عروبة مصر‏..‏ دواعي إعادة النظر في الهوية الحالية

[para`o]

منقول عن موقع كيميت ساجى
www.kimit-sagi.co.nr



عروبة مصر‏..‏ دواعي إعادة النظر في الهوية الحالية




بقلم : محمد البدري

لم يكن للمصريين أن يقوموا بطرح سؤال الهوية إلا بعد استشعار خطر أو أملا في تغيير يتجاوز الماضي بما يلقيه علي ذكرياتنا من آلام‏,‏ واعتقد أن هناك سؤالا سابقا علي السؤال المطروح وهو‏:‏ لماذا تعربت مصر وقبلت العروبة؟ وما هي العصور التي سمحت بهذا التحول؟ وهل كان تعربها بالجنس أم بالثقافة؟ وما جدوي الاستمرار في التوجه نفسه في ظل تغيرات تعصف ولا تذر‏.‏تلك أسئلة تعتبر إجاباتها مدخلا الي السؤال الأساسي المهتم بالمستقبل قبل الماضي والذي يستشرف حلولا وقدرات للتعامل مع المتغيرات الآتية وليس لنبش قبور الماضي والسلف‏.‏ فقد كتبت نبشا في ذلك الماضي في مجلة وجهات نظر في العدد يناير من العام الحالي ما يجعل التأسيس الماضوي لقضية الهوية العربية لمصر بلا رصيد تقريبا وما نحمله نحن المصريون ليس سوي بعض المنقولات الثقافية التي تتفق معنا‏,‏ وان ما تردد في سنوات المد القومي‏(1956‏ ـ‏1970)‏ عن العروبة من المحيط الي الخليج ليس سوي نشر للنضال استشعارا لخطر اسرائيل‏,‏ ولكنه وبعد أن أصبح الخطر جزءا أساسيا من مكونات المنطقة بعد الاعتراف بإسرائيل عربيا‏,‏ وكذلك قيام نظم عدوانية أكثر شراسة وخطرا من إسرائيل ويهدد جيرانا كالكويت وايران هما أساسا من لحمة المنطقة العربية في الأولي ومن جسد الهوية الاسلامية في الثانية عندئذ يصبح التعامل مع الخطر بوعي وطني هو صمام الأمان لدرء خطره داخليا وخارجيا في وقت واحد‏,‏ ذلك بعد أن ثبت أن التعامل علي مستوي قومي وديني واقليمي موحد غير مجد‏.‏
يخطيء الكثيرون في إدراك الهدف من تحديد الهوية‏,‏ فليس من المفيد تصفية مقولات التاريخ ولا التنكر والتنصل من مرحلة لصالح مرحلة أخري‏,‏ فهي جميعا مراحل تاريخية لايمكن استعادتها بمواضعاتها الزمانية ذلك بسبب التطور العقلي ونموه المتزامن مع نمو المعرفة المتراكمة عبر تلك المراحل‏,‏ بمعني أننا أمام حالة نوعية لكيان مصري جديد يضع مسافة بينه وبين سلبيات ماضيه في مسعي لتجاوزها وتأمينا لعدم تكرارها‏,‏ فهناك عالم جديد يتشكل رغما عنا ليس لنا إلا أن نشارك فيه ليكون لنا نصيب في فوائضه الانتاجية حيث لا مجانية في هذا الكون‏.‏تغير جديد يضاف الي سجل المتغيرات في شمال وشرق منطقة المتوسط يجعل من تركيا وفي بحر عشر سنوات جزءا من أوروبا‏,‏ بمعني أن تصبح أوروبا علي الحدود الشمالية للوطن العربي ـ سابقا ـ وغير مستبعد ايران أيضا عندما تكتسب مصداقية بدأتها فعلا بعمل لم يرق اليه أي من الأوطان العربية ممثلا في الانتخابات الأخيرة‏.‏أما المغرب ففي سعي حثيث للانضمام الي الاتحاد الأوروبي علي المستوي الاقتصادي‏,‏ والدول الخليجية فهي تعرف مصالحها جيدا ولها فلسفتها الخاصة ونظمها الاجتماعية المميزة التي هي عربية صرفة وذات آصالة‏,‏ أما الدولة العربية العظمي الوحيدة فقد حسمت بمرسوم أنها إفريقية ولا علاقة بينها وبين العروبة‏,‏ هكذا تصبح الخريطة المشرقية من المحيط الي الخليج في الحلم العربي مجرد أضغاث أحلا


بقية المقال أضغط هنا