|
المنتدى العام يهتم هذا القسم بالأخبار العامه |
|
خيارات الموضوع | طريقة العرض |
#1
|
|||
|
|||
مجدى خليل...و الشعب القبطى العظيم
عائد من القاهرة الشعب القبطي العظيم السبت 31 مايو 2003 15:34 مجدي خليل بعد أربع سنوات غياب عدت إلى القاهرة في إجازة قصيرة وكان الغرض من الزيارة اجتماعي بالدرجة الأولى ولكن جاذبية السياسة والثقافة تطاردني حيثما أكون، وهكذا شاءت الظروف أن أتقابل مع كتاب ومثقفين، وسياسيين ورجال أعمال، وصحفيين و قوى ليبرالية، وأقباط ومسلمين، وعمال وسائقي تاكسي، وأفندية وفلاحين، وأغنياء وفقراء معدمين. ولأن مصر هي هاجسي الأول، ولأنها تعشش في وجداني ثقافة وتاريخا وجغرافيا، ماضيا وحاضرا ومستقبلا فقد كانت فرصة لرؤية الصورة من الداخل لتتكامل مع الرؤية البانورامية التي نراها من الخارج. ولأني مهتم بشئون الأقباط كجزء من الهموم المصرية الواسعة، فمن الطبيعي أن أبدأ سلسلة مقالاتي عن انطباعاتي الشخصية عن مصر بموضوع الأقباط. معظم الأقباط مهمشون، معزولون، محاصرون، تائهون، مغيبون، مخدرون، مستبعدون، نائمون، خائفون، مشتتون، قلقون..... وهـذه مشكلتهم ومشكلة المجتمع في نفس الوقت الذي فعل بهم هكذا. لا.. لا.. لن أبدأ بنقد ذاتي للأقباط في هذه المقالة.. حسنا سأفعل ذلك في المقالة القادمة.. ولكن في هذه المقالة سأبدأ بتعريف الأقباط بذاتهم الحقيقية.. بتاريخهم المكلل بالنور.. بأمجادهم التي صنعوها.. بتضحياتهم التي قدموها.. بالسلالة العظيمة التي ينحدرون منها، لعل ذلك يوقظ النائمين وينبه المخدرين، ويحرج الأنانيين ويرتقي بالماديين ويطهر النفعيين. يمثل الأقباط أقلية دينية وفقا للتعريف السياسي للاقليات ولكنهم شعب عظيم بل وأمه تليدة في المجد بل ويشكلون عالما قبطيا خاصا. ربما كان يعقوب نخلة روفيلة 1847-1905 هو أول كاتب في التاريخ الحديث يستخدم مصطلح الأمة القبطية في كتابه الشهير "تاريخ الأمة القبطية" الصادر عام 1898، ثم أكده أيضا يوسف منقريوس في كتابه أيضا عن "تاريخ الأمة القبطية"، ولكن الذي أعطي زخما للمصطلح هو حبيب جرجس 1876-1951، ولكن التمدد الهائل للأقباط خارج حدود مصر وخارج حدود الكنيسة المصرية جعل سعد ميخائيل سعد يصيغ مصطلحا جديد وهو "العالم القبطي"فالعالم القبطي ملكوت بلا حدود، وكيان روحي وحضاري منتشر في أنحاء الأرض وممتد إلى أبواب السموات يسمو فوق الحدود الدولية والتنظيمات السياسية. وهذا العالم القبطي يعكس ثلاثة عناصر أساسية لمكوناته. فهناك المكون العرقي وهناك المكون الثقافي والحضاري وهناك المكون الديني، فكل من يشكل عرقا قبطيا وتجري في عروقه الدماء المصرية وكل من ينتمي ثقافيا وحضاريا إلى الحضارة القبطية المصرية القديمة وكل من ينتمي إلى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية سواء كانوا أقباطا مصريين أم أقباطا أمريكيين أم أقباطا أوروبيين أم أقباطا استراليين أم أقباطا أثيوبيين أم أقباطا ليبين أم أقباطا أفارقة.... ألخ فهولاء كلهم يشكلون ما يسمي بالعالم القبطي. الأقباط أمة عظيمة "تاريخ مصر هو تاريخهم" كما يقول جودت جبرة. "الأقباط هم بقايا تلك الأمة المصرية العريقة في الحضارة التي أجمع الكل أنها اقدم الأمم في المدنية وأسبقها في التمدن". كما يقول يعقوب نخلة