عرض مشاركة مفردة
  #26  
قديم 24-02-2007
AleXawy AleXawy غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2006
الإقامة: AleXanDria
المشاركات: 5,848
AleXawy is on a distinguished road
"متجلي"


بقلم: صموئيل تاوضروس
مسئول الإعلام بالهيئة القبطية الكندية
بداية لا بد من إلقاء بعض الضوء على برامج المحادثة أو الدردشة "chat" على الانترنت فليس من المعقول إفتراض أن الجميع على دراية بهذه البرامج. وهي برامج تتيح لمستخدم الكمبيوتر والانترنت من الحوار شفاهة أو كتابة مع أشخاص آخرين في أماكن أخرى من العالم. ويستعمل مرتادوا هذه البرامج أسماء مستعارة فليس مهما في هذه البرامج من أنت بل المهم ماذا تقول. وهناك برامج محادثة كثيرة وتوجد بها "غرف" تتحدث عن مواضيع شتى بدءا من السياسة والاقتصاد والدين ومرورا بالموسيقى والأفلام وانتهاءاً بالأمور الغرامية أيضاً.
أحد برامج المحادثة هذه يسمى برنامج "البالتوك" وهو برنامج محادثة على النت أو ما يمكن تسميته "برنامج دردشة أو محادثة صوتية" وهو برنامج لا يساوي الكثير في حد ذاته بالنسبة لنا فلسنا من المغرمين بالدردشة بدون داعي وبدون هدف شريف ونبيل. ولكن الغرف التي تناقش "الأديان" بهذا البرنامج هي التي أكسبته شعبية وشهرة في الشرق الأوسط أو بين المتحدثين بالعربية ولولا هذه الغرف التي تناقش الأديان، لما كان هناك اهتمام به لدى قطاع كبير من الناس نحن منهم.
وبطريقة عفوية وتلقائية وبدون ترتيب مسبق ظهرت أول غرفة تتحدث عن ما صار يطلق عليه "الاسلاميات" من وجهة نظر غير اسلامية. وبدأت تتلاقى الأفكار من شتى الأنحاء وتتوحد وتتجمع فخرج ما يمكن أن أسميه كائن هجين قوي جدا خضع لأقصى قوانين النشوء والارتقاء فلا مجال في هذه الغرف للأفكار التائهة أو الباهتة فعندما يكون الحديث عن نقطة معينة فهناك احتمال كبير أن يوجد أحد المتخصصين في وسط المئات الموجودين بالغرفة وهكذا تنتقل المعلومة بقوة إلى المئات في لحظات. وبصفة عامة أيضا إذا ما خرجت معلومة خاطئة في هذه الحوارات فسيتصدى لها مائة صوت لتصحيح الفكرة وتقويمها أو حتى رفضها. وبصفتي أكتب أحيانا بعض المقالات فكثيرا ما أنظر الى اخوتي المتحاورين هؤلاء بكل اعجاب على أساس أنهم يرتجلون حواراتهم بينما بالنسبة لي فاني أستعمل مسودات وطرق لترتيب الأفكار والفقرات وأقوم بالتعديل وأحذف أغلب ما كتبت فبالتأكيد إن إدارة الحوار بطريقة "إرتجالية" تحتاج إلى ذكاء وموهبة حقيقية إضافة إلى معلومات كثيرة.
نعود إلى ما يمكن تسميته غرف "مناقشة إسلاميات من وجهة نظر غير مسلمة" وبعض هذه الغرف يتم دفع إشتراكات لها لدى إدارة برنامج المحادثة هذا من أجل ضمان الحفاظ على اسم الغرفة وسعتها من جهة عدد الموجودين بها وعدم "السطو" عليها إلى آخر الشروط التي تفرضها هذه الإدارة. والمتواجدين بهذه الغرف يمثلون المجتمع تماما فمنهم من لا تخرج من فمه كلمة واحدة سيئة مهما تم إستفزازه ومنهم من لا تخرج من فمه كلمة واحدة طيبة. ولكن عموما فان مسئولين هذه الغرف لهم الصلاحيات لمنع أي مستخدم من الكلام على الميكرفون أو الكتابة إذا كان هذا الكلام خارجا عن حدود اللياقة حيث أن هذه الغرفة من المفروض أن تكون لجميع المستخدمين "G rated" ولذا فليس من المفروض إستعمال لغة غير لائقة ولكن مسألة "غير لائقة هذه" هي التي تم إساءة إستعمالها كما سنرى لاحقا.
