|
المنتدى العام يهتم هذا القسم بالأخبار العامه |
|
خيارات الموضوع | طريقة العرض |
#1
|
||||
|
||||
بين الضمير... والكنيسة
. أرنست أرجانوس جبران --------------------------------------------------------- "أطلبوا الحق أنصفوا المظلوم. أقضوا لليتيم. حاموا عن الأرملة. هلم نتحاجج يقول الرب". أشعياء 1 أصعب شيىء فى الوجود.. أن يحتار المرء بين ضميره.. ضميره الذى يحركه نحو الله.. ضميره الذى يحب من خلاله الله والذى يحسسه بوجوده دوما وأبدا فى حياته.. يد الله التى تعمل معه تعرفه وتدربه على كيفية التعامل معه ومع أسراره الخفية.. الله القريب.. الله البسيط .. الله الذى يحب الصدق والأمانة والشجاعة والمجاهرة.. الله بذاته الذى مع بنى البشر.. ولكنه.. فى نفس الوقت هو الله نفسه البعيد كل البعد عن التعقيدات البشرية التى تفرق وتشتت ولا تجمع.. الله الرب.. نور العالم..النور، الذى يبدد الظلمة.. وأخيرا.. الله.. هو نفسه، الله الذى لا يحب الانسان " المائع " الفاتر.. وهكذا تتضارب البساطة مع التعقيدات.. يحدث التشوش والتشكك.. قوانين كنسية تحرم قسا لأنه تحدث وكتب صدقا.. لأنه جاهر بالحقيقة.. لأنه هاجم جهة حكومية قائلا لها هذا خطأ.. لا أدرى ماذا أقول وكيف أعبر.. أخاف أن أشت.. أخاف أن يشككنى أحد فى ايمانى.. أخاف أن يتهموننى بالكبرياء.. ثم يقولون..انها ضربة شيطانية لأننى تجرأت وكتبت.. لا أدرى فان الله الذى علمنى الحب فى انجيله.. علمنى أيضا ان هذا الحب يطرح الخوف خارجا.. وعلم كل انسان مسيحى حقيقى.. علمه التمييز بين..قراءة الكتاب المقدس وبين تنفيذ ماجاء به..علمنى الفرق بين اتباع المسيح وبين حمل الصليب.. علمنى أن هناك فرقا كبيرا بين قول الصدق والتصدى للخطأ.. علمنى أن هناك فرقا بين الخضوع والخنوع للظلم وبين المطالبة بحقوق المظلومين.. علمنى الفرق بين الحقيقة وبين خلق بدائل مجحفة فى حق الحقيقة نفسها.. حيث تصبح الحقيقة عرفا خاضعا للاجتهاد الشخصى.. وهنا تأخذ الحقيقة اتجاها آخرا يخالف منحاها المستقيم.. اننى أكتب هذه الكلمات وقلبى يعتصر ألما... لأننى أشعر بشعور المرغم على كتابة موضوعا لا أود الخوض فيه.. ولكن مسألة أبينا فلوباتير وايقافه عن الخدمة، جعلتنى أخرج عن طوعى وأدخل فى المحظور.. ولكن الله وحده هو القادر ألا يساء فهمى.. ولكن الكلمة الأولى والأخيرة هى لله.. لأنه فاحص القلوب والكلى.. بالأمس القريب.. كنت أتابع كتابات وأخبار أبينا " فلوباتيرجميل " كاهن كنيسة السيدة العذراء ومارمرقس بالطوابق – فهو مثال للكاهن الشجاع الذى يرأس تحرير صحيفة " الكتيبة الطيبية ".. الصحيفة المسيحية الأولى من نوعها بمصر.. الأولى فى جرأتها فى قول الحق والشهادة لكنيستنا القبطية القديمة.. " الكتيبة الطيبية " التى يحررها ويكتب فيها مجموعة فذة من الآباء الكهنة والعلمانين من داخل مصر.. على رأسهم قداسة البابا والذى يشرفها بمقال فى كل عدد.. ثم الأب القمص متياس نصر منقريوس، المشرف العام للجريدة وكاهن كنيسة العذراء والبابا كيرلس – عزبة النخل.. والقمص مرقس عزيز خليل، كاهن الكنيسة المعلقة بمصر القديمة.. ومن العلمانين المستشار الدكتور نجيب جبرائيل رئيس منظمة الاتحاد المصرى لحقوق