روفيله. أما إدوارد واكين فيقول "أقباط اليوم يشتركون مع الأقليات جميعا في نضالهم العالمي للبقاء في الحياة، يرجعون في أصلهم إلى الفراعنة القدماء، وبذلك فهو يتمتعون بقوة احتمال وصلابة الأهرام وإرادتهم وعزيمتهم في أن يحتفظوا بشخصيتهم القبطية تتكرر بشكل لا نهائي خلال تاريخهم القديم وفي موقفهم المعاصر انهم هناك في مصر، وهناك سيبقون على أنهم "المصريون الحقيقيون"و "المسيحيون الأصليون" أقباط وادي النيل، تلك الأقلية المهمومة الصابرة المعزولة". إن الأقباط شعب عظيم : |
#2
|
|||
|
|||
1- عظماء في إيمانهم حافظ الأقباط على نقاء الإيمان المسيحي وصمدوا في وجه الانحراف العقيدي، وحافظوا على المسيحية وقادوا المسكونة نحو فكر إيماني سليم في المجامع المسكونية المعروفة وكما يقول حبيب جرجس "نحن الأقباط يحق لنا أن نفخر بالدور القيادي الذي لعبناه في تطور المسيحية". ومنذ دخول المسيحية مصر على يد القديس مرقس الرسول عام 41 ميلادية وحتى هذه اللحظة وقف الأقباط" كحراس أشداء لإيمان يتهدده "الخطركما يقول سليم نجيب. ولم يساهموا في حماية الإيمان المسيحي من الانحراف فحسب وإنما أثروا الفكر اللاهوتي المسيحي عبر مفكريهم وقديسيهم ومدارسهم اللاهوتية، وتمثل مدرسة الإسكندرية نموذجا للثراء اللاهوتي القبطي ومنها تخرج علماء أفزاز مثل بنتينوس، اكليمندس، واريجانيوس، وهراكليون، وديديموس الضرير...الخ أثرى الأقباط أيضا المسيحية بالفكر الرهباني على يد مؤسس الرهبنة القديس انطونيوس المصري ومن مصر انتشرت الرهبنة إلى جميع أنحاء العالم أثروا أيضا الحضارة الإنسانية بالفن القبطي والعمارة القبطية والتقويم القبطي والإنتاج الفكري والفلسفي والموسيقي والألحان القبطية وكلها أمتداد للحضارة الفرعونية العظيمة أنها ألحان مينا ورمسيس وإيزيس وازوريس واخناتون بكلمات السيد المسيح، شاهد على ذلك وحدانية اخناتون، والإهتمام بالأبدية والتي هي فكر مصري قديم وكما يقول المفكر الفرنسي أندريه مالرو "لقد كانت مصر هي التي أخترعت الأبدية". ولهذا يقول طه حسين "الكنيسة القبطية مجد مصري قديم". |
#3
|
|||
|
|||
2- عظماء في تحملهم وكما تقول المؤرخة البريطانية مدام بوتشر في كتابها "تاريخ الكنيسة القبطية" "إن بقاء الأقباط حتى الآن رغم كل ما لا قوة من إضطهاد يعد أحد المعجزات البشرية". لقد دفع الأقباط ضريبة الدم عن المسيحية كلها، وكما تقول إيريس المصري "إن الكنيسة القبطية تحوي أمتيازا حزينا إذ أنها قدمت أكبر عدد من الشهداء في تاريخ المسيحية كلها ومع هذا لها أن تفتخر أنها قاومت كل القوى التي حاولت محوها". دفع الأقباط أكثر من مليون شهيد عبر تاريخهم ابتداءً من القديس مرقس الرسول مؤسس المسيحية المصرية إلى الـ 21 شهداء الكشح في مطلع الألفية الثالثة، ومن اضطهاد الرومان واليونان وشراسة دقلديانوس إلى اضطهاد العرب وجنون الحاكم بأمر الله والمماليك والأتراك، حتى أن جاك تاجر في كتابه "أقباط ومسلمون" يقول "لم يتذكر الحكام العرب الشريعة والفقه إلا إذا أرادو البطش بالأقباط سواء كان الدافع ماليا أو سياسيا بمحض أرادتهم أو بتأثير من الرأي العام". ظلوا يعملون قرونا طويلة ويدفعون الجزية عن يد وهم صاغرون والتي يعرفها هيثم مناع "بأن الجزية تعني أن المسلم يعيش على عرق غير المسلم". وكما يقول الراهب انطونيوس الأنطوني في كتابه "وطنية الكنيسة القبطية وتاريخها"، "أن تاريخ الخلفاء والولاة والسلاطين والأمراء وأتباعهم في مصر هو تاريخ قهر للأمة القبطية". إن كل شبر من أرض مصر يضم رفات شهداء أقباط دفعوا حياتهم ثمنا لكونهم مسيحيين وماتوا دفاعا عن عقيدتهم ولم يرتكبوا ذنبا سوى تمسكهم بإيمانهم من وجهة نظر قاتليهم. |
