|
المنتدى العام يهتم هذا القسم بالأخبار العامه |
|
خيارات الموضوع | طريقة العرض |
#1
|
||||
|
||||
الإخوان والسلفيون .. كفيف يقوده أعمى
أحمد لاشين - الدستور الشيخ حسني الكفيف يقود الشيخ عبيد الأعمى وصولاً لحافة النيل ليسقطا سويا في الماء، مشهد لا ينسى من فيلم "الكيت كات" لداود عبد السيد، أو في أصوله الروائية للمبدع إبراهيم أصلان وروايته "مالك الحزين"، الفرق الوحيد أن اسم الشيخ الأعمى "جنيد" بكل ما يحمله هذا الاسم من دلالات صوفية .. الشيخ حسني الذي يرى العالم من خلال أوهامه الخاصة جداً.. ويصدرها لمن حوله من العميان بوصفها الحقيقة الوحيدة الباقية. هذا هو حال تحالف الأخوان السلفيين، فالتيار السلفي بكل توجهاته المتعارضة في الداخل والمنقسم بطبيعة الحال إلى جماعات وطوائف، قرر أن يتوحد تحت راية ورؤية جماعة الأخوان المسلمين ذات التاريخ السياسي الطويل، دون مراعاة التغيرات التي طرأت على الجماعة على مر التاريخ، فالجماعة التي بدأت دعوية إصلاحية، ما لبثت أن تغيرت إلى ساحة من الصفقات والتنظيمات السرية المسلحة، وبغريزة حب البقاء قررت أن تصدر العنف خارجها على شكل جماعات منبثقة أوخارجة عنها، وتفرغت هي للعمل السياسي المعتمد على الصفقات التحتية والفوقية مع كل الأنظمة الفاسدة التي مرت على مصر.. كل ذلك أفقد جماعة الأخوان أسسها الإصلاحية وجعلها محملة برغبة أصيلة في السلطة ، دون النظر إلى طبيعية المجتمع الذي يتسلطون عليه، فقد كف بصرهم وغابت بصيرتهم منذ توحدت مطامعهم مع مبادئهم. بتلك الرؤية القاصرة المقتصرة على مصالح الجماعة دون مصلحة الوطن، يقود الأخوان المسيرة السياسية للتيار الديني المصري، بداية بالجماعة الإسلامية التي مارست حقها في العنف ضد المجتمع مراراً وتكراراً، وصولاً للسلفيين الذين قرروا معاداة الحضارة بكل أشكالها القديمة والحديثة، فتتحول مصر الفرعونية فجر الضمير الإنساني، إلى العدو الأول للتيار السلفي، والأقباط إلى آخر لابد من التخلص منه أومحوه من ساحة المجتمع. كل هذا التعنت الأعمى، سوف يقود مصر إلى التهلكة حيث تنقسم البلاد بين أطماع الأخوان، وصلف السلفيين، متناسين تماماً أن كليهما كان ضحية نظام قسمهما إلى طائفتين، أحدهما في المعتقلات وغياهب السجون، والآخر على شاشات الفضائيات وأدراج أمن الدولة، وبدلاً من التوحد مع أحلام المجتمع ومطالبه، بعد ثورة يناير، ساهم كلاهما في تقسيم وتجزئة مصر إلى طوائف. المجتمع الذي يمارس التدين بالفطرة، ولا يفرق في أصوله الشعبية بين إشعال الشموع على ضريح الحسين أو كنيسة العذراء،والذي شيد مساجده القديمة منذ أكثر من ألف عام على أعمدة فرعونية بتيجان زهرة اللوتس، والباحث في حفريات هذا الوطن، سيجد الجامع يعلو كنيسة وكلاهما مبني على معبد مصري قديم. مجتمع أسس للتوحيد واحترم التعددية، التي هي حكمة الله في خلقه، منحى صوفي أصيل يشبه الشيخ جنيد في رواية أصلان، قبل أن يسلم نفسه لأوهام الشيخ حسني . فالدين ليس جديداً على مصر كما يحاول السلفيون إيهامنا، فمساجد الله عامرة قبل أن يوجدوا على سطح