|
المنتدى العام يهتم هذا القسم بالأخبار العامه |
|
خيارات الموضوع | طريقة العرض |
#1
|
||||
|
||||
الحق
نوارة نجم - التحرير باءت كل محاولاتى لنسيان مشاهد الدم وجثامين الشهداء، الذين ارتفعوا فى يوم 9 أكتوبر الدامى، بالفشل. ليست المرة الأولى التى أرى فيها جثامين لشباب مبتسم تشخص أبصارهم فى المدى كأنهم ينظرون إلى شىء مبهج، ولست مدللة تأنف من رائحة الدم، وإن كنت تعودت أن أسير مطرقة إلى الأرض كى لا أخطو فوق الدماء المقدسة. لكن ما يؤلمنى حقا فى هذه المرة هو السباب المستمر للشهداء، والتحريض عليهم وهم مُسَجَّون فى المشرحة، واتهامهم وهم فى قبورهم، والإلقاء بالملام عليهم بدلا من طلب الرحمة لهم .. وما يقضّ مضجعى، الذى لا أخلد إليه كثيرا، هو تآمر جميع الأطراف عليهم، كأن الجميع لم يكتفِ بمطاردة أجسادهم بالمدرعات، فطفقوا يطاردون أرواحهم بالاتهام بعد أن صعدت إلى بارئها. حسبى الله . فى أى شرع وأى دين يخرج الفتى أمام والدته على قدميه ويعود إليها على ظهره لمجرد أنه شارك فى مسيرة سلمية؟ أى عقل وأى منطق يصدق روايات مهترئة عن أناس خرجوا بزوجاتهم وأمهاتهم وأخواتهم وبناتهم بل وجداتهم وهم يبيّتون نية اعتداء ويحملون أسلحة؟ أستحلفكم بالله أن تسمعوا الأصوات الهاتفة فى مسيرة شبرا التى وصلت إلى ماسبيرو، أصوات «مسرسعة» من كثرة وجود النساء والأطفال، فأى عاقل يصدق أن الرجال حملوا السلاح وهم يصطحبون حرماتهم؟! أى دين، وأى شرف عسكرى، وأى ولاء وطنى، بل وأى إنسانية أو ذرة من رحمة فى قلوب الذين يقبلون بسفك دماء بريئة لم تخرج لتطالب ببناء ملهى ليلى، ولا خمارة، ولا مرقص، وإنما خرجت تطلب مكانا للعبادة؟ قال لنا المجلس العسكرى إن القوات المسلحة غير مسلَّحة . نعم … لكن الثابت أن القوات المسلحة لديها مدرعات دهست بها المدنيين العزل، وبدلا من أن يقدم المجلس العسكرى اعتذارا وعزاء للأمة المنكوبة، برر هذه الجريمة بأن المدنيين حين قوبلوا بالرصاص والدهس ردوا على تلك الاعتداءات بالحجارة والقفز على المدرعة التى قتلت ذويهم وأصدقاءهم وصحبتهم. يا سبحان الله، لو أخطأ المدنيون حين جابهوا الدهس بالحجارة فإن أول المخطئين هم الثوار الذين فعلوا ذلك فى يوم 28 يناير. لو أن القوات المسلحة المصرية ترتبك أمام المدنيين لدرجة تجعل سائق المدرعة يدهس الناس، ويطاردهم دهسا حين يلوذون بالأرصفة احتماء، ويصرخ فيهم عساكرها «يلاّ من هنا يا كفرة»، فإن عناصر القوات المسلحة تحتاج إلى مساعدة طبية نفسية عاجلة، ونحن مستعدون للتبرع لعلاج عساكر وضباط الجيش المصرى الذين يعانون من ارتباك عصبى لا يعانى منه سائق الميكروباص ولا حتى التوك توك. لو أن القوات المسلحة غير مسلحة، فقد يكون هذا صحيحا، إلا أن جميعنا يعلم أن قوات الأمن المركزى، التى كانت ترافق قوات الجيش فى قتل المتظاهرين، مسلحة ولها سوابق فى القتل، وإن اكتفت القوات المسلحة بدهس الناس، فلا بأس من أن تكون قوات الأمن قد أطلقت الرصاص. شخصيا لم أميز ملابس الشخص الذى كان يطلق الرصاص والقنابل المسيلة للدموع، كل ما أعلمه أن الرصاص والقنابل أتت من ناحية قوات الجيش والأمن، فإن كان هناك مندسّ فهو بين قوات الجيش والأمن لا بين المتظاهرين. ما زاد القلب هما، هو أن القوات المسلحة المصرية، التى هى ملك لكل مواطن أيا كان دينه، تستغل رجال الدين من المشايخ والقساوسة لترويج روايتها، وللتعمية على الحقيقة، ولاتهام الضحية وإعفاء المعتدى من المسؤولية. فما بين القساوسة الذين حضوا أهالى الشهداء على رفض تشريح جثامين أبنائهم، والمشايخ الذين أهدر جلهم خطبة الجمعة فى التحريض على المقتولين وتبرئة القتلة، أوشك الناس أن يخرجوا من دينهم، ولو كفر أحد بسبب هؤلاء المشايخ والقساوسة لما عاتبته. يا إخوتى فى الثورة، أنتم تعرفون الله، هو الحق، وهو العدل، وهو الرحيم، وهو الرحمن، وهو القوى، وهو المانع، وهو الضار، وهو النافع، وهو المنتقم، وهو المحبة.. إن كان من يتسترون بمسوح الدين يخافون العسكر أكثر مما يخافون الله، فقد حان الآن موعد نقل الثورة إلى المؤسسات الدينية حسب التوقيت المحلِّى لثورة مصر، وإنك إن كنت قلت كلمة الحق فى وجه السلطان الجائر ودفعت ثمن ذلك إن لم يكن بالسجن أو الإصابة فعلى الأقل باستشهاد أخيك، فإن الله سيسألك عن كتمانك الحقّ أمام رجل الدين الضالّ المضلّ، الذى يصل ضرره إلى قطاع أوسع من الناس، وبشكل أعمق، فإن كان الحاكم الظالم يضر الناس فى معاشهم، فليس أضرّ على الإنسان من فساد روحه. انطق بالحقّ أمام شيخ أو قسّ يعظ بالباطل، وارفع صوتك، وأجرك على الله.
__________________
(( افتحي يا كنيسه زراعك لكل متنصر جذبه المسيح اليه .. احتضنيه و اعترفي به فهو ابن لك و انت ام له ))
((فأنت الصدر الحنون له في محيط المخاطر و الكراهيه و الظلم و الارهاب الذي يتربص به )) |
عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|
مواضيع مشابهة | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | الردود | آخر مشاركة |
فى عَين شمس.. يسطع الحق | engmms2011 | المنتدى العام | 0 | 20-05-2011 09:46 PM |