#4
|
|||
|
|||
3- عظماء في وطنيتهم أن أحد السمات المميزة للشخصية القبطية هي أصالة الانتماء لمصر وأعتزازهم بجذورهم الفرعونية العميقة الضاربة في أعماق الأرض المصرية والتاريخ المصري، وتحصنهم وتمترسهم الشديد حول الهوية المصرية، ولهذا لم يذوبوا في الثقافة العربية والإسلامية وإنما ظلوا محتفظين بخصوصية قبطية ولم تستطع الثقافة العربية البدوية هضمهم، وحديثا لم يرتاحوا للقومية العربية واعتبروها مقدمة لأسلمة الحياة وللإسلام السياسي وثبت صدق حدسهم. يقول أدوارد واكين "إن القومية العربية قوامها جماعة المؤمنين بالإسلام والتي تعترف بأن المسملين فقط هم الأعضاء الكاملون للأمة، أما الأقباط فيوضعون في منزلة الضيوف". ولهذا كما هو معروف دعم الأقباط فصل الدين عن القومية خلال فترة مقاومة الاستعمار الإنجليزي وهي الفترة الذهبية في العلاقات بين المسلمين والأقباط في مصر، ولهذا أيضا فضل الأقباط الهجرة إلى بلاد الغرب عن الهجرة إلي بلاد النفط العربية. وإنتماء الأقباط الوطني الأصيل جعلهم يضحون بالدم من أجل بلدهم وسجلات المخابرات العامة المصرية توضح بجلاء أن الأقباط لم ينخرطوا في أي خيانات رغم أنتشارهم وتواجدهم بكثافة في بلاد الغرب. أنهم يشعرون أن مصر ملكهم، بتاعتهم بالبلدي فكيف يخونوها ؟ وعبر البابا شنودة ببلاغة عن الضمير القبطي بقوله "إن مصر بلد يعيش فينا لا بلد نعيش فيه". ولهذا يقول إدوارد واكين "إن هناك شعورا بالمرارة يطغي عليهم، إذ يشعر معظمهم أنهم ورثة شرعيون لأرض مصر حرموا من ميراثهم". وتمسك الأقباط بمصر جعلهم لا يتنازلون عن الجنسية المصرية فبعد 11 سبتمبر تقدم أكثر من مائة ألف عربي للعمل في الأجهزة الأمريكية FBI، CIA، ولم يكن للأقباط فيهم نصيب لأنهم رفضوا التخلي عن الجنسية المصرية وهو الشرط الأساسي للعمل في هذه الأجهزة. أنهم مصريون حتى النخاع أحفاد بناة الأهرامات استبعادهم وتهمشهم هو خسارة عظيمة لمصر ومظهر من مظاهر تراجعها وتخلفها، وهم يشكلون كتلة ضخمة في الداخل والخارج قادرة ومستعدة للمساعدة في إنتشال مصر من محنتها ومأزقها الأخلاقي والقيمي والاقتصادي ودفعها إلى مصاف الدول الحديثة. وختاما كيف نصف اوضاع الاقباط داخل مصر؟ يمكن تلخيص اوضاع الاقباط داخل مصر من عناوين ثلاثة كتب صدرت عنهم بالانجليزية فى امريكا الكتاب الاول: اقلية معزولة----القصة الحديثة لاقباط مصر ومؤلفه هو الدكتور ادوارد واكين الاستاذ بجامعة فوردهام بنيويورك الكتاب الثانى: الاقباط منذ الغزو العربى------غرباء فى ارضهم ومؤلفه هو الدكتور شوقى كراس الاستاذ بجامعة كونيتكت الامريكية الكتاب الثالث: المسيحيون فى مصر-----اقلية تحت الحصار ومؤلفه مجدى خليل كاتب هذه السطور. اي-ميل السيد/ مجدى خليل magdikh@hotmail.com ايلاف |
عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|