لماذا يدفع الاقباط الثمن؟!!
شهد الشهر الماضى اكبر حلقة عنف ضد الاقباط فى مصر و كان للصعيد نصيب الاسد فى صراعات الاقباط ضد خفافيش الظلام و دعاة الرجعيه من الاسلاميين المتشددين. و لم يبقى للمنافقين من مدعى الوطنيه و الخوف على مصلحة البلد أى سبيل لإنكار حقيقة الصراع بين الاقباط و المسلمين المتشددين. فبماذا سيصف هؤلاء قيام مجموعات من الشباب من قرى مختلفه بالهجوم على قرية منقطين فى توقيت واحد (بعد صلاة العشاء) لتخريب و تدمير ممتلكات المسيحين بما فيها الجمعيه الخيريه المشهره من الشئون الاجتماعيه؟ هل سيبرورن ذلك بانها حالات فرديه كما كانوا يصرحون من قبل عند حدوث اى تصادم بين الاقباط و المسلمين؟ لا أعتقد ذلك، لأن من يدرس الامور بموضوعيه سيكتشف ان هناك تنظيمات تستهدف الاقباط و تخطط لتدمير ممتلكاتهم و تخريبهم. و لكن من وراء كل هذا و من المستفيد؟ و للاجابه على هذا السؤال سنعود بالتاريخ إلى الوراء سنوات قليله عندما بدأت خلايا الاسلاميين المتشددين فى تنظيم عمليات سطو و تخريب ضد الاقباط. لقد بدأ نشاط هذه الخلايا و التنظيمات فى الصعيد و بالتحديد فى أسيوط و كانت تستهدف نهب محلات الصاغه الاقباط ثم انتقل الامر إلى باقى المحافظات و تطور إلى تنظيم كبير و قوى يناطح الحكومه و أجهزة الامن. و نحن نعلم كم كابدت الدوله للقضاء على هذه الانظمه (طبعا بعدما تركت الاقباط و تحولت للحكومه، حتى انهم خططوا لقتل الرئيس مبارك فى أديس أبابا). و ها هى القصه تعيد نفسها مع أختلاف بعض الظروف. و الشئ المجير هو صمت الحكومه، فهل لم تعى الدرس؟!!
ماذا تنتظر الاداره المصريه حيال ما يجرى من خطف البنات و النساء و سلب و نهب و قتل الاقباط؟! و لماذا تصر القيادات على ان هذه الصراعات هى حالات فرديه؟! و متى يدرك الوطنيون المزيفون من الكتاب و الصحفيين الكبار أننا نحتاج لأكثر من الشعارات؟! و ما الفائده من رفع شعارات جوفاء مثل "النسيج الواحد" و "دفتى الوطن"؟ كيف ننادى بهذه الشعارات و جزء من هذا الوطن لاينعم بالامن و السلام؟ ان الوطن فى اسمى معانيه هو الامن و عندما نفقد الامن يتحول الوطن إلى غربه و تكون هذه الغربه قاسيه اذ ما هدد أمننا جزء من النسيج، مواطن مثلى مثله، صديق أو جار لم يرى منى سوى الود و الاحترام. ما الشر الذى أرتكبه الصيدلى/د. أسامه غالى أو الصيدلى/د. رضا مرجان فى شعب قرية منقطين؟ و ما الشر الذى ارتكبه غيرهم من أقباط القريه منن ٌنهبت و أحٌرقت محلاتهم أو بيوتهم؟
أرى ان ما يحدث حاليا هو مسئولية الجميع و للأعلام المصرى نصيب كبير قى هذه المسئوليه، لأنه يتعامل مع هذه القضيه بسطحيه و بشكل غير موضوعى. و ان تعرض لها لا يكون الهدف هو المناقشه الموضوعيه اكثر مما يكون مطارده للنيل من المطالبى بحقوق الاقباط فى مصر (و بصفه خاصه أقباط المهجر). ان تركيز التلفزيون (كواحد من اكبر اجهزة الاعلام المملوكه للدوله) على القضايا العربيه بشكل مبالغ فيه يخلق أرضيه خصبه للمتشددين و المتعصبين و مما يزيد الامر سوءا و تعقيدا هو ان جزءا من جيل السنوات الماضيه ممن تشبعوا بالفكر المتشدد نجحوا فى الوصول لمناصب قياديه مما يسهل عليهم نشر افكارهم و الوصول لاهدافهم بشكل سريع. فمن العيب ان يبرر اى أعلامى ذو ضمير حى ما يحدث ضد الاقباط على انه نتاج طبيعى للاحداث العالميه.
و لا ارى ابدا انه من العدل ان يحاسب أمثال هؤلاء الاقباط على ما يحدث فى العراق و فلسطين. و لماذا يدفع اقباط ثمن هذا؟
آخر تعديل بواسطة admin1 ، 11-12-2004 الساعة 09:43 PM
|