|
المنتدى العام يهتم هذا القسم بالأخبار العامه |
|
خيارات الموضوع | طريقة العرض |
#1
|
||||
|
||||
الانتصار الحقيقى
بقلم لميس الحديدى - المصرى اليوم سقط الشهداء على الحدود، استدعينا السفير الإسرائيلى ووبّخناه، قامت المظاهرات عند السفارة، أنزلنا العلم الإسرائيلى من أعلى قمة المبنى واحتفلنا بإحراق العلم واستبداله بالعلم المصرى!! وماذا بعد؟! صرخ الصارخون، وطالبوا هنا وهناك بقطع العلاقات وسحب السفير و«خيبر خيبر يا يهود.. جيش محمد سوف يعود».. وماذا بعد؟! أظن أننا أدمنّا الصوت العالى، الشكوى، الصراخ ونسينا كيف نفكر بشكل يحقق مصالحنا لا على المدى القصير ولا على المدى البعيد. والهدف هنا هو سيناء.. وسيناء ببساطة تضيع من أيدينا، شبراً شبراً، ويوماً بعد يوم منذ استعدناها فى السادس من أكتوبر عام ٧٣ ومنذ وقعنا معاهدة السلام فى عام ٧٩. ماذا فعلنا بها؟! لا شىء.. تركناها خاوية على عروشها.. صحراؤها الشاسعة المتخمة بالكنوز جرداء، لا يطؤها إنسان.. لا تنمية، لا مدارس لا مستشفيات، لا بنية أساسية.. لا شىء ولأكثر من ثلاثين عاماً. مشروع تلو الآخر لتنمية سيناء، والحلم كان نقل الملايين ليملأوها عماراً وتعميراً، حائط بشرى حقيقى يقف أمام أى أطماع وأضغاث أحلام من العدو الإسرائيلى ولا من الصديق الفلسطينى فى غزة. كان ذلك هو الهدف.. فماذا فعلنا؟! لا شىء.. نركز الاهتمام فقط على الشواطئ والسواحل والسياحة وكان مجدياً.. لكن المشكلة كانت فى الوسط، فى القلب، هناك تركزت تجارة المخدرات، وتكدس السلاح وظهرت الجماعات الجهادية وازدادت قوة.. وذاك ما نعانى منه الآن. ولأن الأمن والتنمية جناحان لا ينفصلان.. فلا يمكن تحقيق واحد دون الآخر.. فإن تعديل اتفاقية كامب ديفيد والتواجد العسكرى والشرطى الأقوى فى سيناء لم يعد خياراً نعيد التفكير فيه.. فنحن الآن وبصراحة قد نفقد سيناء التى روينا رمالها بدمائنا، أما الجماعات فلا نعرفها، والعدو نعرفه يتربص بنا ويريد الخلاص من مشكلاته فى غزة على حساب الأرض. أما التنمية فيجب أن تبدأ من الدولة.. ولا تنتظر القطاع الخاص.. فمشروعات التنمية الكبرى تقودها الحكومات وتشغل عن طريقها آلاف العاطلين وتنعش الاقتصاد.. تلك المشروعات التى يمكن أن تمول من مؤسسات دولية دون مشكلة إضافية على الحكومة.. إشراك القطاع الخاص هنا يكون فى مرحلة لاحقة، ولا يكون كما حدث من قبل فى حصر المشروعات فى عدد محدود من القطاع الخاص.. الانتصار ليس بحرق العلم.. ولكن بتحرك سياسى دبلوماسى قوى ومدروس.. ورؤية واضحة للمستقبل تضم سيناء إلى قلب مصر ولا تفصلها.. تعيد العلاقة مع بدوها لأنهم جزء من أمن مصر الشرقى دون تعال أو تخوين.. يمكن أن نسعد لساعات بحرق العلم.. لكن الأهم الآن هو مستقبل سيناء الآمن والتنمية.
__________________
(( افتحي يا كنيسه زراعك لكل متنصر جذبه المسيح اليه .. احتضنيه و اعترفي به فهو ابن لك و انت ام له ))
((فأنت الصدر الحنون له في محيط المخاطر و الكراهيه و الظلم و الارهاب الذي يتربص به )) |
عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|