وليد جنبلاط..حزب الله «رأس حربة»إيران لإسقاط العرب

[abomeret]

وليد جنبلاط..الزعيم الدرزي اللبناني.. لـ «المصرى اليوم»:حزب الله «رأس حربة»إيران لإسقاط العرب و«مبارك» ساعد لبنان في التخلص من«الوصاية السورية»

كتب ضحي الزهيري ٢٤/٣/٢٠٠٨

علي بعد ساعة من بيروت، وفي بلده المختارة، كان هذا اللقاء مع وليد جنبلاط زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي وأحد أبرز الزعامات الدرزية في لبنان.

تزعم وليد جنبلاط رئاسة الحزب التقدمي الاشتراكي بعد اغتيال والده الزعيم كمال جنبلاط مؤسس الحزب، وأطلق ما بات يعرف «بثورة الأرز»، بعد اغتيال رئيس وزراء لبنان السابق رفيق الحريري، ويعتبر اليوم من أبرز قيادات حركة ١٤ آذار التي تنادي بسيادة واستقلال لبنان ورفع الوصاية السورية عنه.

جنبلاط تحدث في حواره لـ«المصري اليوم» عن الوضع اللبناني الراهن والمتوقع وعن رأيه الصريح في سوريا وإيران، وعن تقييمه لموقف الدول العربية من الملف اللبناني.. فإلي نص الحوار:

* ما تقييمك للوضع في لبنان الآن؟

- في لبنان هناك حزب مسلح بشتي أنواع الأسلحة حتي بالصواريخ، ومجهز ومدرب من قبل دولة فارس هو «حزب الله» الذي يحاول أن يستولي علي قرار الدولة اللبنانية، وعلي قرار الحرب والسلم فيها ويستعد لحرب جديدة كما فعلوا في العام الماضي.

* في رأيك من المسؤول عن وضع «حزب الله» وعمليات تسليحه؟

- كل ما ذكرته عن أنهم يمتلكون أسلحة وغيره يأتي عبر النظام السوري. النظام الذي لا يعترف تاريخياً بلبنان كبلد مستقل. بينما إيران تعتبر لبنان ساحة عسكرية وهي ربما تريد أن تحول قسما من لبنان إلي دولة إسلامية.

* وهل هناك أمل في تفاهم أو طريقة للخروج من الأزمة التي يعيشها لبنان؟

- لا نستطيع أن نقول إن هناك أملا في التفاهم، فهناك رئيس سوري لا يعترف بلبنان، وهم لا يعترفون تاريخياً ولا عقائدياً بأن دولة لبنان مستقلة ويريدون الانتقام لأن الشعب اللبناني أخرجهم عام ٢٠٠٥ بعد اغتيال رفيق الحريري، وهناك أحمدي نجاد الذي يمثل التوسع الإمبراطوري في العراق والخليج وفي لبنان. وفي رأيي إذا سقط لبنان في يد أحمدي نجاد سقط الخليج وأصبح هناك خطر علي العالم العربي ككل ويجب أن ينتبه الناس إلي أن «حزب الله» في لبنان هو رأس الحربة لهذا المشروع وهو اليوم يسيطر علي الجنوب وعلي البقاع ويقوم بتدريبات خارج التنسيق مع الدولة، ويحتل وسط بيروت ويخرب الاقتصاد.

* لكن قد لا تكون مخاوفك من أن «حزب الله» يستعد لحرب جديدة في محلها خصوصاً في وجود قرار مجلس الأمن الدولي رقم ١٧٠١ الذي يدعو إلي وقف كامل للعمليات القتالية في لبنان؟

- بعد اغتيال عماد مغنية أصبح قرار الأمم المتحدة ١٧٠١ في خطر، لأنهم يريدون شن حرب جديدة كما فعلوا في العام الماضي وسيأتي هذا علي حساب استقرار لبنان والاقتصاد اللبناني وأهل لبنان والجنوب بالتحديد.

