النبي محمد يرجع إلى أصول كلدانية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله محمد الخاتم... وبعد:

فإن العرب عرفوا من قبل في جاهليتهم بتوثيق أنساب آبائهم وأجدادهم بل وحتى أخوالهم..

يجبرهم على ذلك بيئة صحراوية شحيحة الموارد.. بعيدة الأغوار.. متفرقة النواحي..

فكان المجتمع.. مجتمعا مهاجرا.. مجتمعا كثير الحركة.. دائب الاختلاط.. ولكنه اختلاط متناقض.. هزيل ومتين في آن واحد.. الأمر الذي جعلهم مستقلين استقلالا فرديا تاما.. يحافظ فيه المرء على كيانه الأزلي.. متمازجين تمازجا تاما اجتماعيا ولغويا وفكريا يذوب فيه المرء في كيان المجتمع البدوي الذي سرعان مايكتسح حضارات العالم القديم ويمدها بسلالات الأسر الملكية..
الآن أقفز متجاهلا فقرة هامة في موضوعنا هذا لغرض في نفس يعقوب.. وأطرح شيئا من ما قيل في أنساب العرب:

ينقسم عرب ماقبل الإسلام إلى قسمين:

1-العرب العاربة.. وهم العرب.. العرب.. العرب..!
2-العرب المتأمركة.. عفوا! العرب المستعربة.. وهم أيضا عرب ! ولكنهم في نفس الوقت مستعربون.. اشبه مايكون بالولد المتبنى.. وهاؤلاء في حقيقة الأمر قصتهم عجيبة!

كان هناك نبي اسمه إبراهيم.. ولد في العراق أيام كان العراق تحت حكم الكلدان.. وكان قومه من الكلدان.. وكان أبوه آزر من الكلدان.. وكان هو من الكلدان.. فيما يظهر لي والله أعلم..

وكان في زمن تباع فيه وتشترى أبدان الناس.. لا أرواحهم التي هي ملك الله.. وكانت له زوجة عاقر.. تقدم بها وزوجها العمر.. فبدافع من حب بينهما أعطت زوجها جارية مصرية لتنجب له.. وبالفعل أنجب له ولد سماه إسماعيل..

ولانه نبي فقد كان له مهام وتكاليف عظيمة.. فقد أمره الله أن يأخذ جاريته ويتوجه إلى جبال فاران ليجدد بناء بيت الله..

أخذ إبراهيم جاريته وذهب إلى جبال فاران تاركا الكلدان.. وراءه.. واتجه إلى جبال فاران في شبه جزيرة العرب العاربة..
ووصل بالفعل وجدد بناء بيت الرب وأتته الأوامر بترك جاريته وابنه الرضيع بين هذه الجبال المقفرة..

ترك إبراهيم ولده في جزيرة العرب.. فتزوج كما تقتضي سنة الحياة.. وكان أصهاره من العرب العاربة.. وأنجب فيهم ورزقه الله بكثرة المال والعيال.. وأتم الله عليه نعمه واختاره نبيا..

ومن سلالته جاء محمد بن عبدالله الذي هوابن إسماعيل ابن إبراهيم من الكلدان..!

والسلام..
شبيب