تم صيانة المنتدي*** لا تغير فى سياسه من سياسات المنتدى اكتب ما تريد لان هذا حقك فى الكتابه عبر عن نفسك هذه ارائك الشخصيه ونحن هنا لاظهارها
جارى تحميل صندوق البحث لمنتدى الاقباط

العودة   منتدي منظمة أقباط الولايات المتحدة > المنتدى العربى > المنتدى العام
التّسجيل الأسئلة الشائعة التقويم

المنتدى العام يهتم هذا القسم بالأخبار العامه

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 30-12-2008
Alfred Samuel Alfred Samuel غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2005
المشاركات: 45
Alfred Samuel is on a distinguished road
flower الشعراء المسيحيون العرب (كاملة)

الشعراء المسيحيون العرب
الجزء الأول
جمع واعداد وتلخيص: القس / الفريد فائق صموئيل
عندما تقرأ معظم المناهج التعليمية والصحف والمجلات العربية وعندما تستمع إلي الإذاعات وتشاهد التليفزيونات بكافة القنوات الأرضية والفضائية العربية؛ تجد باستغراب محاولات لأسلمة العرب والشعر العربي؛ وكأنه لا يوجد مسيحيون عرب؛ و لا شعراء مسيحيين عرب بالمرة. يا سادة إن المسيحيين العرب يبلغون عشرات الملايين في العالم العربي. وأكون شاكراً لمن يُعرّفنا بتعدادهم؛ لأننا كنا نبلغ في السبعينيات أكثر من 22 مليون عربي مسيحي على أقل تقدير. أما الشعراء المسيحيون فهم كثيرون جداً ـ منهم من برع واشتهر وتتلالأ قبل الاسلام وبعده. لقد حزنت جداً على حال مناهجنا التعليمية في مصر والتي تغفل معظم هؤلاء وغيرهم من المسيحيين العرب ـ وحزني هذا بدأ منذ مدة ومستمر حتى الآن. وإن أردت أن تقرأ بالتفصيل عن هذه المناهج اقرأ الدراسة التي كتبها عادل جندي في إيلاف وغيرها من المواقع تحت عنوان: طلبنة التعليم المصري ـ وهي دراسة في حلقات مفصلة. ويقصد بطلبنة أي الهدف من المناهج خلق جيل جديد متطرف مثل طاليبان في افغانستان.
كيف يكون ذلك التجاهل تجاه ما سطره التاريخ؟ ولماذا هذا التغييب بخصوص فحول الشعر والأدب من فضاحل المسيحيين العرب؟ وهل يجوز ذلك في تاريخ معلوم؟ ثم ما هو الغرض من كل هذا؟ فهل يستطيع أحد أن يمحو التاريخ؟ حمى الله مصر وكل العالم العربي وكل بلاد الدنيا من دمار الفتنة والتطرف؛ وجعل الجميع يعيش في سلام. وغرضي أن أقول الحقيقة وهي انه كان هناك مسيحيون عرب مشاركون منذ زمن طويل؛ فلماذا لا تريدوننا الآن أن نكون عرباً أو أن نكون مشاركين ـ لنعيش في سلام ومشاركة ومودة؟
نعم، إن هناك العديد من الشعراء المسيحيين العرب قبل الاسلام وبعد الاسلام. وبعضهم يُكتب فيه كتب؛ وغيرهم يُكتب فيهم مجلدات. وشُهد لهم من عظماء وملوك وفضاحل وفحول ما قبل وما بعد الاسلام؛ وإلي عصرنا هذا يشهد بهم المنصفون من العلماء والعظماء والمؤرخين. أما من حاول التعتيم عليهم فهم المتطرفون الذين يلعبون بكل العالم والتاريخ محاولين محاولاتهم التي لن تصل لغرضها لوجود الأمناء والصادقين من العلماء والدارسين والمؤرخين الذين يفصحون بأمانة عن حقيقة ما أبرزه لنا التاريخ عن هؤلاء الأفاضل من الشعراء؛ وهم بالطبع ليسوا ملائكة بل بشر لهم ما للبشر وعليهم ما على البشر.وسأحاول معكم توضيح حقائق تاريخية عن الشعراء المسيحيين. واعتمدت في ذلك على مراجع أهمها على الاطلاق كتابْي الأب لويس شيخو عن شعراء النصرانية قبل وبعد الاسلام وهما اصدار منشورات دار المشرق ـ بيروت.
الشعراء المسيحيون قبل الإسلام:
أولاً: شعراء اليمن من كندة ومذحج وطي:
من كندة ـ اليمن:
1. أعمام امرئ القيس (548 م.) هم: حُجْر وشرحبيل ومعدي كرب وسَلمَة وعبد الله. والحارث جد امرئ القيس ـ لما فسدت القبائل من نزار وأتاه أشرافهم وشكوا إليه ما نزل بهم ـ فرّق اولاده في قبائل العرب؛ فملّك حجراَ ابا امرئ القيس على بني أسد وغطفان. وملّك ابنه شُرحَبيل على بكر بن وائل بأسرها وعلى بني حنظلة. وملّك ابنه معدي كرب المسمى بغلفاء على بني تغلب والنر بن ساقط وسعد بن زيد مناة بن تميم. وملّك ابنه سلمة على قيس جمعاء. وملّك عبد الله على بني قيس، وبقوا على ذلك إلي أن مات أبوهم.
2. امرؤ القيس (565 م.) بن جُحر بن الحارث بن عمرو المقصور بن حجر بن معاوية بن ثور المعروف بكندة وكنيته أبو رَهب وقيل أبو الحارث. واسمه جَندح وامرؤ القيس لقب غلب عليه لما اصابه من تضعضع الدهر ومعناه رجل الشدة. وًلد في نجد عام 520 م. وكان يُقال له الملك الضليل. وهو وشعره يحتاج لمجلدات للكتابة عنهما.
من مَذْحِج ـ اليمن:
1. الاَفوه الاَوْدي (570م.) وهو صلاة بن عمرو بن مالك بن عوف بن الحارث بن عوف بن ضب.
2. عبد يَغوث (580 م.) بن صلاءة بن الحارث بن وقّاص.
3. يزيد بن عبد المَدَان (615م.) بن الديان بن قطن بن زياد بن الحارث بن مالك بن ربيعة.
من طي ـ اليمن:
1. حنظلة الطائي (590 م.) بن أبي العفراء بن النعمان بن حبّة بن سعبة بن الحارث بن الحويرث بن ربيعة.
2. قبيصة بن النصراني (592 م.) من بني جرم وجرم رهط أبو اياس بن قبيصة آخر ملوك الحيرة.
