|
المنتدى العام يهتم هذا القسم بالأخبار العامه |
|
خيارات الموضوع | طريقة العرض |
#1
|
||||
|
||||
مشايخ النصب على الإنترنت
أميرة بن طرف وشيماء أشكناني: مع ظهور شبكة الإنترنت وانتشارها، خصوصا في دول معروفة بالسحر والشعوذة، ظهر ما يمكن تسميته بـ «السحر الإلكتروني»، فما عاد المرء بحاجة لأن يسافر لتلك الدول ليقابل الشيخ الروحاني الفلاني أو الساحرة العلانية.. حيث تكفيه كبسة زر واحدة على لوحة المفاتيح، وبحث بسيط بمحركات البحث حتى تظهر أمامه قائمة طويلة عريضة بأسماء من يصنفون أنفسهم بمشايخ روحانيين يعالجون المسحور ويفكون المسجون ويقربون البعيد ويبعدون القريب! امتلأت الشبكة العنكبوتية بمواقع ومنتديات لهذه الفئة التي تحاول نشر خدماتها السحرية إلكترونيا، بل ان المنافسة بينهم تشتد يوما بعد يوم، فمنهم من يدّعي كشف المستور، ومنهم من يدّعي فك المسحور، إلى آخر القائمة المليئة بالخدمات الروحانية، وكل يطرح تخصصا يحترفه، فالشيخ الذي يفك السحر يختلف عن ذلك الذي يجلب الرزق، كما يختلف هذا الأخير عن الشيخ المختص بالمشاكل الزوجية أو المختص بخواتم المحبة والتوفيق بالدراسة وغيرها من الأمور التي تشغل بال الزبائن عادة. ويبدو للوهلة الأولى عند زيارة أي موقع أو منتدى من هذه المنتديات التي تسمي نفسها روحانية أن أصحابها أو المشايخ الإلكترونيين فيها يملكون مفتاح تحقيق الأمنيات، بل يجزمون بذلك بوعود تحقيق هذه الأماني خلال فترات زمنية قياسية لا تتجاوز اليوم الواحد. واللافت أن كل هذه المنتديات بلا استثناء تأخذ من الدين ستارا لها، وكأنها تشرعن هذه الممارسات عبر إعطائها صبغة دينية، فتمتلئ هذه المنتديات بنصائح دينية وتقدم وصفات قرآنية لـ«قضاء الحوائج»، حيث تنقسم هذه المنتديات إلى عدة أقسام، كل قسم يختص بحاجة من الحوائج الدنيوية، فمثلا عند دخول القسم الخاص بطلب الرزق وازدهار التجارة يجد الزائر مئات المواضيع بعناوين متشابهة تقريبا يمكن تلخيصها بـ «سور قرآنية تزيد الرزق» أو «دعاء لزيادة البركة في التجارة»، وعلى ذات الغرار يمكن التعميم على الأقسام الأخرى الخاصة بالحب والزواج والدراسة والسفر وغيرها، الأمر الذي يبعد أي شبهات بالنصب والاحتيال أو الكذب من أصحاب الموقع، فلا يظن الزائر بالشيخ الروحاني «المتدين»، وفقا لما ينشره بموقعه السوء، لاسيما مع استخدامه طريقة خلط السم بالعسل، أي نشر ما هو متفق عليه في الدين من قراءة الآيات والسور والأدعية، وما يهدف إليه حقيقة في مرحلة لاحقة من «مص» جيوب الزبائن. الحب.. الوتر الحساس ويعرف أصحاب هذه المواقع ومن يديرها ما الأوتار الحساسة، خاصة لدى النساء فيعزفون عليها، وبلا شك فإن معظمها يتعلق بالحب وتأخر الزواج وحل المشاكل الزوجية، فيتنافس هؤلاء المشايخ على إقناع من تبحث عن الحبيب وإرجاعه، فيستخدمون كلهم في الغالب عبارة «جلب الحبيب خلال ساعة»، لبعث الأمل في نفوس الفتيات، فمن ترغب في إرجاع من تحب، ما عليها سوى الاتصال بالرقم المرفق مع