|
المنتدى العام يهتم هذا القسم بالأخبار العامه |
|
خيارات الموضوع | طريقة العرض |
#1
|
|||
|
|||
هل سيحلف رئيس جمهورية مصر اليمين ويده على القرآن والإنجيل معا ؟
هل سيحلف رئيس جمهورية مصر اليمين ويده على القرآن والإنجيل معا ؟ سعد ميخائيل سعد ـ لوس أنجلوسhttp://wataninet.com/article_ar.asp?ArticleID=3104 قمت مع أسرتى بجولة فى مبنى البرلمان البريطانى فى أغسطس 2003 . وإستمعنا بشغف للحديث الثرى والممتع للمرشدة الموظفة بالبرلمان تشرح محتويات كل غرفة ومايحدث بها من ممارسات تقليدية مثل إفتتاح الملكة للدورة البرلمانية كل عام . ودخلت بنا إلى قاعة مجلس العموم ورأينا الكرسى المتواضع الذى يجلس عليه رئيس الوزراء بين عموم الأعضاء . وكيف أن أمامه منضدة فوقها صندوق خشبى قديم . شرحت المرشدة البريطانية مراسيم إستلام رئيس الوزراء مسئوليته بعد فوز حزبه فى الانتخابات . ثم بصوت جهورى وبإفتخار حضارى قالت أنه من بين خطوات المراسيم أنه يتعهد اليمين الخاص بالوظيفة واضعا يده على هذا الصندوق الذى به دائما نسخة من الكتاب المقدس والقرآن الكريم . انبهرت . تعجبت . اندهشت . بحثت عن تفسير وتحليل . هل هذا الإنفتاح وتكريم الآخرين والإعتراف بتراثهم هو سر نجاح تلك الأمم وإنطلاقها وإبداعها ؟ وهل العكس الذى يحدث فى أوطان أخرى والتكبر على الإعتراف بالآخر والبخل فى تكريمه هى من أسباب تأخر تلك الأوطان ؟ لقد فتحت بريطانيا أبوابها وأحضانها للمسلمين المهاجرين إليها فى خلال النصف الثانى من القرن العشرين وأعطتهم الجنسية وقامت بتعليمهم فى جامعاتها العظيمة وإعطائهم الفرص فى شتى المجالات العلمية والطبية والاقتصادية والسياسية حتى اصبح من بينهم قيادات ومتفوقون فى مجالات لم يكونوا يحلمون بها حتى فى البلاد الاسلامية التى أتوا منها . بل ومنحت اللجوء السياسى حتى للذين يبشرون بعداوتهم لها ... وإذ نركز هنا على مجلس العموم البريطانى فإننا نجد أحد أعضائه باكستانى مسلم مهاجر وهذا بين 15 عضو من أقليات مهاجرة . ولأنه لا أحد يسأل عن الديانة فغير معروف كم منهم يعتنق الإسلام . وإحتراما لهؤلاء الأعضاء المسلمين وديانتهم وإعترافا بالأقلية الإسلامية فى بريطانيا ، حتى وإن كانت الأغلبية الساحقة منهم مهاجرين ، فقد اختار رئيس الوزراء البريطانى أن يأخذ التعهد فى بدء خدمته ويده اليمين على الكتاب الذى يقدسه المسلمون جنبا إلى جنب مع الكتاب الذى يقدسه المسيحيون . هذا مع العلم بأن لأعضاء البرلمان الحرية فى اختيار تعهد غير دينى أو أن يحلف اليمين على أى كتاب يقدسه هو أو بدون أى كتاب . وأحد أسباب تعجبى بالنسبة لهذا التكريم من رئيس الوزراء للأقلية المهاجرة التى تعتنق الإسلام ، هو السؤال : لماذا لا تحظى بهذا التكريم الأقليات المهاجرة التى تعتنق الهندوسية أو البوذية وهم كثيرون وأقدم هجرة إلى بريطانيا بل كانت ( أو لازالت ) بلادهم ( مثل الهند وسريلانكا ) جزءا من الكومنولث البريطانى. ولماذا لايحتوى ذلك الصندوق الخشبى فى مجلس العموم على كتابى ( أوبانيشادس ) و ( باجافاد جيتا ) المقدسين