مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة
إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة muhamed
اوافق تماما ......., الحل الوحيد لتأكيد المواطنه و الافضل ضد التمييز هو في دولة علمانيه !!!!!!
|
المشكلة يا أخ محمد أن البعض يرى الحل في الدولة العلمانية لأنه يرى المشكلة في تدخل الدين في الحياة والذي سيفرض عليه الكثير من القيود التي حرر نفسه منها بخروجه من الدين
والبعض يرى الحل في الدولة المسيحية لأنه يجد أنه يتعامل بشكل ملائكي مع الحياة بسبب أنه مسيحي طابعه التضحية والفداء ويظن أن جميع المسيحيين يملكون نفس الرؤية
والبعض يرى الحل في الدولة الإسلامية لأنه يتعامل مع الحياة بشكل واقعي يضمن حقه وحق من حوله بسبب استسلامه للحق بصرف النظر عن مصالحه الخاصة وهو يظن أن جميع المسلمين يتّسِمون بنفس الواقعية هذه
والواقع الذي نجده أن لا هذا ولا ذاك يمكن أن يأتي بحل لمشاكلنا لأننا نملك أمثلة واقعية من مثل هذه الدول كأميريكا والفاتيكان والسعودية ومع ذلك العالم كله يغلي ويعاني ويطالب بحلول
الحقيقة أن القائد أو الرئيس أو الملك أيا كان لا يستطيع أن يفعل شيئا بمفرده ما لم يُؤيَّد ببطانة صالحة – الوزراء والمدراء والشرطة والقضاة والعلماء والموظفين - تعينه على تحقيق العدل والمساواة التي طبّقها على نفسه ووطبّقتها بطانته أيضا على نفسها قبل كل شيء ثم امتلك القوة والرحمة التي يسيّر بها باقي الرعية
يا أخي نحن في سوريا كنا في فترة حكم حافظ الأسد الكل يُلقي بمسؤولية تخلّفنا وفسادنا لوجود القيادة الظالمة التي لا تترك المجال لأن يأخذ كلا منا حقه – هذه النظرة العامة السائدة في ذاك الوقت –
حتى جاء وقت ورحل القائد حافظ الأسد إلى رحمة ربه وجاء نجله الرئيس بشار الأسد والكل يتأمل خيرا في الإصلاح
وبالفعل فقد حاول الرئيس بشار الكثير في سبيل الإصلاح والضرب على يد المرتشي والنصاب والمجرم وزاد أجور الموظفين في الدولة بشكل ملحوظ لكن لا تغييييييييييير
ولا يزال الوضع في سوريا يعاني من الفساد
هل تدرون لماذا ؟؟؟
لأننا نحن لم نتغيّر لا زلنا نتعامل بالرشوة ولا يأمن بعضنا بعضا لتغليب المصالح الشخصية على كل شيء فلم يعد لأحدنا هما إلا إرواء متعه الشخصية ورغباته الدنيوية حتى ولو تضاربت مع أوامر دينه ونواهيه بل أصبح الدين مطية لتذليل ما لم نستطع الوصول إليه من المصالح وهذا الكلام ينطبق على الجميع من أكبر شخصية حتى أصغر شخصية إلا ما رحم الله
يا أخي على الأقل لا بد من إنتاج جيل مسؤول يتبنّى الحق ولو على نفسه ويتقبّل الآخر بحب ورحمة عندها يكون الإصلاح
وطبعا هذا لا يمكن الوصول إليه إلا عن طريق الشعور بالمسؤولية على مستوى الفرد والجماعة وهذا يعني أن يبدأ كل منا بإصلاح نفسه ومن تحت يده ( زوجته وأولاده وإخوته ...)
فإن لم نسارع في عملية التغيير هذه سيجرفنا الطوفان المدمر ليميز الله به الخبيث من الطيب حتى لا يبقى إلا من قوّمَته الخطوب ليشعر بالمسؤولية من جديد ويبدأ ببناء حياة جديدة ولكن بالتأكيد حينها سنكون قد خسرنا الكثييييييييييييير الذي نستطيع تفاديه الآن
أليس كذلك ؟؟؟؟
أرجوكم لنكفّ عن اتهام بعضنا بعضا وإلقاء المسؤولية على عاتق الجميع إلا أنفسنا ولنبدأ بأنفسنا قبل فوات الأوان فهذا هو طريق الإصلاح والتاريخ خير شاهد على ذلك بدءا من طوفان نوح عليه السلام وانتهاء بالاستعمار الحديث والتاريخ يعيد نفسه ( وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ )
|