3. حاتم الطائي (605 م.) بن عبد الله بن سعد بن امرئ القيس بن عدي بن أخزم بن أخزم بن أبي أخزم. كان يفك العاني ويحمي الذمار ويقري الضيف ويُشبع الجائع ويفرج عن المكروب ويطعم الطعام ويفشي السلام ولم يَرُدَّ طالب حاجة قط. وكانت امه من الجود بمنزلة حاتم لا تدخر شيئاً و لا يسألها أحد شيئاً فتمنعه. وكانت ذات يسار وكانت من اسخى الناس وأقراهم لضيف وكانت لا تمسك شيئاً تملكه. فلما رأى اخوتها اتلافها حجروا عليها ومنعوها مالها. وكانت تعطي حتى وهي جائعة. وحاتم الطائي مثل أمه أبو الكرم والجود والسخاء عند العرب جميعاً. كان إذا سُئل وهب. وإذا أسَرَ أطلق. وكان وهو طفل تظهر عليه امارات الكرم؛فلما ترعرع جعل يُخرج طعامه فإن وجد من يأكله معه أكل وإن لم يجد طرحه.وهو وشعره أيضاً يحتاج إلي مجلدات للكتابة عنهما مثل امرؤ القيس وشعره.
4. إياس بن قبيصة (612م.) بن أبي عفراء بن النعمان بن حية بن سعبة بن الحارث ... وهو ابن أخي حنظلة ابن أب العفراء.
ثانياً: شعراء نجد والحجاز من ربيعة وتغلب وقضاعة واياد بني عدنان:
من ربيعة ـ نجد والحجاز:
1. البّراق (470 م.) هو أبو النصر البراق بن روحان ابن أسد بن بكر من مرّة من بني ربيعة وهو من قرابة المهلهل وكليب وكان شاعراَ مشهوراَ من أهل اليمن وهو جاهلي قديم. وكان في صغره يتبع رعاة الابل ويحلب اللبن ويأتي به إلي راهب حول المراعي فيتعلّم منه تلاوة الإنجيل وكان يدين بدينه. وكان عم البراق لُـكَـيْـز بن أسد ابنة حسنة الوجه كثيرة الأدب وافرة العقل شاع ذكرها عند العرب وكان اسمها ليلى فخطبها البراق إلي أبيها لُـكَـيْـز فوعده بها. لكن عمرو بن ذي صهبان ابن أحد ملوك اليمن أمل قبيلة لُـكَـيْـز في الأوضاع الصعبة التي مروا بها طمع في ابنته ليلى مقابل الهدايا السنية والمساعدة. ونُكمل القصة عند ذكر ليلى العفيفة؛ فهي كانت شاعرة مسيحية أيضاً.
2. ليلى العفيفة (483 م.) بنت لُكَيْز بن مرّة بن أسد من ربيعة بن نزار. وكانت تامة الحسن كثيرة الأدب خطبها كثيرون من سَراة العرب منهم عمرو بن دي صهبان من ابناء ملوك اليمن. وكانت تكره أن تخرج من قومها وتود لو أن اباها زوّجها بالبرَّاق ابن عمها وهي تدين بدينه. إلا أنها لم تعصِ امر أبيها وصانت نفسها عن البراق تعففاً فلُقبت بالعفيفة. وكانت في اثناء ذلك حروب أبلى فيها البراق بلاءَ حسناً. ثم خمدت الحرب وحان موعد زواجها؛ ولكن سمع عنها وعن جمالها ابن لكسرى ملك العجم؛ فأراد أن يخطبها لنفسه فكمن لقومها في الطريق ونقلها إلي فارس، فبقيت هناك أسيرة لا ترضى بزواج إلي أن انتزعها البرّاق من يد غاصبيها واستحق أن يتزوج بها.
3. كُليب وائل بن ربيعة (494 م.) هو وائل بن ربيعة بن الحرث بن زهير بن جشم بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب. وأخوه عدي هو المعروف بالمهلهل.
4. المهلهل اخو كُليب (531 م.) هو أبو ليلى عدي بن ربيعة التغلبي. وهو من شعراء الطبقة الأولى. وهو خال امرئ القيس بن حجر. ومنه ورث اجادة الشعر. وكان من أصبح أهل زمانه وجهاً وأفصحهم لساناً وأشدهم بأساً. وتكتب في المهلهل وفي شعره مجلدات.
الشعراء المسيحيون العرب
الجزء الثاني
جمع واعداد وتلخيص: القس / الفريد فائق صموئيل
في الجزء الأول درسنا عن بعض الشعراء المسيحيين قبل الإسلام؛ وبالذات شعراء اليمن من كندة ومذحج وطي، وشعراء نجد والحجاز من ربيعة. وذلك لنثبت تاريخياً ما يحاول البعض عبثاّ عبر وسائل الاعلام في تجاهل أو تغييب الدور الرائع للمسيحيين العرب وللشعراء المسيحيين العرب والذي يؤثر فينا حتى يومنا هذا.
ودعونا نُكمل المسيرة:
من تغلب ـ نجد والحجاز:
1. السفاح التغلبي (555 م.) هو سَلَمَة بن خالد بن كعب بن زهير من بني حُبَيب بن عمرو بن غنم بن تغلب.
2. الأخنس بن شِهاب (556 م.) بن شَريق بن تمامة بن أرقم بن عدي بن معاوية بن تغلب.
3. جابر بن حُنَيّ التغلبي (564 م.) بن حارثة بن عمرو بن معاوية بن عمرو بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب.
4. اُفنون (567 م.) هو صُريم بن معشر بن ذُهل بن تيم بن عمرو بن مالك بن عمرو بن عثمان بن تغلب. واُفنون لقبه.
5. عُمَيرة التغلبي (568 م.) بن جعيل بن عمرو بن مالك بن الحارث بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب.
6. عمرو بن كلثوم (600 م.) هو أبو عبّاد عمرو بن كلثوم بن عمرو بن مالك بن عتّاب بن س بن زهير بن جشَم ابن حَُبَيب بن عمرو بن غنم بن تغلب بن وائل.
من قضاعة ـ نجد والحجاز:
• زُهَيُر بن جناب ال***يّ (560 م.) بن هبَب بن عبد الله بن كنانة بن بكر بن عوف ابن عذرة ال***ي القضاعي.
