|
المنتدى العام يهتم هذا القسم بالأخبار العامه |
|
خيارات الموضوع | طريقة العرض |
#1
|
||||
|
||||
مجدي خليل يكتب : هل تغير فعلا الإعلام المصرى؟
مجدي خليل التغيير الحقيقى يحدث عندما تتغير منظومة الأفكار وطريقة بناء وإدارة المؤسسات وفلسفة الحكم ومنظومة العمل وقيم الأفراد، ولا يوجد تقدم حقيقى فى بلد بدون تغيير فى منظومة الإعلام، خاصة وأن النظم الشمولية والمستبدة والعسكرية والدينية تعتبر الإعلام أحد المصادر الرئيسية لقوتها ووسيلة هامة لإحكام سيطرتها على عقول رعاياها حيث أن هذه الدول لا تعرف المواطنة بل الراعايا والتوابع والعبيد. فهل تغير فعلا الإعلام المصرى بعد الثورة؟. للأسف الاجابة لا.. نعم زادت حدة الثرثرة الإعلامية المصاحبة لحالة الصخب السياسى الحالى. نعم تحول الكثيرون إلى ابطال وثوار وكتاب ومحللين. نعم زادت المطبوعات والفضائيات.نعم زادت بشدة الاستثمارات السعودية والقطرية عبر الوكلاء المحليين فى منظومة الإعلام المصرى. نعم تخندق بعض رجال الاعمال حول ما يملكون من وسائل إعلام لحماية أنفسهم من المساءلة.. ولكن كل هذا لا يعنى أبدا أن هناك تحولا إيجابيا حقيقيا فى منظومة الإعلام المصرى.. وتظل الاسئلة الحقيقية المطروحة حول الحريات الإعلامية بلا إجابة أو أن اجاباتها المعروفة لا تدعو للتفاؤل. لماذا لم يلغى المجلس الاعلى للصحافة ويكون اصدار الصحف والمطبوعات وكذا وسائل الإعلام المسموعة والمرئية بمجرد الاخطار لمصلحة الشركات كما هو فى حالة تأسيس الشركات؟. لماذا تقيد الصحف بحد أدنى من رأس المال المكبل والمعوق للنشر؟. ماذا يعنى وجود وزارة للإعلام يختاروا لها بعناية رجال المؤسسة الأمنية، ووجود ظابط جيش على رأس جهاز الاذاعة والتليفزيون؟. ماذا يعنى ملكية الدولة لهذا العدد الكبير من المؤسسات الإعلامية؟. هل هناك شفافية وسهولة فى الحصول على المعلومات؟، هل يعرف أحد ميزانية الجيش أو رئاسة الجمهورية أو جهاز المخابرات العامة؟،هل يعلم أحد مجرد المشروعات التى يمتلكها الجيش؟ أو المشروعات التى يملكها أو يديرها جهاز المخابرات العامة بما فى ذلك صحف ومواقع الكترونية شهيرة، وسلاسل مطاعم ، وشركات سياحة وخلافه؟.. لماذا تقدم الدولة إعانة شهرية لأعضاء نقابة الصحفيين؟ وتحت أى مسمى يمكن أن تسمى هذه الإعانة بخلاف مسمى الرشوة؟، وهل الشخص ينضم لنقابة ليدفع لها عضوية أم ليحصل منها على إعانة شهرية؟، وهل الصحفيون يقومون بخدمة المجتمع أفضل مثلا من الاطباء ليحصلوا على إعانة خاصة من نقابتهم رغم أن رواتب الاطباء اقل من رواتب الصحفيين ومع هذا يدفعون عضوية لنقابتهم؟، وما معنى عضوية النقابة مقصورة على الصحف دون الصحفيين؟، وهل هى نقابة صحف أم نقابة صحفيين؟، وما معنى أن من يرأس تحرير صحيفة يجب أن يكون عضوا فى نقابة الصحفيين أى نقابة الصحف ومعظمها حكومية؟، ما هى العلاقة بين المهنية والإبداع وعضوية نقابة الصحفيين؟، وفى أى دولة متقدمة فى العالم يحدث مثل هذا الكلام العجيب؟. وهل هناك معايير واضحة تحكم التزامات الصحفى تجاه القارئ؟،وهل تم أفساح المجال لشباب الصحفيين والموهبين لتبوء مكانتهم أم أن النظام القديم فى الوساطة والمحسوبية والتربيطات والتوصيات الأمنية مازال قائما؟