|
المنتدى العام يهتم هذا القسم بالأخبار العامه |
|
خيارات الموضوع | طريقة العرض |
#1
|
|||
|
|||
اهداء إلى سماسرة الفتنة
محمود سلطان : بتاريخ 23 - 4 - 2006 وصلني عدد من الرسائل الغاضبة والحزينة من أهالي وشباب "الزاوية الحمراء" ، كلها تدين وتندد بـ"المسرحية الأمنية" التي كتبها وأخرجها النظام ، بهدف التمديد لقانون الطوارئ ، خدمةً لعيون من "عليه العين" في تولي مقعد الرئاسة بعد الرئيس مبارك ، حتى لو قدم عشرات الشباب المصري الطيب والبريء قربانا علي عتبات هذا السيناريو الاحتيالي الذي بات قاب قوسين أو آدني من التحول من خلف الأبواب المغلقة، لتنقله كاميرات التليفزيون بالصوت والصورة على الهواء مباشرة . ليس مهما التنكيل بـ 20 أسرة من فقراء المصريين ، واختطاف أبنائهم من بين أحضانهم ليلا .. وليس مهما أن يفقد الناس ثقتهم في الدولة وأجهزتها ، ليس مهما أن يشعر الناس أن النظام يعاملهم معاملة "البعير" ، يختار منهم من يشاء وكيف يشاء ووقت يشاء ، لـ"ذبحه" حال كان "الذبح" مخرجا لمأزق نظام الشلل والعائلات والباشاوات . ورغم أن الرسائل كانت مثيرة للحزن والغضب والاستياء وهي تروي حكاية كل "ضحية" في الزاوية الحمراء ، ويصفونهم بـ"الملائكة" لما قدموه من خدمات اجتماعية وخيرية جليلة لأبناء الزاوية .. رغم أنها روايات مترعة بالدموع والحزن ، إلا أن ما اثلج صدري .. ولعله يثلج صدر المصريين جميعا .. هو أن بعض هذه الرسائل كانت من مواطنين أقباط يسكنون الزاوية الحمراء ويعرفون الضحايا عن قرب ، وهم تقريبا الذين وصفوا لي في رسائلهم هؤلاء الشباب بـ"الملائكة" غير مصدقين ما ادعته الأجهزة الأمنية بشأنهم . ولقد أحجمت عن نشرها في "المصريون" لعنفها الشديد من جهة .. أو لتوصية من اصحابها بعدم نشرها من جهة اخرى .. المهم أن الرسائل جاءتني في الوقت الذي نظّم فيه أهالي الزاوية الحمراء من مسلمين وأقباط مسيرات غاضبة ومنددة بهذا الاستخفاف والاستعلاء الرسمي الذي يتعامل بجبروت وتكبر وتجبر مع فقراء المصريين واستخدامهم "كبش فداء" لأوامر وأحلام وطموحات ساكني قصور الرئاسة . لقد ردد المسلم والمسيحي في صوت واحد هتافا واحدا هز القلوب والمشاعر والضمائر ، ولانت له القلوب والعيون القاسية في الشوارع التي طافوا خلالها وهم يرددون جميعا :"حسبنا الله ونعم الوكيل ، مسيحيين ومسلمين ، شباب الزاوية مظلومين" كان درساً في الوطنية جاء في الوقت المناسب ، ولقد اختصر كل المقالات التي كان يمكن أن تكتب بشأن حقيقة ما يسمى بالاضطهاد الطائفي في مصر . المشهد في الزاوية الحمراء ، كان رسالة إلى الجميع ، ومثالا يناشد ويحث المصريين على أن يحتذوا حذوه .. وعكس وعيا وطنيا عفويا بحقيقة ما يسمى بالظلم والتميز الطائفي .. فالنظام يظلم الجميع المسلمين والمسيحيين ، لا ينحاز إلاّ إلى مصالحه التي اختزلت وتضاءلت لتكون محصورة في هموم عائلية ضيقة . وإذا كان ثمة "تمييز" ، فهو تمييز بين شعب مسحوق منهوب ومغلوب على آمره ، وبين نظام أعاد البلد إلى عصور التقسيم الطبقي .. إلى سادة وعبيد .. وهو تقريبا ما فهمه أهالي الزاوية الحمراء .. وهذا هو الدرس الحقيقي الذي نهديه إلى سماسرة "الفتنة" الذين يقتاتون منها ويملئون بنارها البطون . sultan@almesryoon.com |
عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|