من اياد ـ نجد والحجاز:
1. قس بن ساعدة (600 م.) بن عمرو بن عديّ بن مالك بن ايدعان بن النمر بن وائلة ابن الطمئنان بن زيد مناة بن تهدم بن افصى بن دعميّ بن اياد اسقف نجران خطيب العرب وشاعرها وحليمها وحكيمها وحَكَمُها في عصره. هو أول من علا على شرفٍ وخطب عليه. وأول من قال في كلامه: أما بعد. وهو أول من قال: البيّنة على المدّعي واليمين على من أنكر. وأول من كتب من فلان إلي فلان. ويُكتب في قس بن ساعدة وفي خطبه وشعره كتباً.
2. أُميّة بن أبي الصلْت (624 م.) هو أبو الصلْت عبد الله بن أبي ربيعة بن عمرو بن عوف بن عقدة بن عنزة بن قسيّ وهو ثقيف بن النبيت بن منبه بن منصور بن يَقدُم ... بن نزار بن معدّ بن عدنان. وهوشاعر مشهور. وكان من رؤساء ثقيف وفصحانهم المشهورين قرأ الكتب القديمة وتهّذب أحسن تهذيب. ولبس المسوح تعبداً وكان ممن ذكر ابراهيم ... وحرّم الخمر ونبذ الأوثان. ويُكتب في أمية الصلت وشعره كتباً.
ثالثاً: شعراء بكر بن وائل من بني عدنان:
من شعراء بني عدنان (بكر بن وائل: بنو شيبان):
1. الفِنْد الزّمّاني (530 م.) هو شهل بن شيبان بن ربيعة بن زمَّان بن مالك بن صعب بن علي بن بكر بن وائل. وهو شاعر من أهل اليمامة. وكان سيد بكر في زمانه وفارسها ووالي حربها.
2. جسَّاس بن مُرَّة (534 م.) بن ذُهْل بن شيبان كان صاهر كُليباَ ابن عمه. وهو الذي يُسمَّى الحامي الجار المانع الذمار لقتله كُليباَ بسبب ناقة البسوس بنت المنقذ بن سلمان المنقذي جدة جساس.
3. جليلة (538 م.) هي بنت مرة الشيباني اخت جساس قاتل كًليب بن ربيعة أخي مهلهل. وكانت جليلة زوجة كليب. وبقيت جليلة في بيت أخيها جساس إلي أن قُتل. وتنقلت مع بني شيبان قومها مدة حروبهم.
4. عبد المسيح بن عَسَلة (592 م.) هو أبو عسلة عبد المسيح بن عسلة أخو بني مرّة بن ذهل بن شيبان كان شاعراً قديماَ مبّرزاَ.
5. بِسْطام بن قيس الشيباني (600 م.) بن مسعود ذي الجدين بن قيس بن خالد الشيباني فارس بكر، ويُضرب به المثل في الفروسية.
شعراء بني عدنان (بكر بن وائل: بنو ضُبَيْعَة وقيس بن ثعلبة):
1. سعد بن مالك البكري (530 م.) بن ضُبَيْعَة بن قيس بن ثعلبة البكريّ من سراة بني بكر وفرسانها المعدودين ومن شعرائها المقّلين.
2. جحدر بن ضُبيعة (530 م.) هو ابو مكنف ربيعة بن ضبيعة وجحدر لقب وصف به. كان فارس بكر وسندهم.
3. الحارث بن عَبَّاد (550 م.) هو أبو بجير وقيل أبو المنذر الحارث بن عَبَّاد بن قيس بن ثعلبة البكري من أهل العراق من فحول الشعراء. كان من سادات العرب وحكمائها وشجعانها الموصوفين.
4. المرقِّش الاكبر (552 م.) هو عوف وقيل عمرو بن سعد بن مالك بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة الحُصين بن عكابة بن صعب بن على بن بكر بن وائل وهو عم ربيعة بن سُفيّان المعروف بالمرقش الأصغر. وكان أديباً شاعراً وكان ابوه دفعه وأخاه حرملة وكانا احب ولده إليه ألي نصرانيّ (مسيحيي) من أهل الحيرة؛ فعلّمهما الخط وتأدبا عليه.
5. عمرو بن قميئَة (560 م.) بن ذريج بن سعد بن مالك بن ضُبيعة بن قيس بن تعلبة بن عُكابة ابن صعب بن على بن بكر بن وائل. كان من اقدم شعراء بكر في الجاهلية. مات أبوه وتركه صغيراً؛ فكفله عمه مرثد بن سعد وكان يحبه حباً شديداً. وكان شاباً جميلاً حسن الوجه مديد القامة حسن الشِعْرة. كان عند مرثد بن سعد بن مالك عم عمرو بن قميئة امرأة ذات جمال فهويت عمراً وشغفت به ولم تُظهر له ذلك. وعندما غاب مرثد أرسلت تطلب عمراً باسم عمه الغائب. وطلبت من الرسول أن يأتي به من وراء البيوت. ولما دخل البيت أنكر شأنها فوقف ساعة ثم راودته عن نفسه. فقال: لقد جئت بأمر عظيم وما كان مثلي ليُدعى لمثل هذا والله لو لم امتنع من ذلك وفاءً لعمي لا متنعّن منه خوف الدناءة والذكر القبيح الشائع عني في العرب. قالت: والله لتفعلن أو لأسوأنك. قال: إلي المساءة تدعينني. ثم قام فخرج من عندها. وخافت أن يُخبر عمه بما جرى فأمرت بجفنة فكفئت على اثر عمرو، فلما رجع عمه وجدها متغضبة. فقال لها: مالك. قالت ان رجلاً من قومك قريب القرابة جاء يستامني نفسي منذ خرجت. قال: من هو؟ قالت: أما أنا فلا أسميه؛ لكن قم فافتقد اثره تحت الجفنة. فلما رأي الأثر عرفه. وكان لمرثد سيف يسمى ذا الفقار، فأتى ليضرب به عمراً، فهرب، فأتى إلي مصارى الحيرة، فكان عند اللخميين، ولم يكن يقوى على بني مرثد لكثرتهم. وفحصوا أمره. ومدح عمه بدل أن يهجوه واعتذر له. إنه مثل يوسف بن يعقوب إلي حد ما.
6. طَرَفة (564 م.) هو أبو عمرو طرفة بن العبد بن سفيان بن حرملة بن سعد بن مالك بن ضبيعة من بني بكر بن وائل. وهو ابن اخت جرير بن عبد المسيح المعروف بالمتلِمّس. كان من مشاهير الشعراء يًعد بينهم من ذوي الطبقة الأولى. وله معلّقة معروفة باسمه. وبرغم حداثة سنه كتب ديوان شعر يستشهد به اصحاب اللغة. وهو من المقلين لأنه قُتل مراهقاً. وبالرغم من صغر سنه؛ فإنه يمكن كاب كتب عنه وعن شعره الغزير والعميق.
