
02-07-2006
|
|
صفحات خالدة من المواقف الوطنية لباباوات الكنيسة المصرية
البابا كيرلس الخامس ساند الثورات
تهدف هذه الدراسة لتوجيه الأضواء إلي المواقف الوطنية لبطاركة أقباط مصر في مواجهة الاستعمار وأعوانه ونتناول هنا شخصية البابا كيرلس الخامس (البابا 112) من بابوات الإسكندرية من (1874-1927) ومواقفه الوطنية في الفترة التي عاشها من تاريخ مصر التي زادت عن نصف قرن وهو يعتلي كرسي مارمرقس الرسول.
* نبذة موجزة عن حياته:
ولد هذا البابا العظيم في إحدي قري مديرية بني سويف عام 1821 وكان اسمه حنا,ورحل مع والديه إلي قرية كفر الصعيدي بمديرية الشرقية,تعلم في كتاب القرية وأجاد اللغتين العربية والقبطية واشتهر بإجادته للخط حتي أطلق عليه حنا الناسخ.وفي سن العشرين انضم إلي سلك الرهبنة بدير البراموس بوادي النطرون ثم عين رئيسا للدير.وفي عام 1874 اختير ليكون بطريرك الأقباط باسم كيرلس الخامس,مضي في كرسي مارمرقس نحو 53 سنة.فشملت فترة رئاسته للكنيسة القبطية الأرثوذكسية الربع الأخير من القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين.
* شخصية البابا في عيون كتاب وأدباء مصر:
اشتهر البابا كيرلس الخامس بقوة الشخصية والوقار واتسم بالورع والتقوي والزهد وقد وصفه عباس محمود العقاد بقوله:لم يضارعه من رؤساء الكنائس أحد في نزاهته ونسكه وشدته علي المخالفين لشعائر العبادة وهو علي زهده لم يقبل الهوادة في مراسم منصبه الكبير,وكتب عنه صلاح عيسي في مقاله:حكايات من مصر شهادة حق تذكر له كمواطن مصري إذ قال:كان البابا كيرلس الخامس رجلا طاهرا نقيا شفافا وفي ذات الوقت كان قويا كأقوي ما يكون الرجال عنيدا صلب الشكيمة يملك قدرا بالغا من التحدي دفعه لأن يصر علي موقفه ويعارض الحاكم الظالم كما يعارض المستعمر الأجنبي وكانت النتيجة نفي الحبر الجليل....,وكتب عنه الكاتب الإنجليزي يوبل فقال:إنه لم يكن يتصور أن إنسانا بلغ من العمر قرنا كاملا يكون في مثل هذه اليقظة الروحية...واهلته هذه الصفات التي كان يتمتع بها لأن يكون موضعا للإجلال والاحترام بين المصريين جميعا والمتتبع لسيرته يري أنه كان من أعجب الآباء الذين قادوا دفة الكنيسة.فقد تسلم مقاليد الرعاية وعمره خمسون عاما ومنحه رب الكنيسة أن يرعاها علي مدي ثلاث وخمسين سنة وتسعة شهور والعجيب أنه في هذه السنوات الطويلة لم يضعف غير جسمه أما روحه فظلت شفافة كما ظل عقله متنبها.
وحين تسلم البابا كيرلس الخامس دفة الكنيسة أواخر عام 1874 كانت مصر تعاني آنذاك صراعا نفسيا عميقا في أعقاب نفي الخديو إسماعيل وتولي ابنه توفيق مقاليد الحكم في مصر ووقتها تدخلت إنجلترا وفرنسا في أمور مصر بإدعائهما حق الاشراف علي الميزانية المصرية.وعينت كل من الدولتين مندوبا لها ليكون مسئولا عما اسمياه صندوق الدين.
http://www.wataninet.com/article_ar.asp?ArticleID=8368
|