الغرفة الرائدة في هذا المجال في هذا البرنامج هي غرفة "إن كان يهوه إيلوهيم معنا فمن علينا" وأيضا أبونا الحبيب العظيم في الكهنة القمص/ زكريا بطرس له غرفة على هذا البرنامج أيضا. أما بعض هذه الغرف فاستطاعت أن تلعب دورا اعلاميا وسياسيا مثل غرفة "منظمة مسيحي الشرق الأوسط" وغرفة "نشرة الأخبار القبطية" والحقيقة أني أكن لهم جميعا كل الاحترام الحب والتقدير للدور العظيم الذي يقومون به ولا يزالون في مجال حقوق الانسان وفي فضح الظلم الواقع على الأقباط في مصر وعلى مسيحي الشرق الأوسط كله فهم أصحاب قضية حق وقضية عادلة بل قضية نبيلة جدا.

وما يهمنا الآن هو الدور الاعلامي الذي قامت به بعض هذه الغرف. حيث أن هذا البرنامج أصبح وسيلة اتصال هائلة وعظيمة فعند حدوث أعمال عنف ضد الأقباط كان يتم اذاعة تسجيلات أو معلومات عن الأحداث وفي وقت أسرع من أي وسيلة أخرى. والحقيقة اننا اعتمدنا كثيرا على هذه الغرف كمصدر للمعلومات عن أخبار اضطهاد الأقباط في مصر والكثير من الأحداث العالمية. مع ملاحظة أن الاعلام المصري والعربي والفضائيات بصفة عامة -مع استثناءات نادرة- تستعمل أسوأ سبل التعتيم والتعمية والكذب عندما يتعلق الأمر بالأقليات المضطهدة في العالم العربي والشرق الأوسط.
وفوجئت منذ عدة أيام أن إدارة هذا البرنامج قد وضعت قيود على دخول غرفتين من أكبر الغرف التي "تناقش الإسلاميات من وجهة نظر غير إسلامية" حيث جعلتهما "للكبار فقط". والعجيب أنه لم تتخذ إدارة هذا البرنامج إجراءات مماثلة للغرف التي يمكن أن أصفها "تأدبا" بأنها "تناقش المسيحية من وجهة نظر غير مسيحية" وتوقفت كثيرا أمام هذا التصرف الذي لا أستطيع أن أفهمه ولا يدل على أي عدل. فأنا أعرف جيدا ما يقال في هذه الغرف وتلك. وكل إنسان عادل وينظر بحيادية إلى الموقف من وجهتي النظر يجزم أنه لا يمكن إتخاذ هذا الموقف الذي لا يمكن تبريره.
طبعا إدارة هذا البرنامج أحرار في قراراتهم ولكننا نحن أيضا أحرار في أن نفضح عدم المساواة وأن نعرف الجميع أن كثير من اداريو ومستخدمي الغرف التي سميتها تأدبا "غرف تناقش المسيحية من وجهة نظر غير مسيحية" يستخدمون ألفاظ في منتهى القذارة ولغة رخيصة جدا ولا أريد أن أردد الكلام الذي يقولونه داخل هذه الغرف على الكتاب المقدس وعلى سفر نشيد الأنشاد تحديدا وعلى قياداتنا. وكل إنسان عادل سيعرف الفرق بين اللغة المستخدمة في هذه الغرف وفي تلك.
الرد مع إقتباس