تكهنات بصدور التهديدات لألمانيا والنمسا من عرب يقيمون في أوروبا

[boulos]

وزير الداخلية الألماني يؤكد عدم رضوخ بلاده لابتزاز الإرهابيين

كولون(ألمانيا): ماجد الخطيب
خرجت ألمانيا عن صمتها حيال التهديدات التي أطلقت ضدها وضد النمسا في شريط فيديو منسوب لتنظيم القاعدة وعرض على شبكة الانترنت. وذكر وزير الداخلية فولفغانغ شويبلة يوم أمس، أن ألمانيا لن تخضع لابتزاز الإرهابيين.
واعتبر شويبلة ألمانيا جزءا من منطقة عالمية واسعة مشمولة بتهديدات الإرهابيين. وقال إن ألمانيا بقيت بمنأى حتى الآن عن الإرهاب، إلا أن ذلك لا يجب أن يثير الأوهام التي تعتقد ان الإرهاب يشمل اسبانيا وبريطانيا فقط. وأكد الوزير، من الحزب الديمقراطي المسيحي، أن القوات الألمانية باقية في افغانستان بغية إحلال الاستقرار هناك، وان الجنود والمدربين سيبقون هناك للنهوض بمهمة تدريب الجيش والشرطة الافغانيين.

وكانت«الجبهة الإعلامية الإسلامية»، التي تعتبر الذراع الإعلامي لتنظيم القاعدة، قد وجهت في نهاية الاسبوع الماضي تهديدات إلى ألمانيا والنمسا من على قناة «صوت الخلافة» المتشددة. وهددت الجبهة بالتعرض للمصالح الألمانية والنمساوية ما لم يسحب البلدان قواتهما من أفغانستان. وجاءت التهديدات بعد ساعات قليلة فقط من نشر شريط فيديو على الانترنيت، يظهر الرهينة الألمانية هانلورة ماريانا ك. وابنها سنان، المختطفان في العراق، وهدد الخاطفون من خلاله بقتل الرهينتين ما لم تسحب ألمانيا قواتها من أفغانستان خلال 10 أيام. ويظهر في الفيلم اسم «كتائب سهام الحق» باعتبارها المنظمة المسؤولة عن اختطاف الرهينتين.

الى ذلك، أكد خبير ألماني في مجال مكافحة الارهاب، وجود مؤشرات على تورط متطرفين عرب يعيشون في أوروبا في بث شريط فيديو منتدى «صوت الخلافة» على شبكة الانترنت، والذي هدد فيه تنظيم القاعدة بشن هجمات ضد المصالح الالمانية والنمساوية في حال عدم سحب قواتهما من أفغانستان.

وقال جوديو شتاينبرج خبير «الارهاب الاسلامي» في مؤسسة العلوم والسياسة ببرلين لصحيفة «كولنر شتاد أنتسايجر» الصادرة، امس، إن بعض العرب في أوروبا يشاركون في ما يسمى «الجهاد الاعلامي». غير أن شتاينبرج أعرب عن اعتقاده بأن الهدف من اختطاف رهينتين ألمانيين في العراق، ابتزاز الحكومة الالمانية والحصول على فدية مع إعطاء شكل سياسي لعملية الاختطاف من خلال طرح مطالب سياسية. وتوقع غونتر بيكشتاين وزير داخلية بافاريا، أن يكون المتشددون من قناة «صوت الخلافة» قد سجلوا شريط الفيلم في أوروبا. وحذر بيكتشاين من مخاطر انزلاق الإسلاميين الأوروبيين إلى مواقف أكثر تشددا، مشيرا في الوقت ذاته إلى أنه لا يريد أن يثير موجة هلع في ألمانيا. وفي حين تعكف «غرفة الطوارئ»، التي شكلتها وزارة الخارجية لمتابعة قضية المرأة الألمانية ـ العراقية وابنها في العراق، على تحليل فيلم الفيديو وتقرير جدية المخاطر على الرهينتين، كتبت صحيفة «زود دزيتشة» الواسعة الانتشار أن المطالب السياسية للخاطفين ليست أكثر من واجهة، وانهم بصدد الفدية المالية. ونقلت الصحيفة، من مصادرها الخاصة، عن أعضاء في «غرفة الطوارئ» قناعتهم بأن «كتائب سهام الحق» ليس أكثر من اسم عربي رنان اختاره الخاطفون الذين يسعون وراء أهداف إجرامية مالية. ويستشهد الخبراء بحقيقة أن الأهداف السياسية في قضيتي اختطاف عالمة الآثار زوزانة اوستهوف والمهندسين رينية بروينلش وتوماس نيتشكة، كانت غطاء أيضا للمطالبة بالفدية. وذكر أحد الخبراء للصحيفة ان المطالب السياسية لـ «كتائب سهام الحق» غير جدية ولا حقيقية، لأن انسحاب القوات الألمانية من افغانستان متعذر سياسيا وتقنيا خلال 10 ايام.