تم صيانة المنتدي*** لا تغير فى سياسه من سياسات المنتدى اكتب ما تريد لان هذا حقك فى الكتابه عبر عن نفسك هذه ارائك الشخصيه ونحن هنا لاظهارها
جارى تحميل صندوق البحث لمنتدى الاقباط

العودة   منتدي منظمة أقباط الولايات المتحدة > المنتدى العربى > المنتدى العام
التّسجيل الأسئلة الشائعة التقويم

المنتدى العام يهتم هذا القسم بالأخبار العامه

 
 
خيارات الموضوع طريقة العرض
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 15-08-2003
yaweeka yaweeka غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2003
الإقامة: USA
المشاركات: 3,170
yaweeka is on a distinguished road
الأرض بتتكلم مصري! مقال لاذع !!

الأرض بتتكلم مصري!

د. احسان الطرابلسي






تباهت مصر وتباهت في العصر الحديث على العرب بأنها أمّ العرب، بعد أن تباهت في الماضي على العالم بأنها أمّ الدنيا. ولعل هذا التباهي ناتج عن نشاط المصريين الجنسي في التكاثر السكاني، بحيث أصبح يولد طفل في مصر الآن كل دقيقة. فالماكينة الجنسية في مصر من أنشط المكائن العربيـة، باسم الله ما شاء الله ، وملأ المصريون البر والبحر العربي.

كذلك فقد تباهت مصر وتباهت على العرب في الماضي بأنها أول من أجرى انتخابات نيابية في عهد الخديوي اسماعيل، وأول من أنشأ برلماناً وداراً للأوبرا، وأنشأ جامعة وطنية، وأرسل أبناءه إلى الغرب للدراسة، بحيث استطاعت مصر خلال العهد العلوي ان تكون قبلة العرب وكعبتهم الثقافية بفضل مثقفيها الذين كانوا بدءاً من طه حسين وانتهاء بلويس عوض وسلامة موسى يدينون بثقافة مصر ليس للعرب ولكن لأوروبا، وللغرب عموماً.

وفي عهد عبد الناصر، أصبح لمصر الكلمة العليا في السياسة والإعلام. وكان الوطن العربي يقف على قدم واحدة حيال كل قرار، بانتظار ما يقوله الزعيم السياسي عبد الناصر، وما سيقوله الزعيم الإعلامي محمد حسنين هيكل. وكان في قولهما القول الفصل والقرار الأصل، في السياسة والإعلام.

ولجهل العرب في ذلك الوقت بالسياسة والإدارة فقد ولّوا أمر الجامعة العربية لأمناء مصريين. فلم يتولَّ عربي واحد غير مصري أمانة الجامعة العربية، ما عدا الشاذلي القليبي السياسي التونسي في ظروف خاصة، بعد معاهدة كامب ديفيد المصرية – الاسرائيلية. وكانت وما زالت معظم كوادر الجامعة المصرية (العربية) من المصريين.

وهكذا أصبحت مصر للمراقب العربي والغربي على السواء هي الثقافة العربية، وهي الفن العربي، وهي الغناء العربي، وهي السياسة العربية، وهي الإعلام العربي. وقد لاحظنا خلال الحملة على العراق أن أعلى الأصوات المحتجة والمتشنجة على هذه الحملة هو الصوت المصري، نتيجة لعلو طبقات الحنجرة المصرية (الملعلعة) ، ونتيجة لاتساع رقعة الشارع الديني الأصولي، واتساع رقعة الإعلام المصري الذي كان يتمتع بهدايا وعطايا صدام حسين.

ولكن في الأيام الأخيرة، تحولت مصر بسياستها وإعلامها إلى جناية على العرب والسياسة العربية والإعلام العربي.

