|
المنتدى العام يهتم هذا القسم بالأخبار العامه |
|
خيارات الموضوع | طريقة العرض |
#1
|
||||
|
||||
اخرجوا من السياسة!
بقلم سليمان جودة ٣١/٧/٢٠٠٨ «طفل قوي.. أسرة قوية.. مجتمع قوي».. هذا هو شعار جماعة اسمها «جماعة الشباب المسيحية» في الولايات المتحدة الأمريكية، وهي منتشرة علي امتداد الولايات الخمسين، ولها ١٦٦٣ فرعاً، وتخدم ٢٠ مليوناً من الأمريكان، وتقدم خدماتها الاجتماعية، والرياضية، والاقتصادية، لكل مواطن أمريكي، بصرف النظر عن لونه، أو دينه، أو ملته، أو.. أو.. فالمقياس الوحيد للمستفيد من خدماتها، هو أن يكون مواطناً أمريكياً، لا أكثر من ذلك ولا أقل!. تستقبل فروعها كل الراغبين في العون، وتذهب هي بالمساعدة إلي بعض المواطنين في أماكنهم، وتشترط في كل فرع جديد تنشئه، ألا يبعد عن أقرب تجمع سكني، أكثر من ثلاثة أميال، أي ٤.٥ كيلو متر، وقد نشأت الجماعة في الأصل، نقلاً عن تجربة مشابهة في إنجلترا كانت قد قامت عام ١٨٤٤، لتحسين الظروف الصحية الناجمة عن الثورة الصناعية، خصوصاً بالنسبة للعمال. ولاتزال فروع الجماعة المسيحية تستقبل عدداً من المعاقين في كل ولاية، وتسعي إلي تدريبهم، وإعادة تأهيلهم، بدنياً، وذهنياً، وإسناد أعمال مناسبة إليهم، وتحويلهم من وضع، قد يكونون فيه عبئاً، إلي وضع آخر يصبحون فيه عوناً لأنفسهم، وللبلد!. وما يميز هذه الجماعة، بجميع فروعها، أنها لا تخوض في السياسة، ولا تتكلم فيها، ولا تسعي إلي الحكم، ولا تنازع السلطة الحاكمة في شيء، ولكنها تريد أن تحقق شعارها، وأن تحوله إلي واقع يراه الناس علي الأرض. وقد كانت في مصر جماعات مشابهة، قبل الثورة، ثم تآكلت وانقرضت، ولم يبق غير جماعة الإخوان، التي نشأت عام ١٩٢٨، لغرض مشابه لما قامت من أجله تلك الجماعة في واشنطن، ثم انحرفت «الإخوان» عن الغرض الأصلي، وانغمست في السياسة وخلطتها بالدين، فلم تحقق شيئاً، لا هنا، ولا هناك!. لماذا لا تفكر جماعة الإخوان، بهذه الطريقة التي تعمل بها الجماعة المماثلة في أمريكا، ولماذا لا يكون هذا هو شعارها، وهذا هو أسلوب عملها، ولماذا لا تجعل نشاطها مقصوراً علي الانتشار في أنحاء الدولة، وتقديم ما تقدمه الجماعة الأخري علي شاطئ الأطلنطي، من خدمات، ومساعدات للناس، فينشأ لدينا طفل قوي، ثم أسرة قوية بالتالي، ويقوم علي الاثنين، مع مرور الوقت، مجتمع قوي، بدلاً من هذا المجتمع المتهالك، بتأثير من التربص المستمر بين الدولة، والإخوان؟! وليس خافياً علي أحد، أن الإخوان يفعلون شيئاً من هذا النشاط، في الوقت الحالي، ولكن المشكلة أنهم يفعلونه من أجل القفز إلي الكرسي، سواء كان في مجلس الشعب أو في المحليات، أو في أي موقع آخر، بما يؤدي، في النهاية، إلي تفريغ أي خدمة، من مضمونها الحقيقي، ومن هدفها المجرد، وتحويلها إلي مجرد خطوة، لها ما بعدها، وليست لوجه الله، ولا لوجه المجتمع، ولا لوجه البلد!. وربما لهذا السبب، لا يستقر في أذهان الناس، عن الإخوان، حالياً، ولا يتبقي إلا الخناقات في البرلمان، والمطاردات من البوليس، والمظاهرات في الشوارع، والاعتصامات في مواقع متعددة، والإضرابات علي النواصي.. ثم لا شيء!. وما هو أخطر من ذلك، أن الدولة، باسم الإخوان، تضرب أي تطور ديمقراطي، في أي اتجاه، فتعدل الدستور حتي لا يشرف القضاء علي الانتخابات، وتعطل الأداء في أكثر من نقابة، حتي لا يقفز إليها الإخوان، وتشدد القبضة علي الاتحادات والمحليات حتي لا يصل إليها الإخوان، وتصادر الأغلبية في البرلمان، لصالح الحزب الحاكم، حتي لا يكون للإخوان هناك وجود مؤثر، وفاعل، في الرقابة والتشريع.. و.. و.. وكلما تكلم أحد في الغرب، عن ضرورة الإصلاح في البلد، قالت الحكومة إن الإصلاح الذي تريدونه، سوف ينتهي إلي الإخوان، فيسكت الغرب ونخسر نحن كبلد في كل الحالات خسارة فادحة!. لا مانع طبعاً، من أن ينخرط أي إخواني، في أي حزب قائم، ويمارس جميع حقوقه السياسية.. ولكن الجماعة، كجماعة، يجب أن تظل في موقع تعمل من خلاله علي تبييض وجه هذا الدين.. موقع تجسد فيه مقاصد الدين السامية، بين الناس، وموقع تحقق من خلاله قيم هذا الدين العليا.. موقع لا يغيب فيه ذلك الشعار عن عينيها، إن أفضل وأعظم خدمة تقدمها الجماعة للبلد هي أن تخرج من السياسة، فدخول الجماعة إليها، أخرنا، ويؤخرنا كل يوم، ولا يضيف إلي الدين، ثم يضربنا في مقتل علي المستويين! http://www.almasry-alyoum.com/articl...ticleID=115411 |
عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|
مواضيع مشابهة | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | الردود | آخر مشاركة |
مرة اخري حماقة السياسة الامريكية | garang | المنتدى العام | 2 | 13-01-2007 12:45 AM |
جدل بين الإخوان والأوقاف حول السياسة في المساجد | boulos | المنتدى العام | 3 | 23-10-2006 09:32 AM |