هذا الوطن، وقبل أن ينساقوا كعميان خلف مشروع سياسي أثبت فلسه على مدار التاريخ . فمشروع الخلافة الإسلامية هو الوحيد الذي يقدمه التيار الديني ، مدغدغين به أحلام البسطاء، كما أعلنوا على منابرهم ، بداية من مسجد العزيز بالله والنور والسلام في القاهرة وصولاً للقائد إبراهيم والفتح وعباد الرحمن بالاسكندرية، دون توضيح ضرورة مشروع كهذا من عدمه في مصر، فتاريخ الخلافة الإسلامية احتوى داخله العديد من المآسي السياسية منذ مقتل الخيلفة العادل عمر بن الخطاب، وصولاً للسلاطين العثمانيين الذين كان يقتل الحاكم منهم أخوته خشية الوصول للحكم، وبالمناسبة لم يستخدم العثمانيون لقب الخلافة إلا في عهد آخر سلاطينهم عبد الحميد الثاني، غير ذلك كانت مجرد سلطنة إمبراطورية ديكتاتورية.!!.. فالأخوة السلفيين ومن معهم يروجون لمشروع سياسي ديني بهدف اكتساب مزيداً من التعاطف الشعبي، بالإضافة لممارسة إبتزاز نفسي للطبقات البسيطة، يبدأ باللحوم في الأعياد وشنط رمضان، ولا ينتهي باعتبار التصويت للتيار الديني في الانتخابات القادمة واجب شرعي ، يأثم من يعاديه . فصدمة التيار السلفي وأحزابه المختلفة في العمل السياسي، جعلهم يتناسون تماماً عمق الخلاف الفكري بينهم وبين جماعة الأخوان، ويتخذون منهم دليلاً، فتخلوا عن ساحة العمل الدعوي لصالح التواجد السياسي الذين كانوا يعتبرونه شر أصيل، فسقطوا في تناقضات كثيرة ليس أهمها ترشيح المرأة أو معاداة الحضارة أو ترهيب المجتمع ، وإنما فصام أصيل في الخطاب الديني، تستغله جماعة الأخوان وجناحها السياسي لتدعيم نجاح مرشحيهم ونفوذهم على الشارع . يا سادة لا يغرنكم تهافت شعب يعاني الأمرين، ولا نجاح من يماثلكم في تونس أو ليبيا، ولا غياب الرؤية لدى أحزاب وقوى سياسية ما زالت تحت الإنشاء، ولا تستعرضوا قوتكم العددية في ميادين المحروسة، فكل تلك المزايدات ستصب في النهاية لصالح ، السلطة التي أيدتموها في جمعتكم الشهيرة ، ثم انقلبتم عليها في أول منعطف لم يأتى على هوى مطامعكم .
__________________
(( افتحي يا كنيسه زراعك لكل متنصر جذبه المسيح اليه .. احتضنيه و اعترفي به فهو ابن لك و انت ام له ))
((فأنت الصدر الحنون له في محيط المخاطر و الكراهيه و الظلم و الارهاب الذي يتربص به )) |
عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|
مواضيع مشابهة | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | الردود | آخر مشاركة |
مصير الأقباط لو وصل الأخوان للحكم !!!......(مدموج) | Ibrahim Al Copti | المنتدى العام | 356 | 07-04-2013 07:31 AM |
مقارنة مذهلة بين الوطنى والأخوان | engmms2011 | المنتدى العام | 0 | 12-11-2011 11:55 PM |
الشعب يُريد تحجيم الإخوان ! | engmms2011 | المنتدى العام | 0 | 24-10-2011 08:52 AM |
روزاليوسف" تكشف بالوثائق الإتصالات السرية بين الإخوان المسلمين وإسرائيل وأمريكا!! | engmms2011 | المنتدى العام | 0 | 21-05-2011 10:16 PM |
سر طلب الإخوان الحوار مع الأقباط | makakola | المنتدى العام | 0 | 02-04-2011 02:09 AM |