البابا شنودة الثالث الأنشط إعلامياً وروحياً

[Dr Philip Hardo]

البابا شنودة الثالث الأنشط إعلامياً وروحياً .. بقلم وإعداد : د.فيليب حردو ]
مقالات وآراء


ربما يعتبر البابا شنودة الثالث أنشط رجل دين مسيحي معاصر إعلامياً وكهنوتيا وكنسيا ليس في الشرق فقط بل ربما في العالم. من هو البابا شنودة؟
هو قداسة البابا شنودة الثالث بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية في مصر وسائر بلاد المهجر. اسمه الأصلي نظير جيد روفائيل ومواليد 1923 في قرية سلام بمحافظة أسيوط. رسم راهباً باسم (انطونيوس السرياني) في عام 1954، وعمل سكرتيراً خاصاً لقداسة البابا كيرلس السادس في عام 1959. وعندما تنيَّح قداسة البابا كيرلس في 1971 انتخب البابا (شنودة) للجلوس على كرسي البابوية وبذلك أصبح البابا رقم 117 في تاريخ البطاركة الأقباط.

نشاطات البابا شنودة:
نشاطات البابا شنودة كثيرة جدا ومستمرة بالرغم من تقدمه في السن. ففي عهده زادت الأبرشيات والكنائس سواء داخل او خارج مصر وتم أعاد تعمير وترميم عدد كبير من الأديرة والكنائس التي اندثرت. وفي عهد قداسته تمت سيامة أكثر من 100 أسقف وأسقف عام؛ بما في ذلك أول أسقف للشباب وأيضا في عهده تم سيامة المئات من الرهبان والراهبات..

أما إعلاميا فأقول عنه -البابا المتنقل- فهو كثير السفر واللقاءات سواء كانت محلية أو عالمية وأيضا له لقاءات إذاعية وتلفزيونية كثيرة ومستمرة. والتقى بأكثر من 50 شخصية عالمية متميزة وحصل على شهادات دكتوراه فخرية وعلى ميداليات تذكارية وشهادات شرفية وتقديرية وجوائز عالمية للحوار والتسامح الديني وحقوق الإنسان ومفاتيح المدن وكثير غيرها من بلاد العالم الواسع.

وربما أكثر لقاءاته شعبية لدى الأقباط هو" اللقاء الأسبوعي مع معلم الأجيال " الذي يذاع على الهواء مباشرة يوم الأربعاء من كل أسبوع حيث تنقل المحاضرة الأسبوعية لمعلم الأجيال قداسة البابا شنوده الثالث بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، و يوم الأحد نصف شهريًا من الكاتدرائية المرقسية بالإسكندرية. وهو برنامج غني بالوعظات ويجيب فيه قداسته على بعض أسئلة الحضور. وقداسته يكتب الشعر ومعروف بحس النكته والفكاهة ويأخذ الأقباط كثيرا من فكاهات و نوادر البابا شنوده و يرددونها في مجالسهم. ويقول عن نفسه: " الناس إفتكروا إنى لما هابقى بطريرك هابطل ضحك.. ماقدرتش ".

ومن الملفت للاهتمام وجود موقع انترنت خاص لقداسة البابا شنودة الثالث بإمكانك أن ترسل رسالة شخصية لقداسته وهذا شيء رائع حقاً. كما أن قداسته نشيط سياسياً ولا يتأخر في المشاركة عندما تقتضي الحاجة. فبالرغم من كل مسؤولياته الكثيرة والمتنوعة إلا انه يحاول دائما قضاء ثلاثة أيام أسبوعيا في الدير.

بابا العرب:
ونظرا لحب قداسته لكنيسته وشعبه وبلده وحكمته الروحية والاجتماعية والسياسة وبعد نظره وبحكم ذكائه وقوة شخصيته جعلته يستحق لقب بابا العرب لا بل بابا مسيحيي الشرق لغيرته الشاملة. وفي موقع البابا مثلا بإمكانك قراءة بيان من قداسة البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية بخصوص احداث غزة.

وهنا أتساءل أحياناً في هذا المجال: لماذا لا يحاول بطاركة الشرق كلهم السير بخطى قداسة البابا شنودة الثالث من الناحية الرعوية والإعلامية ؟ اعتقد أن الإعلام المعاصر بكل أطيافه أصبح بحق خير وسيلة للوصل الى عقول الناس وقلوبها وقد تمرس بذلك قداسة البابا شنوده الثالث ويجب أن نتعلم منه جميعا.

أدعو لقداسته بالعمر الطويل لخدمة المسيح ونشر السلام في العالم.

قلم وإعداد : د. فيليب حردو- لندن