تم صيانة المنتدي*** لا تغير فى سياسه من سياسات المنتدى اكتب ما تريد لان هذا حقك فى الكتابه عبر عن نفسك هذه ارائك الشخصيه ونحن هنا لاظهارها
جارى تحميل صندوق البحث لمنتدى الاقباط

العودة   منتدي منظمة أقباط الولايات المتحدة > المنتدى العربى > المنتدى العام
التّسجيل الأسئلة الشائعة التقويم

المنتدى العام يهتم هذا القسم بالأخبار العامه

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 21-03-2012
الصورة الرمزية لـ abomeret
abomeret abomeret غير متصل
Moderator
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2004
المشاركات: 2,345
abomeret is on a distinguished road
مصر بين السماحة والتعصب

مصر بين السماحة والتعصب

بقلم د.حسن نافعة - المصرى اليوم

ما إن أعلن يوم السبت الماضى عن وفاة البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية، بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية، حتى بدأت التفاعلات التى فجرها النبأ الحزين ترسم مشاهد لصور متعددة الألوان والظلال، راحت معالمها تتبلور تدريجيا إلى أن اكتملت خطوطها، لتسفر فى النهاية عن مشهدين متناقضين تماما، الأول: عكس وجها مشرقا تجلت من خلاله صورة مصر كما نتمناها، أو كما ينبغى أن تكون، وهى مصر الحضارة والتسامح والوحدة الوطنية التى ترسخت على مدى آلاف السنين، والثانی: عكس وجها قبيحا تجلت من خلاله صورة مصر الملطخة برواسب عصور الاستبداد والفساد والمشبعة بروح التعصب والتخلف الثقافى والانحطاط الأخلاقى.

كان المشهد الأول، لحسن الحظ، هو الأكثر تعبيرا عن مصر العميقة والحقيقية. فقد راحت الأغلبية الساحقة من المصريين، وبتلقائية تامة، تعبر بكل الوسائل عن حزنها لوفاة رمز مصرى دينى وسياسى كبير، ولمشاطرة إخوانهم الأقباط مصابهم الأليم، وتسابق كثيرون للتذكير وللإشادة بمحاسن الفقيد الكبير، وهى كثيرة. أما المشهد الثانى فلم يعبر سوى عن أقلية بدت لى مصابة بعقد نفسية واجتماعية عديدة لأنها راحت، وللأسف الشديد، تنتهك حرمة الفقيد، وتنعته بأوصاف لا تسىء فقط إلى شخصه، وإنما تنطوى على ازدراء واضح لدينه وملته وللطائفة التى ينتمى إليها.

وتلك تصرفات لا تتسق مع أخلاق المصريين، ولا مع تقاليدهم الاجتماعية، ولا مع دينهم السمح العظيم، ولا تنم فقط عن قلة ذوق، وإنما تشكل جريمة ينبغى أن يعاقب عليها القانون. وإن لم يكن هناك تشريع قوى وفعال يجيز تقديم هؤلاء وأمثالهم للمحاكمة وإنزال العقاب الذى يستحقونه بهم، فعلينا أن نسعى إلى سنه فورا. فقد هالنى أن أستمع إلى شريط بصوت شخص يوصف عادة، أو يصف هو نفسه، بأنه «داعية إسلامى»( وجدى غنيم )، يقول فيه: «بالأمس هلك رأس الكفر والشرك، هذا المسمى شنودة، اللى اسمه نظير جيد، الله ينتقم منه.. هلك واستراح منه الناس والعباد والشجر والدواب واستراحت منه مصر..إلخ»، كما هالنى أن أرى أعضاء فى مجلس الشعب يرفضون الوقوف دقيقة حدادا على روح الفقيد الكبير، وساءنى كثيرا أن أرى البعض ينشط، عبر مواقع التواصل الاجتماعى على الشبكة المعلوماتية، لبث شرائط مصورة أو مقالات رأى تستهدف تشويه صورة الفقيد والإساءة إليه وتحرم التعزية فيه.

لست فى وضع يؤهلنى لتقييم سلوك هذه القلة من وجهة النظر الدينية، فهناك من هم أفضل وأكثر علما منى للتصدى لهذا الجانب، لكنى على ثقة تامة من أنه سلوك ينم عن فهم خاطئ تماما للدين الإسلامى، وبالتالى فإن أى محاولة لتعميمه، باعتباره السلوك الواجب الاتباع إسلاميا، تنطوى على خطر سياسى واجتماعى بالغ ينبغى التنبه إليه والتصدى له بكل ما نملك من وسائل.

أدرك أن هناك على الجانب الآخر متطرفين أيضا، يكن بعضهم كراهية عميقة لكل ما هو إسلامى، ويرى فى المسلمين المصريين «عربا غزاة ومستعمرين يتعين طردهم حتى ولو تطلب الأمر الاستعانة بإسرائيل»، مثلما تقول بيانات الجمعية القبطية التى تتخذ من الولايات المتحدة مقرا لها. غير أنه يبدو واضحا تماما أن هؤلاء لا يشكلون إلا قلة محدودة جدا من «أقباط المهجر» لا تتمتع بتأييد أو دعم محلى يذكر، وأغلب الظن أنها قلة ممولة من إسرائيل وبعض المنظمات الأصولية الأمريكية المتطرفة. ومع ذلك فإن مقاومة التعصب الدينى ووأد الفتن الطائفية فى مهدها يستوجبان العمل بكل همة لمكافحة التطرف، أيا كان مصدره، وتجريمه قانونا، لأنه يشكل خطرا حقيقيا على الوحدة الوطنية وعلى طموح شعب مصر فى بناء دولة حديثة تأخذ بأسباب الرقى والتقدم.

أتمنى أن يكون المشهد الذى عبرت عنه الأغلبية فى مصر عقب رحيل البابا شنودة، وهو مشهد يعكس حالة حب وتسامح وإيمان عميق بالأخوة القائمة على حقوق المواطنة، وليس المشهد الذى عبرت عنه أقلية مريضة هنا أو هناك، هو المشهد الذى سيبقى فى ذاكرة أقباط مصر فى هذه اللحظة الحزينة، وأن يشكل بداية لحوار مجتمعى عميق حول كيفية تضافر جهود كل المخلصين للوطن، من أجل العمل على صياغة دستور يؤسس لنظام ديمقراطى جديد يقوم على المواطنة ويبنى دولة مؤسسات يسودها حكم القانون.
__________________
(( افتحي يا كنيسه زراعك لكل متنصر جذبه المسيح اليه .. احتضنيه و اعترفي به فهو ابن لك و انت ام له ))

((فأنت الصدر الحنون له في محيط المخاطر و الكراهيه و الظلم و الارهاب الذي يتربص به ))
الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح

الإنتقال السريع

مواضيع مشابهة
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى الردود آخر مشاركة
اجتــــــــماع بـين زعمـاء مصــر الثلاثـة sobhy fouad المنتدى العام 72 16-12-2006 02:39 AM
كيف يعامل المسلمين الغير مسلمين ؟ ... حقا دين السماحة Gregory المنتدى العام 10 23-01-2006 12:38 PM
حيرة الاعلام المصرى بين النفاق والتطرف sobhy fouad المنتدى العام 45 18-02-2005 01:39 AM


جميع الأوقات بتوقيت امريكا. الساعة الآن » 09:55 AM.


Powered by: vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

تـعـريب » منتدي الاقباط