الانسان.. وخلافهم.. وخلافهم.. كلهم بأسمائهم الحقيقية وبمواقعهم الكنسية.. وليس تحت أسماء مستعارة أو خلافه.. وكنت سعيدا جدا بهذه النخبة الجريئة والتى ستنشىء جيلا يحمل لواء الكتيبة الطيبية القديمة والتى سبق وأن حمل لواءها القديس موريس من مصر الى روما حيث استشهد 6600 قبطيا لعدم انصياعهم للامبراطور الرومانى دقلديانوس ورفضهم التبخير للأوثان.. وفى عصرنا هذا ظهرت مجموعة " الكتيبة الطيبية " الحديثة وكتابها البواسل والتى ستقلب موازين التقوقع والخنوع للواقع الأليم.. هذه النخبة ستخلق جيلا قويا لا يهاب المطالبة بالحقوق المهضومة للأقباط والتصدى للجهات المعنية.. وفرحت فرحا لا يقارن بوجود أمثال هؤلاء الشجعان.. و هاهم موجودون داخل حظيرة مليئة بالأسود.. وكل من يكتب يكون رأسه بين فكى أسد من الأسود الجائعة.. ولكن الرب قادر على تكميم الأفواه الجائعة الجائرة.. وحدثت أحداث الاسكندرية – وتفاعلت مقومات الغيرة المسيحية على الكنيسة وشعبها.. وغلى دم الشهداء الحر فى عروق سلالتهم الأوفياء ليخرج مقالا ساخنا بقلم أبينا فلوباتير جميل نشر فى جريدة الغد.. وليت المساحة كانت تفى قدره لنشر ما كتبه هذا الأب الهمام.. ولكننى لا أرى مهربا سوى اقتناص سطورا من واقعة تصور أحداث معركة ذات قرقعات كلمات حادة وقاطعة ثم باترة.. لأنها تصف واقع الأقباط المؤلم من حكومة مجحفة وشعب متأسلم لا يرحم.. يقول أبونا فلوباتير فى مقاله : " لا يمكن أن ينسى التاريخ أن السادات – والذى كان الرئيس الحالى نائبه – هو من أعطى الشرعية للاخوان للعمل، بل اننى لا أبالغ ان ذكرت انه هو شخصيا كان أحد قادتها. وهو الذى أفسد المزاج الدينى فى مصر بطائفيته التى كللها بقراراته المجحفة الظالمة فى أيلول (سبتمبر) 1981 والتى أعقبها على الفور اغتياله بنفس الأيدى التى فك هو بنفسه أغلالها.." ثم استطرد الكاتب لاعتقاد البعض بأن الحال الآن أحسن كثيرا، مقارنة بالنظام السابق ليقولوا " احنا كنا فين وبقينا فين "؟ يقول :" فمهلا عزيزى القارىء لنفتح معك ملف أحداث يظن كثيرون أنها أصبحت بالنسبة لنا ذكريات ولكن نحن لن ننس أبدا.. نعم قد نسامح وننفذ وصية المسيح، ولكن يجب ألا يفرض علينا النسيان لتضيع الحقوق ولتهدر الدماء القبطية دون رادع، فمن متابعة الاعتداءآت على كنائس ومقدسات الأقباط فى ظل هذا النظام نرصد عددا من الملاحظات الجديرة بالتأمل. " وهنا يضيف الكاتب بعض القرارات الجمهورية والتى لم تنفذ وتراخيص ادارية وأحكام قضائية فى صالح الأقباط الا أن الأجهزة المعنية تعوق كل شيىء. ثم يختتم أبونا فولوباتير مقاله فى سطرين قائلا " فأنا أتعجب: ماهو الفرق بين الاخوان المسلمين والنظام الحالى : أنا أرى أنه لا فرق كبير بين الاثنين – لهذا لابد أن يكون للأقباط دور واضح فى عملية الاصلاح فى مصر ولا يجب أن ننخدع بكل هذه الأساليب الخادعة " انتهى الاقتباس.. فياله من مقال يا أبانا فلوباتير.. ولكن للأسف قد أطاحوا بقلمك بعيدا.. بل حطموه.. وبكل قسوة كانت عقوبتكم : 1- حرمانكم لمدة سنتين من ممارسة أى عمل كهنوتى. 2- حرمانكم من التناول من الأسرار المقدسة طيلة هذه المدة. 3- منعكم من الادلاء بأى معلومات أو التعامل مع صحافة أو وسائل اعلام. أما أنا فأقول وأتساءل.. علام كل هذا..؟؟ لأنه تطاول على الفئة الحاكمة ؟ ألم تكن تلك هى الحقيقة ؟ اننى أكاد لا أصدق صدور مثل هذه الأحكام الجائرة تتخذ من قبل هيئآتنا الكنسية.. وهنا وجب على أن أذكر نقطة هامة ذكرت فى نفس جريدة الكتيبة الطيبية بتاريخ أغسطس 2005 تحت عنوان " عفوا الأب فينحاس " والتى جعلتنى أربطها بالمقال : ذكر كاتب مقال " عفوا الآب فينحاس " آيتين من الانجيل ووضح الفرق بين معنى الآيتين : الآية الأولى : " اكرموا الجميع. أحبوا الاخوة. خافوا الله. اكرموا الملك " 1 بط 2 :13-17. والآية الثانية : " ينبغى أن يطاع الله أكثر من الناس " أع5 :29 – يقول الكاتب " غير ان الكنيسة اذا تأكدت من أن الحاكم يستخدم سلطانه - يأمرنا بما يخالف أوامر الله ووصاياه المعطاه لنا فى الكتاب المقدس – فانها تأمر على الفور بالحل من هذا السلطان، بل وتعارضه ولا تخضع له فى هذا الشأن بحسب أمر الكتاب نفسه ". انتهى.. ويجيء دورى للتعليق.. ولكن من أنا.. أنا.. من أنا.. وما هى كينونتى ؟ من أنا حتى أجرؤ وأتجرأ بالكتابة فى هذا الموضوع الحساس.. ولكن كما قلت مسبقا.. حاشا لى أن أرفع صوتى أو قلمى على أية رتبة كهنوتية.. ولكن فى بعض الأحايين يرسل الله حشرات تطن فى آذان المسئولين لتقلق سباتهم العظيم ولتوقظهم لأمورقد تكون خافية منسية.. وقد يتناسونها عمدا.. وكل هذا ليس من عندياتى أنا الطفيلى المتطفل.. وانما من عنديات كتابنا المقدس.. وما أكثرها.. فكم من أقوال ذكرها القديس بولس الرسول فى موضوع المجاهرة وعدم الخوف.. الا أن هناك آية استوقفتنى طويلا.. ذكرها أشعياء النبى يقول فيها : " اطلبوا الحق انصفوا المظلوم.. ثم يقول هلم نتحاجج يقول الرب.." من أشعياء الأصحاح الأول * |
#2
|
||||
|
||||
ما أجملها من كلمات.. ان سمح الرب بجلاله.. وهو خالق الانسان أن يتحاجج.. ومع من ؟.. مع الانسان الذى جبله وخلقه.. ألا نسمح نحن بنو البشر أن نتحاجج مع بعضنا البعض.. فليتنا نتحاجج.. نتحاجج بصدر رحب.. بمحبة كاملة متكاملة من أجل أن نعلم بعضنا بعضا.. بعيدا عن المهاترات والكراهية.. بعيدا عن الأحكام التى تثبط الهمم التى تدافع عن الحق.. وانما بكل حب صادق نقول أيضا مع أشعياء النبى :
" شددوا الأيادى المسترخية، والركب المرتعشة ثبتوها. قولوا لخائفى القلوب : " تشددوا لا تخافوا. هوذا الهكم. الانتقام يأتى. جزاء الله هو يأتى ويخلصكم". أشعياء 35 والمجد لله دائما.. ومن هذا المنطلق.. أرجوكم يامن اتخذتم هذا القرار..ان كنتم فى المجلس الملى.. لا أدرى.. أم..؟؟..أخاف أن يكونوا هم من أملوا عليكم قراراتهم وأوامرهم.. ولكننى أناشدك ياقداسة البابا.. النظر فى هذا القرار.. اننى أعلم علم اليقين.. انكم تحاولون تهدئة الأوضاع.. وقد تكون تلك الجهات هى نفسها التى ضغطت على الكنيسة لاتخاذ هذه القرارات المجحفة فى حق كاهن جسور.. ولكننى أقول بكل انسحاق.. ليس هذا هو الحل.. أقولها.. وبكل مرارة.. لهذا السبب لم أستطع الذهاب الى الكنيسة اليوم الأحد الموافق 25 ديسمبر 2005 لأننى فقدت الثقة.. فقدتها حتى فى نفسى.. ولا أدرى متى أعود.. ! أرنست أرجانوس جبران مصري يعيش في هيوستن – تكساس |
عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|