عرض مشاركة مفردة
  #43  
قديم 13-03-2008
الصورة الرمزية لـ makakola
makakola makakola غير متصل
Moderator
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
المشاركات: 6,270
makakola is on a distinguished road
مشاركة: بأمر المحكمة: السماح للمسيحي المطلق بالزواج مرة أخرى

الإخوة الأحباء

سلام ونعمة

بعيدا عن التعصب والتشدد في مناقشة الموضوع يجب أن نفهمه فهما عقلانيا لأن أغلب المناقشات التى قرأتها في هذا الموضوع لم تشرحه بطريقة جيدة

الزواج في المجتمعات الدينية له طقوس دينية وفي المجتمعات المدنية له سبل قانونية
بمعنى
الزواج الإسلامي له شروط معروفة منها المهر ومنها القبول والإيجاب بالقول مثلا زوجتك نفسي والرد بقبول الزواج وما إلى ذلك من الشروط
فإذا تزوج مسلمان بدون مهر فالزواج باطل غير معترف به إسلاميا
وإذا تزوج مسلمان بدون إلقاء كلمات القبول والإيجاب فالزواج باطل غير معترف به إسلاميا

الزواج المسيحي (في الأوثوذوكسية) له شروط، وهو إقامة صلاة محددة لحلول الروح القدس وجعل الإثنان واحدا، ولو تزوج مسيحيان بدون هذه الصلاة أى بدون حلول روح قدس فالزواج باطل وغير معترف به مسيحيا

نقطة أخري، للزواج الديني أيضا شروط
فلو قام مسلمان بالزواج والزوج على ذمته أربع زوجات فالزواج باطل غير معترف به إسلاميا حتى لو دفع لها مهرا وقاما بإلقاء كلمات القبول والإيجاب
ولو قام مسلم بالزواج من وثنية فالزواج باطل غير معترف به إسلاميا حتى لو دفع لها مهرا وقاما بإلقاء كلمات القبول والإيجاب
ولو قامت مسلمة بالزواج من غير مسلم فالزواج باطل غير معترف به إسلاميا حتى لو دفع لها مهرا وقاما بإلقاء كلمات القبول والإيجاب

وفي المقابل، لو تزوج مسيحيان أحدهما غير مطلق كنسيا ويحمل تصريح زواج فالزواج باطل مسيحيا

كل حالات بطلان الزواج بعاليه دينيا (أى في نظر المؤمنين بهذا الدين) تعتبر حالات زني ومعاشرة غير معترف بها شرعيا

لكن الجانب المدني شئ أخر
الزواج في الجانب المدني هو عقد بين طرفين والمفروض ألا يخضع هذا العقد لأي سلطات سوي سلطات الدولة أو القانون المدني، لكن في مصر يرتبط هذا العقد بموافقة السلطات الدينية عليه غالبا

إذا ... فهناك فرق بين الزواج الديني سواء في المسيحية أو الإسلام أو غيرها وبين الزواج المدني أو العقد المدني
وللتوضيح أكثر
هناك حالات كثيرة من الزواج العرفي بين الشباب، تنتهي بتمزيق الورقة بيهما لكن بدون أن يقول الفتي للقتاه أنت طالق أى بدون أن ينطق هذه الكلمات
وفي هذه الحالة تعتبر شرعا زوجته وتعتبر في حالة زنا إذا تزوجت، بالرغم من أنها في زواجها الأخر تكون سليمة مدنيا ولا شئ عليها، لكن شرعيا تعتبر جامعة بين زوجين
وفي المقابل
إذا تزوج مسيحي أو مسيحية بعقد زواج مدني في الشهر العقاري بدون إقامة صلاة الإكليل فهم في الشرع زناه، ولكنهما مدنيا لا شئ عليها ويعتبر زواجهما سليما مدنيا

بالنسبة للحكم الذي صدر، والذي يدور حوله النقاش، قهو يريد إلزام الكنيسة بإقامة صلاة الإكليل على إنسان تري الكنيسة أنه لا يحقق شروط إقامة هذه الصلاة، ومن هنا فالحكم يعتبر تدخلا في العقيده ولا علاقة له بالحقوق المدنية
ويماثل تماما حكما يصدر بإلزام الأزهر بالقول أن زواج المسلمة من المسيحي صحيا، أو أن زواج رجل من زوجة خامسة صحيحا، أو أن زواج سيده من رجل صحيحا بينما هي لا تزال على ذمة رجل أخر

المحكمة يجب أن تدافع عن الحريات الشخصية والحقوق المدنية، فإذا ذهب هذا الرجل للشهر العقاري لتوثيق عقد زواجه من سيده ورفض الشهر العقاري فمن حق المحكمة أن تلزم الشهر العقاري بالتوثيق، لكن ليس من حقها إلزام الكنيسة بإقامة صلاة أو إلزام الأزهر بإقرار صحة زواج المسلمة من المسيحي.

الحقيقة أن رأيي الشخصي في هذا الموضوع هو فصل الدين عن الدولة في كل الأمور، ويصير من حق أى إنسان أن يتزوج مدنيا، ولا علاقة لهذا بالأمر الديني

فإذا أراد إثنان الزواج، عليهما بالزواج دينيا إذا ارادا ذلك، ثم الزواج مدنيا، وليس لأحد حق أن يجبر أخر على الزواج الديني
طبعا كلامي هذا مطلق فلا يأتي أحد ويقول أن المسيحيون يطالبون بالزواج المدني للمسيحيين، بل يجب أن يكون مطلقا للمسيحيين والمسلمين
فالمسيحي الذي يريد الزواج من مسلمة من حقه ذلك
والمسلمة التى تريد فسخ عقدها المدني بدون أن يحقق الشروط الشرعية للطلاق فمن حقها ذلك

وهذا سيحل كل المشاكل في الزواج الديني، وسيكون موجودا فقط لمن يريد ذلك ومتمسك بتعاليم دينه
لكن في المقابل أيضا يحق للرئاسة الدينية أن تري ذلك زني، لكن بدون تدخل مدني منها
__________________
لم اكتم عدلك في وسط قلبي تكلمت بامانتك وخلاصك لم اخف رحمتك وحقك عن الجماعة العظيمة اما انت يا رب فلا تمنع رأفتك عني تنصرني رحمتك وحقك دائما
الرد مع إقتباس