فالرئيس مبارك من خلال الحكم العسكري في مصر طيلة نصف قرن مضى والى الآن، ينادي باقامة حكومة عسكرية في العراق. ويؤكد بأن العسكر هم الأقدر على ضبط النظام واقرار الأمن. ووزير الخارجية المصري يرفض صراحة عدم الاعتراف بمجلس الحكم العراقي لأنه غير منتخب من الشعب العراقي انتخاباً مباشراً. وأمين عام الجامعة المصرية (العربية) يقول بأن الاعتراف بالسلطة العراقية غير مدرج على جدول أعمال الجامعة. والمراسلون المصريون للقنوات الفضائية العربية يقولون بأن مصر والعالم العربي من ورائها غير مستعدين للغرق في "المستنقع" العراقي. وكتّاب مصر وصحافيوها في غالبيتهم المطلقة يشقون الجيوب ويلطمون الخدود على الشرعية العراقية المفتقدة وعلى تواجد الاحتلال الأنجلو – امريكي في العراق. وراقصات مصر يصرحن بأنهن سيرفضن الرقص في عرس بريمر باشا فيما لو تزوج سيدة عراقية! وممثلو وممثلات مصر ومطربوها ومطرباتها يعلنون بأنهم يرفضون الاشتراك في أي حفل يقيمه مجلس الحكم العراقي، تحت بنادق الاحتلال، ونسوا أن تحية كاريوكا وكافة راقصات مصر بما فيهم نجوى فؤاد رقصن لجنود الاحتلال البريطاني في مصر ولمناحيم بيجن وكيسنجر في الهرم!

فهل أصبحت السياسة والسياسيون المصريون جناية حقيقة كبرى على العرب عامة وعلى العراقيين خاصة، ونكبة كبرى للسياسة العربية التي اصبحت منقادة للسياسة المصرية انقياداً أعمى (أعمى يقود عميان)، بحيث لا محور سياسياً يتشكل إلا ومصر على رأس هذا المحور ؟

وما هي أهمية مصر بالثمانين مليون مصري الذين تتنازعهم البطالة والفقر والأمية والجهل والفساد السياسي والتعصب الديني والإظلام الإعلامي الذي ينفث سمومه في الإعلام المصري وفي الإعلام العربي من خلال مجموعات من الكتاب والإعلاميين الذين تخرج معظمهم من مدرسة سيد قطب وأحمد سعيد ومحمد حسنين هيكل وعمر عبد الرحمن وأيمن الظواهري وشعبان عبد الرحيم ؟

ماذا تقدم مصر إلى العالم العربي الآن سياسياً غير المثال السياسي السيئ (الفرعنة السياسية) ودوام حكم الحكام حتى الممات، والانتخابات المزورة، وحكم الحزب الواحد، وتحضير الأبناء لوراثة الآباء، وسياسة المحاور، والتحالفات السريعة على طريقة الوجبات الأمريكية السريعة؟

وماذا تقدم مصر إلى العالم العربي تعليمياً غير مجموعات من المدرسين الذين فشلوا في مصر والعالم العربي في خلق طبقة علمية تساهم مساهمة فعلية في العلم الانساني الحديث، والتي أعطبت نظم التعليم العربي بالاهمال والرشوة والتخلف واختراع نظام "سيادة الناظر" و "حضرة الوكيل"، والدروس الخصوصية؟

وماذا تقدم مصر اجتماعياً للعالم العربي غير هذه الملايين من الأيدي العاملة غير الكفؤة، المتسكعة في العالم العربي وأوروبا، والتي رفعت نسبة البطالة في العالم العربي، ودفعت الشباب إلى صفوف الارهاب الديني المسلح؟

وماذا تقدم مصر في مجال الإدارة للعالم العربي غير النظم الروتينية، ونظم اللوائح المعقدة، والفساد الإداري المعتمد على الرشوة والتسيّب؟

وماذا تقدم مصر للعالم العربي زراعياً غير ما تأكله هي، وما تستهلكه هي إضافة لما تستورده من الخارج، ولا يستفيد العالم العربي من الزراعة المصرية حبة قمح واحدة، أو حتى حبة فاكهة واحدة؟

وماذا تقدم مصر للعالم العربي فنياً غير هذا الغث المُقرف الذي تطالعنا به الفضائيات كل يوم، وشاشات السينما الفضية، بعد انقضاء العصر الذهبي للفن المصري المسموع والمشاهد والمسموع؟

وماذا تقدم مصر ثقافياً بعد جيل طه حسين والعقاد ولويس عوض وعبد الرحمن بدوي وخالد محمد خالد ونجيب محفوظ وأحمد عبد المعطي حجازي وصلاح عبد الصبور وأمل دنقل؟ ولقد صدق الشاعر السوري محمد الماغوط عندما سألوه ما رأيك في الثقافة المصرية الحالية، فقال لا يوجد في مصر الآن غير سعاد حسني، وكان هذا قبل أن ترحل السندريلا الشامية الأصل!
الرد مع إقتباس
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح

الإنتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت امريكا. الساعة الآن » 01:21 PM.


Powered by: vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

تـعـريب » منتدي الاقباط