نظرة متأنيه للاحداث

[elmafdy]

أخوتى جميعا فى المنتدى
احييكم و يشرفنى مشاركتكم فى هذا المنتدى , رغم انى اعرف ان الكثير منكم سيعترض على ما اقوله , عموما هذه كلمة حق أود ان اسجلها لنفكر فيها و نبحث ما هى اسبابها و نتائجها , كما اتمنى من الاخوه المسلمين المعتدلين - و على رأسهم صديقى غلاباوى - ان يشاركونا الرأى و البحث و التفكير :
الامر بأختصار ان أزمة الاسكندريه قد مرت , كما مرت ازمة وفاء قسطنطين , و لكنها اكدت حقيقه تتكرر فى كل مره , الامر بأختصار هو انه هناك ازمه ثقه و خوف و حذر و احتقان متبادل عنيف بين الطرفين , لا يحتاج لأكثر من شراره لاشعاله , اعرف ان هناك الملايين من المسلمين المتعصبين الذين يكرهون المسيحيين كراهيه مقيته و يتمنون لو اختفينا من الكون , و لكن ما اود ان اتحدث عنه الان هو عموم المسلمين الذين يكرهوننا أما لجهل او لمعلومات مغلوطه كثيرا ما تتسلل اليهم عبر الفئه الاولى و التى تحتاج لبترها من جذورها حتى يكون هناك امل فى مستقبل مصر , سأشرح ما اود قوله بالتفصيل فيما يلى :
1- فى أزمة الاسكندريه الاخيره : انتهت الازمه و خرج كل طرف منها و هو مقتنع تماما انه الطرف المظلوم و ان الاخر قد اجرم فى حقه , فالمسلمون يرون ان المسيحيين قد سخروا منهم و من نبيهم و من دينهم , و جرحوا مشاعرهم و اهانوهم , خاصة اذا اضيف الى ذلك الشائعات التى تروج ان ذلك الامر معتاد و ان المسيحيين يكرهوننا و انهم يخططون ضدنا . . الى اخره , و بالطبع فالمسيحيين يرون انهم قد اضطهدوا و ظلموا ظلما بينا و ان كنائس لهم قد تهدمت و اشخاص اصيبوا و محلات و منازل اقتحمت و اتلفت , رغم ان الحقيقه ان كلا الطرفين مخطئ و كل الطرفين مظلوم , المشكله الاكبر كانت فى عدم فهم كل طرف للاخر و عدم السماع للاخر , و الجانى الحقيقى هم هؤلاء المتعصبين الكارهين للمسيحيين و لمصر كلها من عينة مصطفى بكرى و من هم على شاكلته .

2- فى أزمة وفاء قسطنطين : خرج المسلمين من الازمه و هم يشتكون لطوب الارض ان الدوله قد خضعت لأرهاب المسيحيين و كسرت القوانين بأعطائهم وفاء التى اسلمت حتى يحتجزوها و يعيدوها للمسيحيه قسرا , بينما يرى المسيحيون ان وفاء قد اختطفت من قبل المسلمين المتشددين و انها وقعت تحت تأثير مواد مخدره و احيانا تحت تأثير اللعب بمشاعرها للضغط عليها , المهم انها مجنى عليها و الجانى هم المسلمين الذين يكرهوننا , و هنا ايضا نجد ان الموضوع ازمه ثقه متبادله و تخوف و توجس لكل طرف جهة الطرف الاخر .

3- اسمحوا لى ان اقص عليكم أمر حدث امامى شخصيا : هناك زميل لى فى العمل مسيحى على خلاف حاد مع شخص مسيحى اخر لا اعرف اسبابه , المهم ان زميلى هذا استعان بزميل اخر مسلم معروف عنه نفوذه و انه يستطيع ان يفعل أى شئ ليساعده فى ارهاب هذا الشخص المسيحى , و فعلا اخذه معه لاحد ضباط الشرطه برتبه كبيره - و كما تعلمون جميعا فأن ضباط الشرطه خير من يستغلون مناصبهم و الدبابير على اكتافهم لأرهاب اى شخص - , و فعلا ابدى ضابط الشرطه تعاطف و استعداد تام لمساعدة زميلنا هذا فى ارهاب ذلك الشخص حتى عرف انه مسيحى و هنا تغير لون ضابط الشرطه و قالها بمنتهى الصراحه " لو كان هذا الشخص مسلم كنت ربيته , و لكن كونه مسيحى يجعلنى لا استطيع عمل شئ , فالبلد فى قلق و انا مش حمل معاش مبكر " , لم يقف الامر عند هذا الحد بل حاول زميلى هذا و بمساعدة الزميل المسلم الاستعانه بمجموعه من البلطجيه و السوابق لأرهاب ذلك الشخص المسيحى و كان موقفهم يتشابه تماما مع موقف ضابط الشرطه , حيث خشوا التعرض لشخص مسيحى لأن من يفعل ذلك يذهب وراء الشمس .

أعرف ان الكثير من اخوتى المسيحيين فى المنتدى سيستنكرون كلامى و قد لا يصدقونه , كما ان الاخوه المسلمين سيتخذونه ذريعه لتأكيد اننا نحصل على حقوقنا اكثر منهم و اننا مفتريين و ما الى ذلك , و لكن صدقونى تلك الامور وقعت امام عينى و ان المسلمين ينظرون الينا بكل خوف و قلق و شك و ريبه , اما موقفنا نحن المسيحيين فأعتقد اننا جميعا ادرى الناس به , فنحن نرى اننا نتعرض لكل انواع الظلم و الاضطهاد و التهميش فى مصر , و الامر و ان كان حقيقى الا ان الاحتقان داخل كل طرف من الطرفين يحمل الكثير من الامور اكثر مما تحتمل .

ما رأيكم يا أخوتى , ما هى الاسباب التى أدت الى ذلك الجو من انعدام الثقه , و الاهم ما هو الحل لمثل تلك المشكله , أنا شخصيا أرى ان أول خطوه فى الحل تكمن فى عزل الفئه المتشجنه المتعصبه التى تنفخ فى النار لتحرقنا جميعا و اعتقد انكم جميعا تعرفونهم , و ان كنت اعتقد ان هناك خطوات اخرى كثيره هامه فى ذلك الصدد , اتمنى ان تفكروا معى و نتشارك فى البحث و التفكير .

و الرب يبارك و يهدى الجميع

المفدى