7. الخرْنِق اخت طرفة (570 م.) بنت بدر بن هفّان بن مالك وقيل ابنة سفيان بن سعد بن مالك بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن على بن بكر بن وائل بن قاسط بن هنب ابن افصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن مَعدّ بن عدنان. وهي اخت طرفه لأمه وامهما وردة. ولما بلغت الخرنق سن الزواج تزوجها بشر بن عمرو بن مرثد سيّد بني أسد. وكانت شاعرة مطبوعة ولها ديوان شعر صغير.
8. المُرَقِّش الاصغر (570 م.) هو ربيعة بن سفيان بن سعد بن مالك بن ضبيعة والمرقش الاكبر عم الاصغر. والاصغر عم طرفة بن العبد. وهو شاعر مشهور من اهل نجد. والمرقش الاصغر اشعر المرقسيْن. وكان أجمل الناس وجهاً واحسنهم شعراَ. وكان من السادة الشجعان. ويعتبر شعره من مجمهرات العرب. وكان له صديق فتغيّر عليه لذنب تعمّده المرقش؛ فندم المرقش وعض على اصبعه فقطعها ندماً.
9. المتلمِّس (580 م.) هو جرير بن عبد المسيح الضبعي أحد بني ضُبيعة بن ربيعة بن نزار كان من فحول شعراء أهل البحرين. وكان حسن الشعر كثير الآداب حصيف الرأي. وبسبب بعض المشاكل سافر كثيراً وبقي زماناً طويلاً غائباً. حتى ظن آله أنه مات. وكان له زوجة عاقلة بديعة المنظر تدعى أميمة، فأشار أهلها عليها بالزواج فأبت أي رفضت. فألحوا عليها لكثرة خُطّابها إلي أن أكرهوها على الزواج. وتًكتب في المتلمنس كتباً بسبب شخصيته وشعره الغزير.
10. المُسيّب بن عَلَس (580 م.) هو المُسيّب بن علس بن مالك بن عمرو بن قُمامة بن مالك بن ضُبيعة البكري الشاعر المشهور من أهل العراق. وهو أحد فحول شعراء بكر بن وائل المعدودين وقيل أن خال الأعش. وشعره قليل لكنه جيد الجملة وهو معدود بين أشعر المقلّين.
11. أعشى قَيْس المعروف بالاعشى الاكبر (629 م.) هو سيمون بن جنْدل بن شراحيل بن عوف بن سعد بن ضُبيعة ابن قيس بن ثعلبة الحصن بن عُكابة بن صعب بن على بن بكر بن وائل بن قاسط بن هنْب ابن أقصى بن دُعمي بن جُديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار ويُكنى أبا بصير. وهو أحد الاعلام من شعراء الجاهلية وفحولهم وتقدّم على سائرهم وليس ذلك بمجمع عليه لا فيه و لا في غيره. أخبر ابن سلام قال: سألت يونس النحوي: "من أشعر الناس؟" قال: لا أُومئُ إلي رجل بعينه. ولكني أقول: امرؤ القيس إذا غضب والنابغة إذا رغب وزهير إذا رغب والأعشى إذا طرب. وكثيرون أكدوا أنه أشعر الناس. ونظراً لشخصيته وشعره الغزير وهو من أفضل الشعر يمكنك أن تكتب فيه مجلدات.
الشعراء المسيحيون العرب
الجزء الثالث
جمع واعداد وتلخيص: القس / الفريد فائق صموئيل
في الجزءين الأول والثاني درسنا عن بعض الشعراء المسيحيين قبل الإسلام؛ وبالذات شعراء اليمن من كندة ومذحج وطي، وشعراء نجد والحجاز من ربيعة وتغلب وقضاعة واياد بني عدنان. ودرسنا أيضاً شعراء بكر بن وائل من بني عدنان. ومنهم شعراء بكر بن وائل: بنو شيبان وشعراء بني بنو ضُبَيْعَة وقيس بن ثعلبة. وكل ذلك لنثبت تاريخياً ما يحاول البعض عبثاّ عبر وسائل الا علام في تجاهل أو تغييب الدور الرائع للمسيحيين العرب وللشعراء المسيحيين العرب والذي يؤثر فينا حتى يومنا هذا.
ودعونا نُكمل المسيرة:
من شعراء بني ربيعة (عبد القيس):
• المثقِّب العبديّ (587 م.) واسمه (العائذ والعابد) بن مِحصَن بن ثعلبة بن وائلة بن عدي بن عوق بن حرب بن دُهن بن عذرة بن منبّه بن نكرة بن لكيز بن أفصى بن عبد القيس بن أفصي بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار. وكنيته أبو عمرو كان شاعراً من أهل العراق والمثقب لقبه. شهرته مشهورة وشمسه الضاحية لاتُخفي ظهوره كان من السراة في القدماء. وقصائده لا يوجد مثلها في البلاد من ثثقَّب ولا يكافئها حتى درر النجوم كما قالوا؛ وكان يُغرّد بها كل مغرد وأُنشدت على كل مورد. وكان سيداً خطيراً في قومه وبلاده.
من شعراء بني عدنان (بكر بن وائل: بنو يشكر):
1. الحارث بن حِلِّزَة (580 م.) هو أبو ظليم الحارث بن حِلِّزَة بن مكره بن يزيد بن عبد الله بن مالك بن عبد بن سعد بن جشَم بن عاصم بن ذبيان بن كنانة بن يشكر بن بكر بن وائل. هو شاعر مشهور من أهل العراق من شعراء الطبقة الأولى. وضُرب بالحارث المثل في الفخر؛ فقيل: أفخر من الحارث بن حِلِّزَة. وكان من المعمرين فقد توفى وله من السنين نحو مائة وخمسون سنة.