لدى الهندوس ولماذا لم يطالب الهندوس فى بريطانيا بالمعاملة بالمثل ! دار كل هذا بخيالى وأنا أسير مع فوج السياح داخل قاعات مجلس العموم البريطانى منذ سنتين ، ثم حاصرتنى الأفكار ونحن فى إنتظار يوم إنتخابات رئاسة الجمهورية القادمة فى مصر ( 7 سبتمبر ) .... من بين هذه الأفكار وجدت الكثر من الالهامات الإيجابية والمداهمات السلبية .... ونترك السلبيات الكفيلة بأن تغرقنا للأبد ونركز على الالهامات الإيجابية . فقد تذكرت بالإمتنان قرار الرئيس حسنى مبارك بإعتبار يوم عيد ميلاد السيد المسيح أجازة رسمية فى البلاد المصرية . وتذكرت كيف أن نهضة مصر الحديثة قامت على الإنفتاح العقلى والسياسى والثقافى فى الفترة من محمد على إلى جمال عبد الناصر ، وكيف كان هناك ثلاثة رؤساء وزارات أقباط فى تلك الفترة وآخر أرمنى والعديد من الوزراء الأقباط يديرون بكفاءة وإقتدار وزارات الخارجية والحربية والمالية ورئاسة البرلمان . نهضت مصر بقفزات واسعة فى جميع المجالات بسبب ذلك المناخ من الإنفتاح والإبداع والحرية والديمقراطية . وأضاءت سماء الوطن والأمة والقلوب والعقول منارتان إحداهما ( الدين لله والوطن للجميع ) والأخرى ( القرآن والإنجيل يحميان وادى النيل ) . لم تكن هذه العبارات من الشعارات الجوفاء وإنما كانت نشيدا وطنيا هتفت به الجماهير كرؤية قومية وإقتناع عقيدى وفلسفة عمل وطنى . تذكرت منظرا مؤثرا عشته فى طفولتى وحتى فى شبابى فى عهد عبد الناصر خصوصا أثناء الحملات الإنتخابية لمجلس الأمة . فقد كانت المئات من مؤيدي المرشح يسيرون فى شوارع حى محرم بك بالأسكنرية هاتفين . وعندما يأتون إلى موقع منزل والدى القمص ميخائيل سعد كانوا يقفون أمامه لنحو عشرة دقائق وهم يهتفون بحناجر قوية تعبر عن إقتناع عقلى وإنفتاح قلبى صارخين : " القرآن والإنجيل يحميان وادى النيل " وأيضا " الدين لله والوطن للجميع " . من هذا الإشعاع جاءت الحركة الشعبية والفلسفة السياسية التى نقلت مصر من الظلام والإستعباد ومص الدماء الذى نالها من المماليك والأتراك إلى نور وحرية النهضة الأوروبية ومصر الحديثة . لذلك نحلم من أجل مصر أن يجتمع القرآن والإنجيل تحت يد رئيس الجمهورية وهو يحلف اليمين. ففى هذا يتجسد أحد المعانى الأساسية فى قيام الحضارة وهو (الإعتراف بالآخر ) مهما كانت ديانته . وفيه أيضا يتجسد مبدأ إعتراف الإسلام بالمسيحية الذى نسمع عنه كثيرا ونشاهده قليلا . وفيه أيضا إحياء لتراث الوحدة الوطنية الذى نهض بمصر فى النصف الأول من القرن العشرين . نعم من حقنا أن نحلم ومن واجبنا أن نسعى ليكون لمصر مستقبل أفضل مضىء وغنى ومملوء بروح الحياة . ومن حقنا أن نحلم ونسعى لكى يبدأ رئيس الجمهورية المصرية فى الدورة الجديدة عهدا جديدا برمز جديد. إننا نتطلع إليه وهو يحلف اليمين على القرآن والإنجيل وأن يقود الأمة بالعدل ويحـمى الـدستور ووادى النيل . وماذا يكون أقوى فاعلية من هذا الرمز ثم تجسده فى إضافة إفتتاحية للدستور تنص على أن " الدين لله والوطن للجميع " . |
عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|