|
المنتدى العام يهتم هذا القسم بالأخبار العامه |
|
خيارات الموضوع | طريقة العرض |
#1
|
|||
|
|||
أحد أهداف امريكا من الحرب على العراق
http://www.elaph.com.:9090/elaph/ara...98186730661100
"العراق الجديد" يزرع في العالم العربي نخلاً سياسياً فريداًً، غير مسبوق! الأربعاء 03 سبتمبر 2003 14:11 د. شاكر النابلسي -I- ما هذا النخل السياسي الجديد الفريد، الذي لم يعرفه العرب قط، والذي يتم زرعه في "العراق الجديد" الآن؟ العُربان مستغربون، ومتعجبون، ومستهجنون، ومذهولون، وخائفون، ومتكدرون، ومعارضون، وحائرون، وغير فاهمين لما يجري الآن في "العراق الجديد"، بعد تشكيل حكومته الجديدة! ويتساءلون: هل من المعقول أن تأتي الحكومة العراقية الجديدة على هذا النحو من التعدد السياسي الذي شمل معظم الأطياف السياسية في العراق؟ وهل لو تكررت تجربة "العراق الجديد" في العالم العربي، فهل ستمارس كل الأطياف السياسية الحكم، كما بدأت تمارسه الآن في "العراق الجديد"؟ وهل العالم العربي في حِلم، أم هو في عِلم؟ وهل تحقق الآن على أرض الواقع العراقي الجديد، ما كانت تحلم به المعارضة العربية، بدءاً من الخوارج وانتهاء بالإخوان المسلمين، ومنذ اليوم الأول الذي تولى فيه الحكم، معاوية بن أبي سفيان عام 661م إلى الآن؟ -II- كيف تحقق حُلم أن يحكم العراق حكومة تتألف من الشيوعيين إلى الشخصيات المحسوبة على الإخوان المسلمين إلى الشيعيين المستقلين والأكراد والتركمان والآشوريين؟ كيف تحقق حُلم تحقيق هذه التنويعة السياسية والقومية والمذهبية التي تكوّن الآن "العراق الجديد"؟ ليتأمل كل العُربان الغارقين في حكومات الحزب الواحد، والعائلة الواحدة، والمذهب الواحد، والطائفة الواحدة، والحاكم الواحد، تجربة "العراق الجديد" الفريدة، بكل معنى الفرادة السياسية في العالم العربي؟ وزير التخطيط في الحكومة العراقية الجديدة، هو الدكتور مهدي الحافظ، القيادي السابق في الحزب الشيوعي العراقي! وزير الخارجية، هو هوشيار زيباري، الناطق باسم الحزب الديموقراطي الكردستاني، وهو أول كردي يشغل موقع وزير الخارجية العراقي، منذ تأسيس الدولة في عام 1921! وزير الثقافة، مفيد الجزائري شخصية شيوعية معروفة، وفي موقعه الحكومي سيكون قريبا من فكرة تقول إن المحرك الأساسي في الثقافة العراقية كان جيلاً من المثقفين الشيوعيين والماركسيين! وزير الشباب والرياضة علي الغبان، هو مرشح المجلس الأعلى للثورة الإسلامية! وزير التعليم العالي هو زياد أسود المقرّب من الإخوان المسلمين! وزير النفط هو الدكتور إبراهيم بحر العلوم أستاذ اقتصاديات النفط ونجل الشخصية الشيعية المتنورة الدكتور محمد بحر العلوم! لا وزير دفاع، وما حاجة العراق لوزارة دفاع، وجنود العم سام يدافعون عنها، والعراق لن يعتدي على أحد حتى يدافع عن نفسه! وهناك وزارة جديدة لحقوق الإنسان وهي أول وزارة تشكل في تاريخ العرب منذ ما قبل الجاهلية حتى الآن! ولا وزير للإعلام، فقد أصبحت وزارات الإعلام العربية تكايا وزوايا ارتزاق سياسية، لتأليه الحاكم، ولتعصمه من الخطأ والزلل، فلم تعد العصمة لله فقط، في عُرفها! ولا وزارة أوقاف، ولكن مجلس الحكم يتوجه إلى تشكيل هيئة تتوزعها شخصيات تدير الأوقاف السنيّة، والأخرى الأوقاف الشيعية، وأخرى لأوقاف المسيحيين. وهذا يتم لأول مرة في العالم العربي والعالم الإسلامي، تحقيقاً للعدل بين الأديان والطوائف، ومنعاً لاستعلاء طائفة دينية على أخرى. -III- فهل سيعجُب العرب بمثل هذه الحكومة الرشيدة؟ وهل سيسكت العرب عن مثل هذه الحكومة التي تهدد بنموذجها الجديد غير المعهود في العالم العربي كل الأنظمة العربية، وهو السبب الذي يقف الآن وراء عدم اعتراف الأنظمة العربية بـ "العراق الجديد"، لأن هذه الأنظمة تعرف وتعي تماماً ماذا يعني "العراق الجديد" لها، وما هي التهديدات التي ستطالها وتزعزع كياناتها، نتيجة لقيام "العراق الجديد"، وما يحمله من تباشير سياسية جديدة، لا قِبَلَ للعالم العربي بها؟َ -IV- فهل فهم العقلاء من ذوي الألباب، في الشرق والغرب، لماذا يقف العرب ضد "العراق الجديد" الآن؟ ولماذا يقف الإعلام العربي المرتزق، ضد "العراق الجديد"، حيث لا رواتب، ولا أُعطيات شهرية، ولا صُرر ذهبية، ولا سيارات مرسيدس، ولا مغلفات بآلاف الدولارات، ولا بيوت، ولا مجمعات سكنية للصحافيين، ولا منحاً دراسية، ولا كوبونات نفط توزع على هذا الإعلام؟ إن العرب غير ملومين في عدائهم لـ "العراق الجديد"! فالحق معهم، حيث أن "العراق الجديد" ليس من مصلحتهم حكاماً وإعلاماً! وكيف يُلام هؤلاء على محاربة هذا النظام السياسي الجديد، الذي غزاهم في عقر دارهم، بعد أن كان بينهم وبينه البحار، والمحيطات، والجبال، والانهار، والمسافات البعيدة؟ وكيف يُلام الإعلام العربي المقروء والمسموع والمرئي، الارضي والفضائي، على عدائه المُستعر لنظام الحكم الجديد في العراق، وهو النظام السياسي الذي لن يكون بحاجة إلى هذه القوافل التائهة من الإعلاميين والمثقفين المرتزقة، لكي يطبلوا ويزمروا له، ويقبّلوا الأيدي والأقفية طمعاً بالعطاء، صبحاً ومساءً، ليلاً ونهاراً! فلا شيء لدى نظام الحكم في "العراق الجديد" يريد أن يخفيه، أو يريد تزويره، أو تسويقه، أو سرقته! ولا زعيم مبجلاً لدى "العراق الجديد" يريد من الإعلام العربي أن يلمّعه، لكي يحكم العراق من الثبات إلى الممات، ولا يترك كرسيه إلا من القصر إلى القبر! فـ "العراق الجديد" بلا زعماء مهيبين، وبلا قواد عظام للمسيرة الثورية القومية، وبلا حراس للبوابات الشرقية والغربية، وبلا قادسيات، وبلا حُليّ الماجدات المتبرعات، وبلا أبطال يقودون معارك وهمية ومجانية بين العرب والفرس، وبلا زعماء مُلهمين يفرّغون خزائن الدولة من ثروات الوطن تبديداً، ولكن حكامه ووزراءه موظفون في خدمة الوطن. لذا، لم يأتِ رئيس للوزراء في الحكومة الجديدة حتى لا يؤلّه، ثم يُعبد سياسياً على الطريقة العربية، ورئاسة مجلس الحكم العراق رئاسة شهرية دورية، لا دوام فيها إلا لله ! وهذا كله جديد وغريب في قاموس السياسة العربية، وأنظمة الحكم العربية. ولا قِبلَ للعرب فيه، ولم يعتادوا عليه، وهم الذين تعودوا أن يكون لهم معبود سياسي، يصلّون تحت قدميه، ويستغفرونه، من أول يوم لتوليه الحكم حتى آخر يوم في حياته. وقد تمتد ولايته عقوداً طويلة لعشرات السنين، كما هو الحال مع مبارك والقذافي وعرفات وصالح وغيرهم، وكما كانت الحال مع عبد الناصر وصدام والأسد وبورقيبه وغيرهم! -V- لقد قلبت الحكومة العراقية الجديدة المفاهيم السياسية العربية السائدة في العالم العربي؟ فمتى كان الشيوعيون يأتلفون مع الإخوان المسلمين في حكومة واحدة، كما هو الحال الآن في الحكومة العراقية الجديدة؟ ومتى كان الإخوان المسلمون يقبلون المشاركة بالحكم في وزارة واحدة مع الاشتراكيين والديمقراطيين والليبراليين، كما هو الحال في الحكومة العراقية الجديدة؟ ومتى كان الشيعة يحصلون على أكثر الحقائب الوزارية في وزارة واحدة، كما هو الحال في الحكومة العراقية الجديدة؟ ومتى حصلت الأقليات في العالم العربي على حقوقها السياسية في ممارسة السلطة، كما هو الحال في الحكومة العراقية الجديدة؟ ومتى تم الاعتراف في العالم العربي بحقوق الإنسان، ومتى انشئِت وزارة خاصة بحقوق الإنسان، كما هو الحال في الحكومة العراقية الجديدة؟ إنها مفاهيم سياسية جديدة وغريبة وغير معهودة، تأتي بها الحكومة العراقية الجديدة، وهي مفاهيم مرفوضة الآن من الأنظمة العربية، سواء جاءت على ظهر دبابة امريكية أم على ظهر جَمَل عربي، ولكن الأنظمة العربية مُجبرة على قبولها والتفاعل معها، سواء رضيت أم لم ترضَ. فعجلة الحرية والديمقراطية لن تتوقف في العالم العربي، وقصة حملة نابليون في 1798 لن تتكرر مرة أخرى في العراق، كما حدثت في مصر! فالعراق اليوم غير مصر القرن الثامن عشر، ومماليك البعث في العراق غير مماليك مصر، وفرنسا القرن الثامن عشر غير أمريكا في القرن الحادي والعشرين، ونابليون غير بوش. ولو انسحبت امريكا غداً من العراق، دون أن تكمل بناء "العراق الجديد"، فسيكون العالم العربي قد أضاع فرصته الأخيرة في الدخول في عصر التنوير الجديد للقرن الحادي والعشرين، كما كان قد أضاع فرصته في الدخول في عصر التنوير في نهاية القرن الثامن عشر! Shakerfa@Worldnet.Att.Net --------- د. شاكر فاهم اللعبة صح آخر تعديل بواسطة Servant5 ، 26-08-2007 الساعة 01:32 AM |
عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|
مواضيع مشابهة | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | الردود | آخر مشاركة |
انتخابات الرئاسة الأمريكية 2008......(مدموج) | HAMOUKAS | المنتدى العام | 403 | 04-05-2010 11:43 AM |
الرئيس البوليفي الهندي الأحمر يطرد سفير الشيطان من بوليفيا | فخور بالإسلام | المنتدى العام | 24 | 13-09-2008 10:14 PM |