2. المُنَخَّل اليشكري (597 م.) وقد اختُلف في نسبه فقيل انه المُنَخَّل بن عمرو وقيل ابن مسعود بن افلت بن عمرو بن كعب بن سوأة بن غنم بن حبيب بن يشكر بن بكر بن وائل. وقيل المُنَخَّل بن الحارث ابن ربيعة بن عمرو وهو شاعر مُقل من شعراء الجاهلية. وكان ينادم النعمان مع النابغة الذبياني وينشده القصائد. وكان النعمان يكرمه ويقرّبه إليه. غير أنه يؤثر شعر النابغة على شعره فسعى المُنَخَّل بالنابغة واوغر صدره عليه حتى همّ بقتله فهرب النابغة منه وخلا المُنَخَّل بمجالسته. فلم يزل على ما اصاب عنده من النعمة، إلي أن وقع في قلبه منه أمرٌ ارتاب فيه النعمان. وقيل بل اتهمّه بامراته المتجردة فأخذه ودفعه إلي رجل من حرسهِ وصاحب سجنه يقال له عِكًبّ من بني تغلب ليقتله فعذّبه حتى قتله. وقيل بل حبسه النعمان ثم غمض خبره فلم تُعلم له حقيقة. وقيل إنه دفنه حيّاَ. ويُقال: انه غرّقهُ. والعرب تضرب به المثل كما تضربه بالقارظ العنزي واشباهه ممن هلك ولم يُعلم له خبر.
3. سويد بن أبي كاهل اليشكري (600 م.) بن حارثة بن حسل بن مالك بن عبد سعد بن جُشم بن ذبيان بن كنانة بن يشكر. وقرنه بعضهم بعنتره العبسي وطبقته. وهو شاعر متقدم من مخضرمي الجاهلية والاسلام. وانتاجه الشعري ليس بالقليل.

رابعاً: شعراء نجد والحجاز والعراق من تميم ومُزينة وأسد وكنانة بني الياس بن مُضَر:
من شعراء نجد والحجاز والعراق (تميم):
1. عَدِيّ بن زيد (587 م.) بن حمَّار بن زيد بن أيوب بم مجروف بن عامر ابن عصية بن امرئ القيس بن زيد مناة بن تميم. شاعر فصيح من شعراء الجاهلية وكان نصرانياً وكذلك كان أبوه وامه واهله. وصار من أكتب الناس وطلب حتى صار كاتب الملك النعمان، فلبث كاتباً له حتى ولد له ابن من امرأة تزوجها من طيء فسماه زيداً باسم ابيه. وكان لحمّار صديق من الهاقين العظماء يُقال له فرّوخ ماهان وكان محسناً إلي حمّار. فلما حضرت حمّاراّ الوفاة أوصى بابنه زيد إلي الدهقان وكان من المرازبة. فأخذه الدهقان إليه فكان عنده مع ولده. وكان زيد قد حذق الكتابة والعربية قبل أن يأخذه الدهقان. فعلّمه لما اخذه الفارسية فلقِفَها وكان لبيباَ. فأشار الدهقان على كسرى انوشروان أن يجعله على البريد في حوانجه. ولم يكن كسرى يفعل ذلك إلا باولاد المرازبة. فمكث يتولى ذلك لكسرى زماناَ. ونسله من أفهم الناس في الفارسية والعربية ومن افصحهم. ويُكتب في عدي بن زيد بن حمّار الكثير من الكتب بسبب انتاجه الغزير وشخصيته الماهرة واللبيبة.
2. الاسود بن يَعْفَر (600 م.) وقيل (يُعفُر بضم الياء) بن عبد قيس بن نهشل بن دارم ابن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم. وكان شاعراً متقدماً فصيحاً من شعراء الجاهلية وهو ليس بالمكثر. وكان سيداً جواداً له اخبار في الجود. وعُقدت على الاسود بن يعفر تمائم تميم. وحَيِيت به مكارم كل ذميم. ولاذت دارمُ بداره. وزاد مناهُ في علوِّ مقداره. وفيشعره ما يجري مجرى الامثال. ويصلح به ممتدّ الآمال.
3. سلامة بن جَنْدَل (608 م.) بن عمرو بن كعبب بن سعد بن زيد مناة بن تميم شاعر جليل من أهل الحجاز. وهو جاهلي قديم من فحول الشعر. وهو من طبقة المتلّمس والمسيِّب بن علَس وحصين بن حُمام المري. وكان من فرسان تميم المعدودين. وشعره رقيق سلس غير أنه من حُرّ الكلام المتين. وكثيراً ما يستشهد به أهل اللغة. وكان سلامة في أيام عمرو بن هند والنعمان ابي قابوس.
4. اَوس بن حَجَر (620 م.) بن مالك شاعر تميم من شعراء الجاهلية وفحولها، يُجيد في شعره ما يريد. وجاد عليه فضالة بن كلَدَة الأسدي بالنعم. تأجج قبساَ. وتأرّج نفساَ. لو أنه اوس أبو القبيلة لما قدرت الخزرج على علائها. أو ابو الطائي لما قاست بحبيب منه باقي احبائها. شرفت به تميم. وعرفت بطيب شميم. وفخر أبيه بما لم يفخر به الفرزدق. ولم يأت بما لم يُصدّق.
5. علقَّمة الفَحْل (625 م.) بن عبدة بن النعمان بن ناشرة بن قيس بن عُبيد بن ربيعة بن مالك بن زيد مناة بن تميم بن مرَّة بن أُدّ بن طانجة بن الياس بن مُضر بن تراز. خُلّف على امرأة امريء القيس. وقال عنه الفرزدق: والفحل علقمة الذي كانت له حلل الملوك كلامه يُنتحلُ. وكان شعره كمزادة قد احكم خرزها فليس يقطر منها شيء.
الشعراء المسيحيون العرب
الجزء الرابع
جمع واعداد وتلخيص: القس / الفريد فائق صموئيل
في الأجزاء الثلاثة السابقة درسنا عن بعض الشعراء المسيحيين قبل الإسلام؛ وبالذات شعراء اليمن من كندة ومذحج وطي، وشعراء نجد والحجاز من ربيعة وتغلب وقضاعة واياد بني عدنان. ودرسنا أيضاً شعراء بكر بن وائل من بني عدنان. ومنهم شعراء بكر بن وائل: بنو شيبان وشعراء بني بنو ضُبَيْعَة وقيس بن ثعلبة. ومنهم شعراء بني ربيعة ـ عبد القيس ومن شعراء بني عدنان ـ بكر بن وائل: بنو يشكر. ثم دخلنا إلس القسم الرابع عن شعراء نجد والحجاز والعراق من تميم ومُزينة وأسد وكنانة بني الياس بن مُضَر؛ مبتدئين بشعراء نجد والحجاز والعراق ـ تميم. وكل ذلك لنثبت تاريخياً ما يحاول البعض عبثاّ عبر وسائل الاعلام في تجاهل أو تغييب الدور الرائع للمسيحيين العرب وللشعراء المسيحيين العرب والذي يؤثر فينا حتى يومنا هذا.