هذه العبارة ليعود إليها الحبيب خلال ساعة وفق وعود هذه المواقع. ولا تغيب وصفات تسريع الزواج للفتيات عن هذه المواقع، لكونه يعد الهم الأكبر للفتيات وفق حسابات أصحاب هذه المواقع، فتكون الأقسام التي تتحدث عن تسريع الزواج الأكثر زيارة والأسخن مناقشة وذات الردود الخاصة الأعلى، وفيها يضع كل شيخ وصفة تختلف عن غيره، فمثلا هناك وصفات بقراءة القرآن ووصفات أخرى ببعض الصلوات، ولكن يعود هؤلاء المشايخ ليشيروا ـ وهو الغرض الحقيقي لهم ـ إلى أن الوصفة الأسرع تبقى بيد الشيخ فقط عبر الاتصال بالجان وأهل الأرض القادرين على جلب الحبيب وإخضاعه وجعله يركع أمام أقدام الفتاة التي تقف مبهورة أمام كل هذه الوعود التي تقنعها بالتواصل مع الشيخ او الشيخة لجلب زوج الأحلام في زمن أصبحت العنوسة فيه الخطر الأكبر الذي يهدد آنسات الوطن العربي. ويركز هؤلاء الذين يدّعون أنهم مشايخ روحانيون على دول الخليج، فهم لا يقتصرون على نشر خدماتهم على مواقعهم ومنتدياتهم، بل يعرضون هذه الخدمات أو بمعنى أدق بضاعة السحر التي يبيعونها عبر المنتديات النسائية الخليجية عبر خطاب ديني في غالب الأحيان كي يحظوا بالقبول، وينشروا الرقم الذي يتصورونه البوابة لكل ما تتمنى المرأة الوصول إليه، سواء كان الحب أو الرزق أو أي شيء آخر. سحر فيسبوكي! ويبدو أن شهرة فيسبوك وتويتر وأهميتهما وصلت إلى آذان المشايخ الالكترونيين، فأصبح لهم صفحات على فيسبوك وحسابات على تويتر للتبليغ عن خدماتهم أو لطرح تنبؤاتهم الفلكية لضمان الوصول إلى أكبر عدد من مستخدمي شبكة الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي، فكما أحدثت هذه الشبكات ثورات شعبية أصبحت وسيلة لنشر السحر الالكتروني واستفادة مشايخ الشبكة العنكبوتية منها! ولا تقتصر الخدمات الروحانية التي يحاول البعض إقناع الناس بها إلكترونيا على زيادة الرزق والزواج والحب، بل تمتد إلى أبعد من ذلك، فالرقية الشرعية لعلاج السحر أيضا أصبحت إلكترونية، حيث من خلال زر واحد فقط، بعد تحويل المبلغ اللازم للشيخ، تتم الرقية الشرعية.. بدل أن «يتعنى» المسحور إلى الشيخ وينتظر ساعات ليقرأ عليه آيات الرقية الشرعية.. فبالإنترنت كل شيء ممكن بأزرار «الكيبورد» ومحل صرافة لتحويل الأموال، ومن ثم اتصال بالشيخ الذي استطاع أن يقنع ضحية جديدة بسمو عمله المشبوه! الاستخارة.. عبر الإنترنت ولا تتوقف الخدمات عند هذا الحد فتتعدى ذلك إلى توفير برامج على شبكة الانترنت لعمل الاستخارة بالقرآن بكبسة زر، بالإضافة إلى خدمات أخرى كحساب توافق الزواج بين شخصين عبر إدخال اسميهما أو تاريخي ميلادهما، هذا فضلا عن توفير خواتم وأحجار يدعي بائعوها أنها تجلب الحظ والرزق وتحبب حاملها لدى الناس أجمعين..