى على الجميع دون أى استثناء.