ما الذى يريده هؤلاء

[magd512]

لقد قرأت هذه المقالة فى بريد الأهرام.....واهديها الى كل من مايكل منير ومجدى خليل

سؤال تبادر إلي ذهني وتحول إلي طنين في أذني وألم في قلبي‏,‏ وأنا أتابع مؤتمر من يسمون بأقباط المهجر الأخير في واشنطن‏..‏ والسؤال هو ما الذي يسعون إليه بالضبط؟ وقد وددت لو أن أحدا منهم أجابني ـ وأنا القبطي مثلهم ولكني أبدا لا أقول إني قبطي بل أنا مصري ـ أقولها بكل ثقة وأنا رافع الرأس في كبرياء واعتزاز بهذا الوطن العظيم الذي احتضنني وأعطاني الكثير‏,‏ وصار يسكن في قلبي لايبرحه مهما تغير المكان أو الزمان‏.‏ أقول أنا مصري‏,‏ فإذا تأملت حياتي وجدت العشرات بل المئات من الأحباء والجيران والأصدقاء كلهم يشاركونني الصفة‏:‏مصري‏..‏ قد يكون اسمه محمد أو بطرس أو زينب أو سماح أو جانيت أو ألبير‏..‏ كلنا مصريون‏,‏ لا يفرقنا عن بعض دين ولا عرق ولا طبقة‏.‏ كلنا نعشق مصر ذلك الوطن الذي قال عنه مكرم عبيد‏:‏ مصر التي لن تتغير بل ستظل تتسامح مع أبنائها مهما بدر منهم من جحود أو حماقات‏..‏

ما الذي يريده هؤلاء؟ إنني أعرف تماما أن أعماقهم تصرخ بحب مصر‏,‏ ولكنهم كالابن الضال الذي تصور أنه لو هرب من أبيه فسينتقم منه‏..‏ وظل يدور بين البلاد ويبحث عن ذاته فلم يجدها إلا بعد أن عاد إلي أبيه‏..‏ وإلي أمه مصر‏.‏

يقولون الأقباط مضطهدون في مصر‏..‏ بأمارة أيه‏..‏؟ هل منعوا هم وأبناؤهم من الالتحاق بأية مدرسة مصرية حكومية مجانية‏,‏ أو أي معهد دراسي أو كلية أو جامعة مصرية بسبب الدين؟‏!..‏ وهل استمارات حجز شقق الإسكان الحكومية سألتهم ذات يوم عن ديانتهم‏!!..‏ وهل يوجد بمصر أحياء يسكنها الأقباط وحدهم وأخري يمنعون من سكناها؟‏!..‏ وألف هل أخري؟‏.‏

إنني أهمس في أذن المواطنين المصريين الذين يملأون الدنيا ضجيجا‏..‏ وأقول لهم‏:‏ ارحموا مصر‏..‏ بلدكم‏..‏ وقفوا إلي جانب المصريين‏.‏ إخوانكم‏..‏ لنرتفع جميعا عن الترهات والصغائر ونطالب بتعديل الدستور لكي تتحقق المساواة المذكورة في البند الحادي عشر الذي يقول كل المصريين يتساوون في الحقوق والواجبات بصرف النظر عن الدين أو العرق أو الجنس‏,‏ فذلك هو الطريق الوحيد وأعني به أن نفتح قلوبنا ونتصارح في العلن‏,‏ في مصر وليس خارجها‏,‏ ونترك تلك النعرة الانفصالية الطائفية الخبيثة‏.‏


جورج سعد
المستشار الإعلامي للاتحاد العام للمصريين في الخارج