فيرى زائر الموقع صورة الخاتم ويطلب إلكترونيا ويحول الأموال إلكترونيا وهو لا يعلم أنه لن يتسلم شيئا أصلا! ويوفر أيضا روحانيو الانترنت خدمة تعليم السحر، فمنتدياتهم لا تخلو من قسم لتعليم السحر بأنواعه المتعددة كالسحر الأسود والسحر اليهودي وأنواع أخرى للسحر، ويضعون قوائم بالمواد اللازمة للاستخدام في كل سحر، فهنا بخور «ياوي»، وهناك «ذبيحة» بعين عوراء وذنب مقطوع، وسحر آخر يتطلب بيضة سوداء، فهذه الطلبات التي تتسم بالغرابة والتي من الصعب الحصول عليها المقصود منها غالبا أن يلجأ زائر الموقع الذي يرجوا تحقيق أمنيته السحرية إلى الشيخ أو الشيخة في النهاية ليتولوا تحقيق هذه الأمنية، حيث لا يصعب عليهم توفير هذه الاحتياجات الأساسية! الوقوع في الفخ! وبعد طرح كل هذه الخدمات والمحاولات العديدة لإقناع زوّار هذه المواقع والمنتديات الإلكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي، تقع الضحية التي تبحث عن أي شماعة أمل في الفخ..فتعتقد الضحية أن رقم الهاتف المنشور في الموقع سيوصلها للحديث مع الشيخ الروحاني الذي دائما ما يدعي انه الأشهر والأصدق والأكثر قدرة على تحقيق المطلوب، وغالبا ما يضع شجرة نسبه التي يوصلها بشكل أو بآخر لأحد الأنبياء لزيادة إقناع الضحية التي ستظن أن الشيخ بيده مفاتيح رفع الهم والغم عبر اتصاله بعالم الغيبيات وخدّام الجن! تتصل الضحية بالشيخ، الذي بدوره يقوم بالتأكيد مجددا انه الأصدق بين زملائه الذين ينافسونه المهنة الروحانية، ويرفض أن يقوم بأي خدمة للضحية قبل تحويل الأموال عبر تقنية التحويل السريع لاسم يعطيه الشيخ للضحية التي لا تعلم أنه ما ان تحوّل الأموال من هنا عليها أن تنسى رقم الشيخ، فغايته تحققت من النصب بـ«السحر الإلكتروني». نهاية، يبدو لافتا أن هذه المواقع وعلى مقدار تسليط الضوء الإعلامي على نصب القائمين عليها ووقوع العديد من الضحايا فيها، تجد رواجا بين بعض الناس لاسيما فئة النساء، فهل بلغ الجهل واليأس هذا المدى؟ أم أن لضعف الوازع الديني دور؟ أم أن بعض الناس لا يهمهم أن يخسروا بعض الأموال مقابل تجربة قد تملك ولو نسبة قليلة من فرص النجاح؟ إعداد أحمد الحيدر ahmad.alhaidar@hotmail.com
__________________
لم اكتم عدلك في وسط قلبي تكلمت بامانتك وخلاصك لم اخف رحمتك وحقك عن الجماعة العظيمة اما انت يا رب فلا تمنع رأفتك عني تنصرني رحمتك وحقك دائما
|
عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|
مواضيع مشابهة | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | الردود | آخر مشاركة |
السلفيون يبادرون بتنفيذ خطة طرد الأوقاف من مساجد مصر بعد سيطرتهم على مسجد النور | الحمامة الحسنة | المنتدى العام | 2 | 29-04-2011 09:33 AM |
مستقبل البحث في شبكة الإنترنت | net_man | منتدى العلوم والتكنولوجيا | 0 | 05-02-2011 05:11 PM |
الاعتداء على ثلاثة مساجد سنية في بغداد | copticdome | المنتدى العام | 3 | 23-02-2006 08:28 AM |
إحراق 3 مساجد في السعودية قبيل صلاة الفجر | copticdome | المنتدى العام | 0 | 25-01-2006 01:43 PM |
يمكن لمستخدم الإنترنت أن يحصل بسهولة على حوالي 400 دولارا شهريا | mrblack | المنتدى العام | 6 | 21-01-2005 10:11 AM |