ودعونا الآن نُكمل المسيرة:
من شعراء نجد والحجاز والعراق (مُزَيّنة):
• زُهير بن أبي سُلْمَى المزني. واسم أبي سُلْمَى ربيعة بن رباح بن قرّة بن الحارث بن مازن بن ثعلبة بن ثور بن هرمة بن الاصم بن عثمان بن عمرو بن أُدّ بن طانجة بن الياس بن مُضر بن تزار. وهو أحد الثلاثة المقدّمين على سائر الشعراء: امرؤ القيس وزهير والنابغة الذبياني. قيل عنه شاعر الاشعراء؛ وشاعر أهل الجاهلية زهير. وكان لا يمدح أحداً إلا بما كان فيه. وقيل عنه أشعر أهل الجاهلية وهو من أشعر الناس. وتكرر عنه ما قاله أمير المؤمنين عمر أن شاعر الشعراء و لا يقول إلا ما يُعرف و لايمتدح الرجل إلا بما يكون فيه. وتكتب فيه وفي أشعاره مجلدات.
من شعراء نجد والحجاز والعراق (اسد):
• عبيد بن الأبرص (555 م.) بن حَنْتَّم بن عامر بن مالك بن زهير بن مالك بن الحرث بن سعيد بن ثعلبة بن دودان بن اسد بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مُضر شاعر فحل من فحول الجاهلية من شعراء الطبقة الأولى. وكان عظيم الشهرة وشعره مضطرب ذاهب لم يبقَ منه إلا القليل. وفي أيامه تملك حجر بن الحارث أبو امريء القيس على بني اسد وكان عبيد ممن ينادم الملك؛ ثم تغيّر الملك عليه وكان حجر يتوعده في شيء بلغه عنه ثم استصلحه. وعندما قبض الملك على بني اسد الذين رفضوا دفع الجباية أنشد عبيد بن الابرص قصيدة وعندما سمعها الملك أطلق سبيلهم. ومع أنه عمر طويلاً إلا أن شعره القوي الصريح سبباً في موته.
من شعراء نجد والحجاز والعراق (كنانة):
1. وَرَقَة بن نُوْفَل (592 م.) بن أسد بن عبد العُزّى بن قُصيّ. وأمه هند بنت ابي كثير بن عبد بن قُصيّ. قال عنه صاحب الأغاني: هو احد من اعتزل عبادة الاوثان في الجاهلية وطلب وقرأ الكتب وامتنع من أكل ذبائح الاوثان. وكان امرءَا تنصَّر في الجاهلية. وكان يكتب الكتاب العبراني فيكتب بالعبرانية من الانجيل ما شاء يكتب وكان شيخاً كبيراً قد عَميَ. وكان ابن نوفل شاعراَ وفي بعض من شعره اصوات غنّى فيها المغنون.
2. زيد بن عمرو بن نُفَيْل (620 م.) بن عبد المعزّى بن رباح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب. وامه جيداء بنت خالد بن جابر بن ابي حيبي بن فهم. وكانت جيداء عند نفيل بن عبد العزى فولدت له الخطاب وعبد مهن ثم مات عنها نفيل فتزوجها عمرو فولدت له زيداً. وكان زيد بن عمرو أحد من اعتزل عبادة الاوثان وامتنع من اكل ذبائحهم. وكان ضمن أربعة تصادقوا وكتموا ايمانهم وطُرِدوا من قريش وهم ورقة بن نوفل بن اسد بن عبد العزّى بن قصيّ بن **** بن مرَّرة بن كعب بن لؤيّ وعُبيد الله بن جحش بن رئاب بن يَعمَر بن صَبْرة بن مُرَّة بن كبير بن غنم بن دوُدان بن اسد بن خزيمة. وكانت أُمُه أُميمة بنت عبد المطلب وعُثمان بن الحويرث بن اسد بن عبد العزّي بن قصيّ وزيد بن عمرو بن نُفيل بن عباه العزي بن عبد الله بن قُرط بن رزاح بن عدّي بن كعب بن لؤي.
فقال بعضهم لبعض: اعلموا والله ما قومكم على شيء. لقد اخطأوا دين ابيهم ابراهيم. ما حجرٌ نُطيف به لا يسمع و لا يُبصِر و لا يضر و لا ينفع يا قوم التمسوا لانفسكم ديناً فانكم والله ما انتم على شيء. فتفرقوا في البلدان يلتمسون الحنيفية دين ابراهيم. فاما ورقة بن نوفل فاستحكم في النصرانية واتبّع الكتب من اهلها حتى علم علماً من اهل الكتاب. واما عبيد الله بن جحش فاقام على ما هو عليه من الالتباس حتى اسلم ثم هاجر مع المسلمين إلي الحبشة ومعه امرأته أُم حبيبة ابنة ابي سفيان مسلمة. فلما قدماها تنصّر وفارق الاسلام حتى مات نصرانياً.
وكان زيد بن عمرو قد اجمع الخروج من مكة ليضرب في الأرض يطلب الحنيفية دين ابراهيم؛ وفارق دين قومه. وخرج سائحاً وقتل بالشام قبل ظهور الاسلام بقليل. قال ابن دريد عنه أنه من رجال عدّي بن كعب هو زيد بن عمرو بن نُفيل وكان قد رفض الاوثان ولم يأكل من ذبائحهم.
الشعراء المسيحيون العرب
الجزء الخامس
جمع واعداد وتلخيص: القس / الفريد فائق صموئيل
في الأجزاء الأربعة السابقة درسنا عن بعض الشعراء المسيحيين قبل الإسلام؛ وبالذات شعراء اليمن من كندة ومذحج وطي، وشعراء نجد والحجاز من ربيعة وتغلب وقضاعة واياد بني عدنان. ودرسنا أيضاً شعراء بكر بن وائل من بني عدنان. ومنهم شعراء بكر بن وائل: بنو شيبان وشعراء بني بنو ضُبَيْعَة وقيس بن ثعلبة. ومنهم شعراء بني ربيعة ـ عبد القيس ومن شعراء بني عدنان ـ بكر بن وائل: بنو يشكر. ثم دخلنا إلس القسم الرابع عن شعراء نجد والحجاز والعراق من تميم ومُزينة وأسد وكنانة بني الياس بن مُضَر؛ مبتدئين بشعراء نجد والحجاز والعراق ـ تميم ومُزَيّنة واسد، حتى وصلنا إلي كنانة من شعراء نجد والحجاز والعراق.
وكل ذلك لنثبت تاريخياً ما يحاول البعض عبثاّ عبر وسائل الاعلام في تجاهل أو تغييب الدور الرائع للمسيحيين العرب وللشعراء المسيحيين العرب والذي يؤثر فينا حتى يومنا هذا.
