|
المنتدى العام يهتم هذا القسم بالأخبار العامه |
|
خيارات الموضوع | طريقة العرض |
#1
|
|||
|
|||
مستقبل الأقباط ومصر بين حزبيّن تحت التأسيس
مع اقتراب موعديّ الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في مصر، وعقب الاعلان عن رغبة بعض الوطنيين المصريين من داخل مصر وخارجها في تأسيس عدد من الأحزاب السياسية رغبةً منهم في المشاركة الإيجابية وتحسين أحوال البلاد بعد ما أصابها جراء عقود من الركود السياسي الذي صاحب انقلاب الضباط الأحرار، وجب علينا نحن الأقباط - نحن الذين تعود جذورنا المصرية لنشأة الدولة المصرية الموحدة على يد مينا نارمر قبل ستة الاف عام ونيف - أن ندلي بدلونا فيما يخص تأسيس حزبيّن جديديّن على الساحة المصرية.
لماذا أتوقع عزوف الأقباط عن المشاركة في حزب "قوة مصر" في الرابع من سبتمبر طالعنا الحبيب لقلوبنا الكاتب البارع الدكتور سامي البحيري الذي نكن له كل الاحترام على صفحات ايلاف باعلان عن رغبة بعض المصريين الغيورين من مصريي الداخل والمهجر في تأسيس حزب "قوة مصر"، داعياً المصريين للاشتراك في الحزب بغية اكتمال النصاب القانوني اللازم لتقديم اوراق الحزب للجنة شئون الأحزاب المصرية. وبداية نرجوا التأكيد على أننا واثقون من وطنية واخلاص مؤسسي الحزب، اللذان يتضحان من برنامج الحزب المنشور على الانترنت. ألا أن احترامنا وتقديرنا للمؤسسين لا يمنعنا كأقباط من الاختلاف معهم بسسب العديد مما ورد في ذلك البرنامج والذي يمكن تلخيصه فيما يلي: أولا: رغم تأكيد الحزب على فصل الدين عن الدولة وأن "الدين لله والوطن للجميع"، ألا إننا نجد في مفرداته الكثير من الايا ت القرانية والتعبيرات الإسلامية كتلك التي تمتلئ بها أدبيات الإخوان المسلمين. فعلى سبيل المثال لا الحصر: "اما الزبد فيذهب جفاء واما ما ينفع الناس فيمكث فى الارض. صدق الله العظيم"، "يؤمن الحزب ان ديننا الاسلامى بمبادئه الساميه صالح لكل زمان ومكان "، "ويشتمل القرأن الكريم وتشتمل السنة العطره على كل مبادىء الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان"، "ان ديننا يسر لاعسر . ان الله غفور رحيم"، "والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون. صدق الله العظيم" الخ. فمفردات مثل تلك تُشعرنا نحن الأقباط بالتهميش، وبالطبع لا نتوقع من مهمشين الاسراع في الانضمام لحزب سياسي يُشعرهم بذلك. وأنا أرى أن لمؤسسي الحزب أن ينقلوا ذات الأفكار من دون الاستعانة بأدبيات إسلامية. وإن اقتضت الضرورة لستعمال ايات قرانية وأحاديث نبوية تحض على التسامح، فيجب عليهم استخدام ايات انجيلية وأقوال مسيحية تصب في نفس الغرض، عملاً بمبدأ المساواة الدينية الذي ينادي به الحزب. كما أن الاعتراض نفسه ينطبق على الأمثلة التاريخية التي يسوقها الحزب والتي تنقسم إلي قسميّن: أما أمثلة من التاريخ العربي الأسلامي أو أمثلة من التاريخ الأوروبي والأمريكي، بينما كان الأحري بالحزب استخدام أمثلة من التاريخ المصري الأصيل، أو على الأقل استخدام نبذات من تاريخ مصر المسيحية إلى جانب النبذات الإسلامية المذكورة. ثانيا: يدعو الحزب للإيمان بالأديان السماوية وتفسيرها كما أراد الله. لكن الحزب لا يستفيض في شرح التفسير الذي أراده الله ومن هو المسؤول عن توضيح هذا التفسير. لقد عانى الأقباط على أيدي الرومان الوثنيين لأن الهة الرومان ابولو وارطميس لم تعترف بالديانة المسيحية. ثم عانى الأقباط من البيزنطيين المسيحيين بعد مجمع خلقيدونية بسبب التفسير البيزنطي المغاير لتفسير الأقباط فيما يتعلق بطبيعة السيد المسيح. واخيرا عانى الأقباط على أيدي العرب المسلمين لأن إله الأسلام أعلن أن من يرتضي غير الإسلام ديناً فلن يُقبل منه. لذا فإن غاية مُنى الأقباط هي الحياة في ظل دولة مدنية عالمانية تحترم كل الأديان، بل وحتى الإلحاد، ولكن لا مكان للدين في سياساتها أو دستورها أو تصريحات مسئوليها. فمن أراد الذهاب للمسجد أو الكنيسة أو المعبد فهذا شأن خاص به وحده وعلاقة فردية بين الانسان والخالق، لا تدخل للدولة في تفسيرها، تقنينها أو تقييدها، وذلك طالما التزم الفرد بالقوانين الوضعية للدولة. ثالثاً: ورد في إحدى فقرات مبادئ حزب "قوة مصر": "لقد استلم المسلمون