، وماذا يعنى أن الوجوه التى كانت تكيل المديح الذى يصل إلى حد التقديس لأركان النظام السابق هى هى التى تسيطر على معظم المادة الإعلامية وتكيل المديح ذاته للقوى العسكرية الحاكمة الجديدة؟. وهل انتهت علاقة الصحفيين بالمؤسسات الأمنية؟،وهل ما زالت هناك تعليمات لمعظم وسائل الإعلام بتلميع هذا أو ذاك ومحاصرة هذا أو ذاك؟. وأين ما تسمى بمواثيق الشرف الصحفى؟ هل تغير شئ بعد الثورة وزاد شرف الصحفيين واحترامهم لاصول المهنة ؟ وماذا عن فساد الكثير من الصحفيين وابتزازهم لرجال الأعمال أو تلميعهم لآخرين من الحرمية بما يعنى المشاركة فى ارتكاب جرائم مالية ضد القارئ الذى يتلقى معلوماته من هذه الوسائل الإعلامية؟، وأين العقوبات التى تقع على الصحفى_بخلاف الحبس طبعا فانا ضد الحبس-إذا أساء استخدام حرية الكلمة؟، وهل الصحفى على رأسه ريشة حتى يرتكب الكبائر فى حق الناس بدون عقاب؟، وما معنى محاولة الضغط على المستثمرين فى وسائل الإعلام لمنع فصل الصحفيين؟ ، وكيف يستقيم هذا مع حق الملكية الخاصة والإدارة الحديثة للأعمال؟، وإذا كانت وسائل الإعلام مشاريع تجارية تخسر وتكسب وتفلس وتخرج من السوق كما يحدث فى اعرق الصحف فى الخارج، فلماذا تخسر وسائل الإعلام العربية ولا تخرج من السوق؟، ومن الذى يدفع هذه الخسائر السنوية بمليارات الدولارات؟، وما الهدف من دفع هذه الخسائر؟، ولماذا تختلط الإدارة بالملكية فى وسائل الإعلام المصرية وكذا التحرير بالإعلانات؟، وهل سمعتم عن رئيس تحرير فى العالم فى الدول المتقدمة يرفع سماعة التليفون ويحصل على إعلان لجريدته، وطبعا فى معظم الوقت بالإبتزاز؟، وهل سمعتم عن رئيس تحرير فى صحيفة محترمة يحصل على نسبة معتبرة من دخل الإعلانات؟، وهل سمعتم فى دولة محترمة عن صحيفة لا يعرف أحد ملاكها؟. وإذا كانت الرقابة الأمنية الحقيقية فى مصر لم تتغير إلا يسيرا فهل تغيرت الرقابة الذاتية على القلم والتى اعتادها الصحفيون والإعلاميون حتى صارت قيدا عقليا على التقدم والإبداع والنهضة؟. وهل حدث تطور حقيقى فى المهنية والاحتراف الصحفى والإعلامى بعد الثورة؟،وهل البقاء للأفضل والأكفأ فى سوق الإعلام المصرى أم لماذا؟، وهل تغيرت عقليات الصحفيين وافكارهم بما يناسب فترة انطلاق جديدة لبناء الوطن؟. عشرات الأسئلة الحقيقة واجاباتها للأسف توضح بجلاء بأنه لا شئ تغير فى مصر حتى كتابة هذه السطور على الأقل، كل شئ فى مكانه تماما والتغيير أصغر بكثير من أن نسميه ثورة أو أنطلاق . الامن والمخابرات والقضاء والإعلام والخارجية كلها تدار بنفس القواعد التى رسخها نظام يوليو العسكرى وتوحشت فى عهد نظام مبارك الفاسد، ولن تتغير مصر إلا إذا تغيرت هذه المؤسسات بشكل جذرى عبر تفكيكها تماما وإعادة بنائها من جديد .
__________________
(( افتحي يا كنيسه زراعك لكل متنصر جذبه المسيح اليه .. احتضنيه و اعترفي به فهو ابن لك و انت ام له ))
((فأنت الصدر الحنون له في محيط المخاطر و الكراهيه و الظلم و الارهاب الذي يتربص به )) |
عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|
مواضيع مشابهة | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | الردود | آخر مشاركة |
محنة المسيحيين العرب والأقباط - بقلم الأستاذ مجدى خليل | 2ana 7or | المنتدى العام | 6 | 16-01-2007 04:48 PM |