ودعونا الآن نُكمل المسيرة:
خامساً: شعراء نجد والحجاز والعراق من عدوان وذُبيَان وغِنيّ وهوزان بني قيس عِيلان بن مُضر:
شعراء نجد والحجاز والعراق (عدوان):
ذو الاصبع العدواني (602 م.) هو حرثان ابن الحارث بن محرث بن ثعلبة بن سسيار بن ربيعة بن هبيرة بن ثعلبة ابن ظرب بن عمرو بن عباد بن يشكر بن عدوان بن عمرو بن سعيد بن قيس بن عيلان بن مضر بن نزار أحد بني عدوان وهم بطن من جُدَيلة شاعر فارس من قدماء الشعراء في الجاهلية. حدث محمد بن العباس اليزيدي عن محمد بن حبيب. قال: قيس تدّعي هذه الحكومة وتقول أن عامر بن الظرب العدواني هو الحكم وهو الذي كانت العصا تُقرع له. وكان قد كبر. وسمى ذا الاصبع لأن حية نهشتهُ في اصبعه فيبست. وكان له أربع بنات وكنّ يُخطبن إليه فيعرض ذلك عليهنَّ و لا يزوجهنَّ وكانت أمهنّ تقول لو زوّجتهن فلا يفعل. وعمّر ذو الاصبع العدواني عمراً طويلاً حتى خرف واهتر وكان يُفرّق ماله. وتُكتب فيه وفي شخصيته وشعره كُتباً.
شعراء نجد والحجاز والعراق (ذُبيان):
1. النابغة الذُّبياني (604م.) النابغة اسمهُ زياد بن معاويةبن ضُباب بن جناب بن يَرْبوع بن غيظ بن مرة بن عَوف بن سعد بن ذُبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس عَيلان بن مُضر. ويُكنّى أبا أُمامة ولُقب بالنابغة لشعره النابغ. وهو أحد الأشراف الذين غضّ الشعر منهم وهو من الطبقة الأولى المقدمين على سائر الشعراء. قيل عنه انه هو أشعر شعراء قومه وأشعر الناس وأشعر العرب. وكان يُضرب للنابغة قبّة من ادَم بسوق عكاظ فتأتيه الشعراء فتعرض عليه اشعارها. وقيل فيه انه كان شعره نظيفاً من العيوب. حين أغار النعمان بن وائل بن الجُلاّح ال***ي على بني ذبيان أخذ منهم وسبى سبياً من غطفان وأخذ عقرب بنت النابغة فسألها من أنت؟ فقالت: أنا بنت النابغة. فقال لها بعد أن أقسم: ما أحد أكرم علينا من أبيك وما أنفع لنا عند الملك ثم جهزها وخلاّها. ثم قال بعد أن أقسم مرةً أخرى: ما أرى النابغة يرضى بهذا منا فأطلق له سبيّ غطفان واسراهم. وكان ابن جُلاح قائداً للحارث بن ابي شمرّ ملك غسان؛ ومدحه النابغة. وتُكتب في شخصه ومواقفه وأشعاره الكتب والمجلدات الكثيرة.
2. الحُصَيْن بن حُمام (621م.) هو أبو يزيد الحصين بن الحمام بن ربيعة بن مساب بن حرام بن وائلة بن سهعم بن مُرّة بن عَوف بن سعد بن ذُبيان بن بغيض بن الريث بن غطفان بن سعد بن قيس بن عيلان بن مُضر بن نزار. قال أبو عبيدة: كان الحصين بن الحمام سيد بني سهم بن مرة وكان خصيلة بن منرة وصرْمة بن مرة وسهم بن مرة. امهم جميعاً صرقلة بنت معنم بن عوف بن بلي بن عمرو بن الحاف بن قُضاعة. فكانوا يداً واحدة على من سواهم, وكان حُصين ذا رأيهم وقائدهم ورائدهم. وكان يُقال له: مانع الضيم. وكانت أبواب أمير المؤمنين تنفتح لاسمه. وكان فارساً مقداماً وكانت له مع قومه الكثير من الوقائع التي أشتهر. وكانت وفاته قبل الهجرة بقليل. والحصين شاعر مقدّم يُعدُّ من المقِّين المحكمين من طبقة سُلامة بن جندل والمتلمّس والمسَّيب بن علَس. وتُكتب فيه وفي شعره صفحات كثيرة.
شعراء نجد والحجاز والعراق (غنيّ):
كَعْب بن سعد الغَنوي (617م.) هو كَعْب بن سعد بن تيم بن مًرة من بني غنيّ بن اعصُر وهو منبّه بن سعد بن قيس عَيلان شاعر جاهلي مُجيد له ديوان شعر ذكره الحاج خليفة في كتاب كشف الظنون. وهو يُعدّ من أهل الطبقة الثانية. وشعره من النقي الحرّ يستشهد به أهل اللغة. وكان له اخ يدعى ابا المغوار قتل في حرب ذي قار وكان ابلى فيها بلاءً حسناً فقال فيه الشعر الكثير يرثيه وهي مرثاة معدودة في مراثي العرب الطائرة الذكر.
شعراء نجد والحجاز والعراق (هوازن):
دُرَيْد بن الصِّمَّة (603م.) واسمه معاوية بن الحارث بن بكر بن بن علقة. وهو فارس شجاع شاعر فحل وجعله محمد بن سلام أول شعراء الفرسان. وقد كان أطول الفرسان الشعراء غزواً وأبعدهم أثراً وأكثرهم ظفراً وأيمنهم نقيبة عند العرب وأشعرهم دريد بن الصمة. وقال أبو عبيدة: كان دريد بن الصمة سيد بني جشم وفارسهم وقائدهم وكان مظفراً ميمون النقيبة. وغزا نحو مائة غزاة ما أخفق في واحدة منها. وأدرك الاسلام فلم يسلم وخرج مع قومه يوم حُنين مظاهراً للمشركين و لا فضل فيه للحرب، وإنما أخرجوه تيمناً به وليقتبسوا من رأيه. فمنعهم مالك بن عوف من قبول مشورته وخالفه لئلا يكون له ذكر. فقُتل دريد يومئذ. وخبره يأتي بعد هذا. وكانت له بنت يُقال لها عمرة شاعرة ولها فيه مراثٍ كثيرة. وتُكتب فيه وفي أشعاره وأهله المجلدات.