* حينما اغتيل عماد مغنية وفي الذكري الثالثة لموت رفيق الحريري قلت «إنهم يقتلون بعضهم بعضاً» في إشارة إلي أن سوريا هي التي وراء الاغتيال وكأنك تتطوع بتبرئة إسرائيل.. هل هذا صحيح؟

- هناك احتمالان لا ثالث لهما: إما أن هناك اختراقا إسرائيليا وراء اغتيال عماد مغنية أو لأننا نعلم كيف هو النظام السوري من خلال الأتراك من خلال سويسرا من خلال رجال أعمال ربما فاوضوا إسرائيل وقتلوه كما فعلوا في الماضي عندما باعوا أوجلان وعندما تخلوا عن كارلوس وعندما استخدموا أبونضال ثم أرسلوه إلي العراق، فالنظام السوري خبير في استخدام الإرهاب والمتاجرة بالإرهاب من أجل مصالحه، وهذه شهادة عن تاريخ النظام السوري منذ أن وجد عام ١٩٦٣ أو لنكن دقيقين منذ عام ١٩٧٠ منذ عائلة الأسد، حافظ ثم الابن بشار.

* ولكن لبنان يعيش أزمة ولابد من وجود مخرج؟

- إذا وجد حزب في مصر واستولي علي جزء منها وهو مسلح ومعه صواريخ لا أعتقد أن الدولة المصرية ستقبل. هناك شروط فـ«حزب الله»، يستولي بالقوة علي جزء من لبنان ويريد إلغاء الحركة السيادية الاستقلالية اللبنانية بالتعاون مع النظام السوري، ووصلنا اليوم إلي الاغتيال رقم ٢١، ولذلك أري أنه لا يوجد حل مع جماعة حزب أصولي وحزب شمولي، ليس هناك حل بين الحرية والسجن إما أن ينتصر السجن أو تنتصر الحرية.

* كان لك علاقات مميزة بالمعسكر الاشتراكي السابق (الاتحاد السوفيتي ودول أوروبا الشرقية)، ثم أصبحت علاقتك مميزة جداً بالمعسكر الغربي (الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا)، طبعاً مفهوم أن الأخير له دور متزايد الآن ولكن هل هذا تحول في الأيديولوجيا؟ أم أنه موقف مرتبط بمصالح لبنان أم ماذا؟

- تتحدثين عن سنين مضت لا أريد الخوض فيها ولكن دعيني أقل لك إن علاقتي مميزة مع العالم العربي الذي احتضن الحركة السيادية ويريد لبنان، وقالها أنور السادات: «ارفعوا أيديكم عن لبنان» ولم يجد هذا الأمر واستولي حافظ الأسد علي لبنان بدعم أمريكي إسرائيلي آنذاك.

والرئيس مبارك ساعدنا كثيراً مع السعودية والبلاد التي تعترف بلبنان في التخلص من الوصاية السورية، ولكن المعركة لم تنته، ومن خلال الولايات المتحدة والغرب استطعنا أن نقيم شيئاً من التوازن في مواجهة هؤلاء ولكن المعركة مازالت في أولها.

* تنتقد سوريا كثيراً علي الرغم من أنه كانت لك علاقات مميزة جداً معها، ثم انقلبت عليها.. هل السبب أنهم كانوا موجودين في سوريا والآن أصبح وجودهم أقل.. أم أنه تغير في المبادئ أم في المصالح أم ماذا؟

- نعم كانت لي علاقات مميزة مع سوريا ولكن في عام ٢٠٠٠ بعد أن تحرر الجنوب رأيت أن الوجود السوري لم يعد له أي مبرر في لبنان، نحن نريد علاقات طبيعية مع سوريا ولكن لا نريد أن تستولي سوريا علي لبنان، ولن أنسي أنهم يتحملون مسؤولية اغتيال كمال جنبلاط وشخصيات بارزة ثقافية وسياسية ودينية في لبنان.

* أنت رجل مناضل منذ نعومة أظافرك، فقد قاتلت مع منظمة التحرير من قبل، والبعض لا يفهم لماذا لك تصريحات شديدة العنف علي سلاح المقاومة و«حزب الله»؟

- منظمة التحرير موضوع آخر، ولا يوجد أي مقارنة بين منظمة التحرير ورحمة الله عليه ياسر عرفات الذي كان يصر علي القرار الفلسطيني المستقل في مواجهة بعض الأنظمة العربية، وبالتحديد النظام السوري ونصر الله و«حزب الله» الذين يرتبطون عقائدياً ومالياً وسياسياً بإمبراطورية فارس.

