|
المنتدى العام يهتم هذا القسم بالأخبار العامه |
|
خيارات الموضوع | طريقة العرض |
#1
|
||||
|
||||
التيارات الاسلامية هل تجهض ثورات الشعوب العربية
التيارات الاسلامية هل تجهض ثورات الشعوب العربية بقلم: حسين القطبي - (صوت العراق) - 28-03-2011 الثورات العربية التي كان لابد من حدوثها في خمسينيات وستينيات القرن الماضي تأجلت اكثر من نصف قرن، الى مطلع العشرية الثانية من هذا القرن، وهذا التأجيل يعني بالضرورة تأخير نمو المجتمعات العربية لاكثر من خمسة او ستة عقود مقارنة بنضيراتها في اوربا وامريكا اللاتينية وشرق اسيا. وقد لعبت الديكتاتوريات الحاكمة انذاك، والانقلابات العسكرية التي سرقت الثورة بشعاراتها الاشتراكية الزائفه تارة، والقومية تارة اخرى (باسم القضية الفلسطينية) دورا رئيسيا في هذا التراجع التاريخي، هذا فضلا عن تدني المستوى التعليمي وتعطيل الحراك الاقتصادي اللازم. واليوم تجابه ثورات الشعوب العربية عقبة جديدة على طريق انجاز مهامها التاريخية وبناء المجتمعات الحديثة، وهي الصراعات الطائفية التي تقودها تيارات دينية بعضها سلفية متزمتة، وبعضها تعلن الاعتدال النسبي، فتتحول التحركات الجماهيرية من خلالها الى مجرد نزاعات فكرية عقائدية، وصراعات لا تمس جوهر الثورة، ولا تتبنى برنامجا واضحا لتغيير بنية هذه المجتمعات، ولا وضع اساس لتطوير الحياة المدنية اسوة بما يحدث في بلدان الشمال المجاورة. والتيارات الدينية هذه لا تمتلك بعد نظر كاف، ولا تدرك اهمية التغيرات التاريخية في مسيرة الشعوب، بل تعتبر نفسها القوة المحافظة الموكله اليها مهمة الحفاظ على ارث الماضي المقدس، وشعاراتها هي صيانة المنظومة الاخلاقية للمجتمعات الاسلامية، وان التغيير الذي يطال البنى الاقتصادية قد يلحقة تبعات ثقافية دخيلة واخلاقية غير منضبطة تخل بسلطة الارث المقدس، وهي تحاول حمايته. هذا بالنسبة للجناح المتشدد الاصولي. اما القوى الدينية المعتدلة، التي استطاعت ان تكيف مناهجها مع ضوابط الديمقراطية، فهي الاخرى لا تعي ضرورة التغيير، وهي تفرط اليوم بثورات الشعوب بعد جرها الى نزاعات طائفية كما يحدث في البحرين. فهذا الاستقطاب الشيعي – السني يساهم في حرف اهداف الثورة البحرينية ويحيلها الى نزاع طائفي بحت، بدلا من استغلال هذا الحراك الجماهيري لبناء مجتمع موحد خال من التمييز العقائدي. وقد وصل الامر ببعض هذه التيارات حد تاييد الثورة في بلد، والتشجيع على قمعها في بلد اخر، وذلك على خلفية الاغلبية الطائفية وليس على اساس نضج هذه المجتمعات وتهيؤها لدخول مرحلة تطورية جديدة. وهنا اما ان تفلح التيارات الدينية باجهاض الثورة في البلدان العربية (او معظمها على اقل تقدير)، عن طريق حرف مساراتها، والعودة بالشعوب الى مرحلة مشابهة لاواسط القرن الماضي تحل فيها الشعارات الدينية محل الشعارات القومية، وتؤجل نهضة الشعوب لنصف قرن اخر، واما ان تنتصر الارادة الحقيقية والحاجة التاريخية للتغيير وتنزوي فيها التيارات الدينية كما حدث في اوربا سابقا. والرأي المحايد يرى الصراع الدائر هذا بين سطوة التيارات الدينية من جهة، وحاجة الطبقات الاجتماعية المهمشة للتغيير، من جهة اخرى، اشبه بحرب ضروس، فلكل معسكر منهما ما يكفي من ذخيرة وعتاد، والنتيجة لن تكون محسومة سلفا كما قد يتبادر الى الذهن. التيارات الدينية قوية بواسطة الصاق صورة الدين، والمقدس الذي لا يمس بها، وبسبب تفشي الامية الذي يجعل من رجل الدين هو المفكر بالنيابة عن الجماهير، ورجل الدين هو للعامة من الناس كل من يضع عمامة على راسه بغض النظر عن حقيقة توجهاته واصطفافاته الطبقية. على الجانب الاخر، فان الحاجة المادية للمواطن، للحياة بشكل اكثر رفاهية، كما هو متوفر في اغلب المجتمعات المجاورة، هي الاخرى من القوة ما يمكنها من اكتساح هذه النظم الهشة، متسلحة بالتطور التقني والمعلوماتي الحديث، الذي يسلط الضوء على هذه الفوارق الانسانية بين مجتمعات الشمال المرفهة، والمجتمعات العربية التي تعيش نسبة كبيرة منها تحت خط الفقر. فهل تفلح الثورات في مسيراتها، وتترجم الضغط الذي يمارس على الطبقات المسحوقة على شكل انفجار تاريخي ينتقل بها الى مرحلة اكثر تطورا، ام تنجح التيارات الدينية في اجهاض هذه الثورات وحرف مسارها لتكون مجرد نزاعات طائفية تعود بالمنطقة نصف قرن اخر للوراء؟ حسين القطبي
__________________
لم اكتم عدلك في وسط قلبي تكلمت بامانتك وخلاصك لم اخف رحمتك وحقك عن الجماعة العظيمة اما انت يا رب فلا تمنع رأفتك عني تنصرني رحمتك وحقك دائما
|
عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|
مواضيع مشابهة | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | الردود | آخر مشاركة |
لتنظيمات العربية الاسلامية تشن عملية إبادة عرقي | just_jo | المنتدى العام | 0 | 04-02-2011 11:31 PM |
لماذا تهتم أمريكا باللغة العربية؟؟..!! | عبدالمسيح أبونقطة | المنتدى العام | 7 | 07-03-2007 03:32 AM |
ثورة الشعوب العربية : لتغيير فلسفة الأنظمة المعوقه لتنمية الأنسان العربى | الأصلاح | المنتدى العام | 0 | 27-12-2005 11:40 PM |