|
المنتدى العام يهتم هذا القسم بالأخبار العامه |
|
خيارات الموضوع | طريقة العرض |
#1
|
||||
|
||||
مصر تنعى البابا شنودة
بقلم د. أيمن الجندى - المصرى اليوم مات البابا شنودة. لا أريد أن أرثيه وأعدد مناقبه، لعلمى أن الجميع سيتطرقون إلى هذه الزاوية، وإنما أريد أن أستنبط العبر! أحاول التعرف إلى الموازين الخفية الدقيقة التى يسير عليها هذا العالم، أتأمل حتى أصل إلى الحكمة، أصغى إلى الأسرار العميقة التى يبوح بها الكون، أحاول أن أفهم أسراره وأقرأ رسائله! مات البابا شنودة. فما هى الظروف التى أتاحت ظهور شخصيته التاريخية؟ وهل يمكن أن تجود الأيام بمثله؟ هل يمكن أن يكون فى هذا الجيل الصاعد شاب يسلك طريقه، يتلمس دربه نحو الحكمة! يستدفئ بالبرد! يستأنس بالوحدة! ويراكم خبرات أدبية وروحية على غرار ما فعل البابا شنودة فى مسيرة حياته؟. هل يمكن أن تجود الأيام بشاعر، أديب، بليغ، دارس للتاريخ، ضابط بالجيش المصرى، راهب متوحد، ثم زعيم سياسى يصنع التاريخ ولا ينتظر التاريخ كى يصنعه؟! حقاً: هل يمكن أن تجود الأيام بمثله؟ ثم أعود وأقول لنفسى إن مصر لن تعقم، والعالم لن يتوقف، والحياة تدهشنا بالعجيب. لا شك أنه فى هذه اللحظة يولد أطفال كثيرون. يدرجون فى منازل الطفولة، يستجيبون لدوافع مجهولة، يسيرون على الدرب نفسه. تلك دهشة الإنسان ومعجزة الإنسانية. مات البابا شنودة. لا شك أننا فقدنا الرجل فى ظروف عصيبة، تحتاج فيها مصر إلى سياسة وحكمة، ولا شك أيضا أننا سنظل نشعر بفراغ بعد أن افتقدنا رجلا تعودنا على وجوده. لاحظ أنه صار رأس الكنيسة وعمره خمسون عاما، وظل يعتلى الكرسى البابوى لمدة أربعين عاما كاملة، لم نعرف غيره. ثم يأتى الموت ليغير عاداتنا. يأتى الموت حين يأتى، فينزع عنا كل الأردية! يضع كل الأغطية! يغسل بالماء والصابون أقنعتنا الملونة! يجعلنا وجها لوجه مع الحقيقة العارية. أننا سنفارق متاع الدنيا: المال والبنون، والقوة والمنعة، والسلطة والزينة، وتشابك المصالح ومناطق النفوذ! كلها أوهام فى رؤوسنا. يجعلنا الموت ندرك أن الناس غير موجودين. ليس ثمة فى الحقيقة إلا أنت والله تعالى. مخلوق وخالقه. عبد وسيده. كان البابا شنودة صماما للأمن يسمح بتسرب البخار المكتوم فى الوقت المناسب، بما يمنع تفجير الإناء فى وجوهنا. مات ويظل أعظم تكريم له، بل التكريم الوحيد، أن نناقش المشاكل بين مسلمى ومسيحيى مصر على أساس العدالة والمواطنة. تأخرنا كثيراً فى حسم ملفات معلقة. أشياء لابد أن تحسمها الدولة فوراً بالحوار مع الأزهر والكنيسة: ضوابط إنشاء وترميم دور العبادة المسيحية، غير معقول أن تنفجر فتنة طائفية كل عدة أيام بسبب شائعات بناء كنيسة. أيضا ماذا نفعل مع المتحولين من المسيحية للإسلام وبالعكس؟ بعبارة أخرى، ودون عبارات منمقة: حرية الاعتقاد مكفولة أم غير مكفولة؟ ولا نملك سوى الدعاء، أن يلطف الله بمصر، ويأتى على رأس الكنيسة رجل حكيم، واعٍ بالمكائد التى تُدبر لمصر، يعالج فوران الشباب، وشعوراً بالمظلومية لا شك عندى فى وجاهته، لكن مصر التى حافظ أجدادنا على حدودها منذ عهد الفراعنة وحتى اليوم، تستحق منا أن نحافظ عليها حتى نسلمها لأحفادنا كما ورثناها. مصر كلها تنعى البابا شنودة. aymanguindy@yahoo.com
__________________
(( افتحي يا كنيسه زراعك لكل متنصر جذبه المسيح اليه .. احتضنيه و اعترفي به فهو ابن لك و انت ام له ))
((فأنت الصدر الحنون له في محيط المخاطر و الكراهيه و الظلم و الارهاب الذي يتربص به )) |
عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|
مواضيع مشابهة | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | الردود | آخر مشاركة |
روزاليوسف من جديد تهاجم البابا شنودة و القمص مرقص عزيز | abomeret | المنتدى العام | 0 | 03-07-2011 02:27 PM |
الكنيسة تنفي اتصال البابا شنودة بمبارك | abomeret | المنتدى العام | 0 | 02-07-2011 03:58 PM |
البابا شنودة يجرى فحوصاً طبية بالمستشفى الوطنى | TERMINATOR | المنتدى العام | 0 | 15-05-2011 05:52 PM |
البابا مع الثورة ولا ضدها ..؟؟ | princepino | المنتدى العام | 0 | 22-02-2011 04:46 AM |
عندما يتحدث البابا شنودة كلنا ننفذ يا قبط...ادخل ضرورى | just_jo | المنتدى العام | 15 | 08-02-2011 06:57 AM |