مشاركة: استفتاء على المادة الثانية على موقع الأهرام - برجاء المشاركة
عن الموضوع الخاص بمسألة المادة الثانية من الدستور :
سلام الله علينا جميعا
أحب أن أؤكد - قبل البداية في الحديث - أن مسألة الإسلام دين فقط أم دين و دولة ، هي مسألة اختلف فيها بعض علماء المسلمين ، البعض يقول دين فقط ، و البعض يقول دين و دولة.
بس فيه قصة مهمة جدا حصلت مع الدكتور مصطفى محمود - الله يرحمه و أحب أقول القصة دي هنا لأنها في صميم موضوعنا ، و الحكاية إن بعض الناس قالوله [ ليه مش بتقول صراحة إن الإسلام هو الحل رغم إن كتاباتك كلها مع الإسلام ]
و كان رده : أي إسلام تقصدون ؟ إسلام الخميني ولا إسلام طالبان ولا ....ولا .... ولا.......
أعتقد إن رده هنا معناه إنه مش ضد الفكرة بشكل عام ، لكن - على سبيل الفرض- يوم ما أحب أقول إن الإسلام هو الحل ، يبقى لازم يكون عندي رؤية واضحة لشكل الإسلام اللي أنا شايف إنه هو الحل
للأسف الشديد ، إحنا كمسلمين عندنا إختلاف في وجهات النظر في أمور كتيرة في الحياة الاجتماعية [ الكلام ده على مستوى الناس العاديين مش على مستوى العلماء ، و على فكرة برضو عايز أقول إن في ناس كتير شكلهم علماء و هما ولا حاجة ] المهم ، عايز أقول إن الخلاف ده بيكون في مواضيع جوهرية جدا ، زي مثلا العلاقة مع الآخر من غير المسلمين ، في ناس مثلا شايفة إن العلاقة مع الآخر لازم تكون سلمية من غير أي شكل من أشكال العدوان طالما إن الآخر مسالم هو كمان معايا ، و ده الصح طبعا ، و لكن للأسف في ناس آخرين بيحبوا الالتزام بأحكام معينه عن العدوان على الآخر ، و دي كلها أحكام كان ليها ظروف معينة ، و نزلت آيات تانية تلغيها علشان الظرف بتاع نزول آيات العنف إنتهى [ أنا عارف طبعا إن الأخوة المسيحيين بيقولوا إن محمد عمل آيات لأوقات الضعف و آيات تانية لأوقات القوة ] بس طبعا الحكاية مش كدة خالص ، و عموما ده مش موضوعنا دلوقتي ، الخلاصة إن الناس ديه مخها وقف عند الآيات اللي بتوافق رغباتهم الدموية و ماشافووش إن برضو في آيات تانية بتنادي بالسلام و مش بيحاولو يشغلوا دماغهم دقيقة واحدة.
الحاجة التانية اللي مهمة جدا هي مسألة المرأة في الإسلام ، هتفضل في البيت ولا هتروح الشغل ، هاتلبس نقاب ولا لا ولا ......ولا ..... طبعا كلها أمور رجعية أنا مش موافق عليها ، و أي مسلم فاهم الإسلام صح مش ممكن يوافق عليها .
ده غير حاجات تانية كتير ، اللي أنا عايز أقوله إن إحنا لازم كمسلمين نوصل لحل في الأمور الاجتماعية دي قبل ما نقول إن الإسلام هو الحل ، و أنا متأكد إن الإسلام في المستقبل القريب هيلاقي علماء مخلصين يقوموا بتنقية الإسلام من كافة العوالق التاريخية المزيفة اللي دخلت الإسلام ، علشان الإسلام دخل النفق المظلم أيام عثمان ابن عفان وللأسف ، لسة الإسلام محبوس في نفس الخندق من أكتر من ألف سنة ، علشان كل محاولات الإصلاح تم خنقها بواسطة النظم الحاكمة اللي بطبعها بتخاف من أي محاولة لزعزعة الاستقرار .
وأخيرا ، لو فرضنا إن محاولات الإصلاح في الفكر الإسلامي تمت بنجاح ، و تم اعتماد الإسلام كمصدر من مصادر التشريع ، يبقى لازم برضو يتم اعتماد الدين المسيحي مع الإسلام علشان - ببساطة - المسيحيين في مصر عددهم لا يقل بأي حال من الأحوال عن عشرة مليون ، و مستحيل تقدر تنكر وجود عشرة مليون بني آدم بجرة قلم.
و أخيرا برضو ، رجاء من الأخوة المسلمين اللي ممكن يقروا الرسالة دي ، بلاش يسيئوا الظن بيا ، لازم نعرف كلنا إن إعطاء الحق لأصحابه بيرفع راس الإسلام و المسلمين ، مش العكس ، و بلاش نستهين بحقوق الناس و في الآخر نستغرب و نقول [ يا ترى المسيحيين غضبانين ليه ].
و السلام ختام .
|