* كيف تري حل مشكلة سلاح المقاومة؟ هل ببناء الجيش اللبناني ودمج المليشيات الموجودة فيه، أم بمواجهتها بشكل من الممكن أن يسبب أزمة طائفية في لبنان؟

- تفاوضنا آنذاك بالحوار علي أن تستوعب الدولة سلاح المقاومة، لكن هم يريدون بسلاحهم وإمكانياتهم الاستيلاء علي الدولة اللبنانية، واليوم الرئاسة معطلة، ليس هناك رئيس جمهورية، مجلس النواب مقفل، الاقتصاد مدمر لأنهم يحاولون أن يمتلكوا اقتصاداً موازياً، لهم جيشهم، لهم أمنهم، وهذه حالة فريدة من نوعها، فهم يشكلون خطراً علي الدولة اللبنانية.

* اتهامك لفريق المعارضة أنه موال لسوريا، هذا الكلام قد ينطبق جزئياً علي حزب الله ولكن وجود ميشيل عون في المعارضة وهو من أوائل من تصدوا لسوريا وأحد من قادوا الحملة الدولية لإخراج سوريا من لبنان ينفي عنه أي علاقة بسوريا؟

- لا أريد أن أخوض في التفاصيل وأن آخذ الأمور بالجملة، فالمعلم واحد.

* «اتفاق الطائف» قام علي ضبط فكرة توزيع الحصص وبالتالي لا يكون الحكم في لبنان مثل أي بلد متجانس عرقياً النصف + ١، وبالتالي لا يمكن التوافق علي قرار سياسي بتغييب ممثلي الشيعة والذين يمثلهم حزب الله وحركة أمل؟ لماذا تمتنعون عن إعطائهم الثلث + ١ «الثلث المعطل»؟

- اتفاق الطائف ينص علي أن يكون اتفاق هدنة بين لبنان وإسرائيل، هم لا يريدون هدنة مع إسرائيل، هم يريدون لبنان ساحة حرب مفتوحة من أجل تحسين شروط التفاوض مع أمريكا وإسرائيل، اتفاق الهدنة الذي وقع عام ١٩٤٨، بين لبنان وإسرائيل لايزال هو الاتفاق الأساسي لكنهم لا يريدون اتفاق هدنة، رغم أنه وارد في الطائف.

* من المسؤول عن تعطيل المبادرة العربية التي قام بها عمرو موسي؟

- اسألي عمرو موسي.

* أنا أسألك أنت؟

- عمرو موسي هو أمين عام جامعة الدول العربية، والجامعة العربية لديها دول لا شك عربية مثل مصر والسعودية والخليج وتونس والمغرب، ودول تحت هيمنة فارس مثل سوريا وغيرها، ولن أخوض في تفاصيل.

* كيف تري الدور الذي تقوم به مصر في لبنان؟

- ممتاز، فمصر قامت بدور ممتاز مع المملكة العربية السعودية في حماية لبنان وفي حماية الاستقلال اللبناني ولكن أمامنا محور الشر وهو محور فارس وحلفاء فارس، هذه هي المشكلة.

* ما تعليقك علي أن الكثير من رؤساء الدول العربية سيمتنعون عن الذهاب إلي القمة العربية نظراً لعدم انتخاب رئيس لبنان؟

- أعتقد أن قمة دمشق هي قمة بأمر فارس، ونحن نسيء التسمية، حتي عروبة سوريا في خطر، تخلي النظام السوري عن عروبته، وأصبح مرتبطاً عضوياً وسياسياً وعسكرياً بالتوسع في فارس، إذن ممتاز أن يقاطع العرب الأقحاح هذه القمة.

* كيف تري لبنان في المستقبل القريب؟

- سيكون هناك صراع وجود، أن يبقي لبنان دولة مستقلة أو يزول لبنان تحت ضربات حزب الله وتحت ضربات النظام السوري، والموضوع أصبح اليوم أكثر خطورة من قبل، وعلينا أن نصبر.
http://www.almasry-alyoum.com/articl...rticleID=98506