الاوائل فى عهد الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة ابى بكر وعمر بلدا صغيرا، فكبر على ايديهم حتى ضم معظم بقاع العالم ،فهذا هو التفسير الصحيح، وهذه هى النتيجة المبهرة" وكأنما يمجد الحزب الاحتلال العربي لمصر في عهد الخليفة عمر بن الخطاب، والذي لا يختلف في رأينا عن احتلال صدام للكويت. فنشر الدين لا يتطلب احتلال البلاد واستنزاف خيراتها وفرض الجزية على أبنائها، بل كان بالأحرى للعرب الذين احتلوا مصر إبان خلافة عمر أن ينشروا الإسلام سلمياً كما نشره التجار المسلمون في ماليزيا واندونيسيا، وليس على سروج الخيل وأسنة الرماح. بالإضافة إلى ذلك فإنه، ومن منطلق مصرية الأقباط وعدم عروبتهم، ونظراً لما جلبته لهم القومية العربية تاريخياً من قرب اندثار لغتهم المصرية وموسيقاهم المصرية وتقويمهم المصري، فضلاً عن طمس الهوية الثقافية لمصر واستبدالها بهوية ثقافية اتية من بلاد العرب، فإن التأكيد على عروبة مصر يسبب حساسية مفرطة للأقباط (ناهيك بالطبع عن بعض المثقفين المصريين المسلمين مثل الأستاذ محسن لطفي السيد والدكتور سيد القمني قبل تبرأه من أفكاره). فبدلا من تدريس المعلقات العربية الجاهلية وشعر الأندلس لتلاميذ الصفوف الثانوية، كان أجدر بمصر تدريس قصة الطبيب المصري القديم سنوحي والأدبيات المصرية الأصيلة لتقريب المصريين من تراثهم الحضاري. وعلى النقيض من ذلك فإن حزب قوة مصر لا يبدي اعتراضاً على الدخول في وحدة عربية مع بلاد لا تمت لنا كمصريين بصلة سوى استعمال اللغة الفصحى في الكتابة. ومن المعروف أن اللغة وحدها ليست كافية لتكوين وحدة، وإلا فكنا رأينا وحدة المانية تضم سويسرا والنمسا أو وحدة اسبانية بين المكسيك وباراجواي! والحق يُقال أن الأقباط لا يرون غضاضة في انضمام مصر لمنظمة المؤتمر الإسلامي أو مجلس الكنائس العالمي كونهما يعبران عن هوية مصر المعاصرة بشقيّها الإسلامي والمسيحي. أما أن ننضم لمنظمة كجامعة الدول العربية، فهذا ما لا تقبله مصريتنا. رابعاً: مع نظر الأقباط بعين الاعتبار لما أعلنه الحزب من خطوات ترمي لتحقيق المساواة التامة بين مواطني مصر من مسلمين ومسيحيين ويهود وبوذيين وملحدين وغيرهم، مثل إلغاء خانة الديانة من بطاقات الهوية واستصدار قانون موحد لبناء دور العبادة، ألا أن حزب "قوة مصر" أغفل مطالب قبطية أخرى مثل اإلغاء المادة الثانية من الدستور والتي تعلن أن الشريعة الأسلامية هي مصدر التشريع، وتعديل اسم مصر من "جمهورية مصر العربية" ليصبح "جمهورية مصر" واعتبار اللغة المصرية (باحرفها الهيروغليفية والهيراطيقية والديموطيقية والقبطية) لغة رسمية لمصر بجانب اللغة المصرية، أسوة باعلان اللغة الأمازيغية لغة رسمية في الجزائر. خامساً: رغم عدم طعننا إطلاقاً في وطنية وإخلاص السادة المؤسسين للحزب، ألا أني لا أخفي حزني لعدم وجود اسم قبطي بين اسماء التسعة المؤسيين، لا لذر الرماد في الأعين بل لما يوجد بين الأقباط من كفاءات سياسية قادرة على الإسهام في مشروع حزبي كهذا. وقد يكون إغفال ضم أقباط لتأسيس الحزب – عن حسن نية بالطبع – أحد الأسباب التى أدت لوجود الاعتراضات السابقة ضمن برنامج الحزب. وقد يسهم ضم أقباط للجنة مؤسسي حزب "قوة مصر" في نقل بعض التحفظات ووجهات النظر القبطية للحزب مما يضمن خروج قرارات الحزب بما يضمن مصلحة كل المصريين بلا استثناء. ورغم إبداء اعتراضاتنا السابقة على برنامج حزب "قوة مصر" ألا أننا لا نخفي اعجابنا ببعض مما تضمنه برنامج الحزب من اصدار قانون موحد لتنظيم بناء وترميم دور العبادة، وإلغاء خانة الديانة من بطاقات الهوية، وإلزام وسائل الإعلام والترفية بإظهار التنوع الديني للمجتمع، وتحرير للمرأة ومساواتها في الحقوق والواجبات بالرجل، ورفض تأسيس أحزاب على أسس دينية، والعمل على دمقرطة الدولة وإلغاء المواد الدستورية التي تدعوا للاشتراكية، وإلغاء تخصيص نصف مقاعد البرلمان للعمال والفلاحين، وتجريم التحريض الصحافي، واحترام حقوق الانسان، والدعوة للتبادل السلمي للسلطة، واحترام اتفاقيات السلام مع اسرائيل، وتجريم الجرائم المسماة بجرائم الشرف. موقع الحزب: http://www.powertoegypt.com |
عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|