سادساً: شعراء نجد والحجاز والعراق من بني عَبس بن قيس عيلان بن مُضر:
شعراء نجد والحجاز والعراق (عبس):
1. الربيع بن زِيَاد (590م.) بن عبد الله بن سفيان بن ناشب بن هدم بن عوذ بن غالب بن قطيعة بن عبس بن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس بن عيلان بن مُضر بن نزار. والربيع وعمارة وأنس هم أولاد فاطمة بنت الخُرشُب؛ وهي احدى المُنجبات التي كان يُقال لبنيها الكمَلة. وكانت أمهن تحتار فيتختار من هو الأفضل هل هو الربيع الكامل أم عُمارة الوهاب أم أنس الفوارس. وقالت في ابنها الربيع: لا تعدّمآثره و لا يخشى في الجهل بوادره. وكان بارعاً في رد الهجاء الموجه ضده. وفي حياته وشعره تًكتب العديد من المقالات.
2. عنترة العبسي (615م.) هو عنترة بن شدّاد وقيل ابن عمرو بن شداد وقيل عنترة بن شداد بن عمرو بن معاوية بن قواد (وقيل قراد بالراء) بن مخزوم بن ربيعة. وقيل مخزوم بن عوف بن مالك بن غالب بن قطيعة بن عبس بن بغيض بن الريث بن غطفان بن سعد بن قيس بن عيلان بن مُضر. وله لقب يُقال له عنترة الفلجاء وذلك لتشقق شفتيه. ويُلقب أيضا بأبي المُغلِّس. وأمّهُ أمة حبشية يُقال لها زُبيبة. وكان لها وُلْد عبيد من غير شداد وكانوا اخوته لأمه. وقد كان شداد نفاه مرة ثم اعترف به فاُلحق بنسبه. وكانت العرب تفعل ذلك تستعبد بني الاماء فإن أنجب اعترفت به وإلا بقي عبداً. واعترفوا به في نسبهم لأنه أجاد الكر وأعمال الفروسية البطولية وأنقذ قومه من غارات القبائل الأخرى وانتصر لهم في مواقع أخرى. قال النضر بن عمرو: لقيل لعنترة أنت أشجع العرب وأشدها. قال: لا. قيل: فبماذا شاع لك هذا في الناس. قال: كنت اقدم إذا رأيت الأقدام عزماً وأُحجم إذا رأيت الاحجام حزماً. و لا أدخل موضعاً الاّ أرى لي من مخرجاً. وكنت أعتمد الضعيف الجبان فأضربه الضربة الهائلة يطير لها قلب الشجاع فاثني عليه فأقتله. وكان عنترة لا يكاد يمسك ابلاً يعطيها اخوته ويقسمها. وكانت العرب كثيراً ما تعيره بالسواد لكنه كان يرد بالشعر الرائع باستمرار. وعندما كانت تكثر الأقاويل عليه كان يقول (من الوافر):
لئن أكُ اسوداً فالمسك لوني وما لسـواد جلدي من دواءِ
ولكن تبعد الفـحشاء عني كبُعد الأرض من جوّ السماءِ

وأراد أن يخطب عبلة بنت مالك وقال فيها الشعر؛ وعُرفت واشتهرت قصة حبه لعبلة، وهي معروفة في الأفلام العربية. وكان رائعاً في كافة أنواع الشعر من غزل وهجاء ورثاء وغيرها. وكان له شعراً في كل مناسبة مفرحة أو حزينة؛ حتى في وقت الأسر كان يقول الأشعار. واستعمل كل أنواع الشعر في كل المناسبات في أشعاره وابياته الشعرية المتميزة من الوافر والطويل والكامل والمتقارب والبسيط والرمل ومجزوء الرمل والرجز والخفيف. وكان عنترة بن شداد العبسي لطيف المحاضرة رقيق الشعر لا يأخذ مأخذ الجاهلية في ضخامة الالفاظ وخشونة المعاني. وتُكتب في شخصية وحياة وأشعار ومواقف عنترة البطولية الكثير من الكتب والمراجع.
3. عُروة بن الورد (616م.) بن زيد وقيل بن عمرو بن زيد بن عبد الله بن ناشب بن هَرِم بن لَديم بن عود بن غالب بن قطيعة بن عبس بن بغيض بن الرّيث بن غطفان بن سعد بن قيس بن عيلان بن مُضر بن نزار شاعر من شعراء الجاهلية وفارس من فرسانها وصعلوك من صعاليكها المعدودين المقدمين الأجواد. واشعاره من الطويل والوافر والرمل والكامل. وكان عروة بن الورد اذا أصاب الناس سنة شديدة تركوا في دارهم المريض والكبير والضعيف. وكان عروة بن الورد يجمع أشباه هؤلاء من دون الناس من عشيرته في الشدة ثم يحفر لهم الأسراب ويكنف عليهم الكُنف ويكسيهم. وبع الشفاء يعودون إلي أهلهم مع غنيمة اغتنموها بحسب العادات المتبعة. من أجل ذلك سُمى عروة الصعاليك. ولم تستطع العرب عليه في موقف إلا بأن أسكروه ووصلوا لما يريدون. وتُكتب فيه وفي شخصه وأشعاره الكتب.
4. قيس بن زُهير (632م.) بن جذيمة بن رواحة العبسي صاحب الحروب بين عبس وذبيان بسبب الفرسين داحس والغبراء. كان فارساً شاعراً داهية يُضرب به المثل. فيُقال: أدهى من قيس. وقصص الحروب التي خاضها كثيرة وقال الأشعار من أصناف الوافر والمتقارب والطويل والكامل. وكان يتبادل الشعر مع النابغة الذُبياني. وفي أخر أيامه رحل إلي عمان فأقام بها حتى مات. وتُكتب فيه الكتب.
هل بعد كل تلك الكوكبة من هؤلاء الشعراء المسيحيين العرب يُمكن أن يدّعى أحد أنه لا وجود للمسيحيين بين العرب؟
(يُتبع بعون الله بدراسة عن الشعراء المسيحيين العرب بعد الاسلام).
الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح

الإنتقال السريع

مواضيع مشابهة
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى الردود آخر مشاركة
المسيحيون هم ملوك العرب أيضاً bisho_besh_besh المنتدى العام 6 03-11-2006 02:58 PM
مكافي 7 نسخة كاملة mena_hot منتدى العلوم والتكنولوجيا 4 17-06-2005 01:56 PM
المسيحيون العرب وأزمة الوجود بين الوطن والمهجر Pharo Of Egypt المنتدى العام 0 04-11-2003 11:46 AM


جميع الأوقات بتوقيت امريكا. الساعة الآن » 06:50 PM.


Powered by: vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

تـعـريب » منتدي الاقباط