|
المنتدى العام يهتم هذا القسم بالأخبار العامه |
|
خيارات الموضوع | طريقة العرض |
#20
|
||||
|
||||
والمرحلة الثالثة:
هي مرحلة قتال المشركين كافة . في هذه المرحلة اصبح القتال فريضة إلهية كتبة على المسلمين . فكما ( كتب عليكم الصيام) بقرة 183. كذا أيضا . (كتب عليكم القتال) بقرة 216. وهذه المرحلة ناسخة لما قبلها من المراحل ، وهي التي استقر عندها حكم الجهاد ، ومات عليها نبي الإسلام. لم تكن مرحلة الجهاد الدعوي في مكة ناتجة عن مسالمة ورحمة الإسلام. بل كانت ناتجة عن ضعف حالة المسلمين في بداية الدعوة في مكة . يقول شيخ الإسلام ابن تيمية :( فكان النبي في أول الأمر مأموراً أن يجاهد الكفار بلسانه لا بيده … وكان مأموراً بالكف عن قتالهم لعجزه ، وعجز المسلمين عن ذلك ثم لما هاجر إلى المدينة وصار له بها أعوان أُذن له في الجهاد ، ثم لما قووا كتب عليهم القتال ، ولم يكتب عليهم قتال من سالمهم لأنهم لم يكونوا يطيقون قتال جميع الكفار ، فلما فتح الله مكـة وانقطع قتال قريش ملوك العرب ووفدت إليه وفود العرب بالإسـلام أمره الله تعالى بقتال الكفار كلهم إلا من كان له عهد مؤقت وأمره بنبذ العهود المطلقة) الجواب الصحيح لم بد دين المسيح لابن تيمية 1/74. وقال ابن القيم : ( فلما استقر رسـول الله بالمدينة وأيده الله بنصره وبعباده المؤمنين وألف بين قلوبهم … رمتهم العرب واليهود عن قوس واحدة ، وشمروا لهم عن سـاق العداوة والمحاربة وصاحوا بهم من كل جانب ، والله يأمرهم بالصبر والعفو والصفح حتى قويت الشوكة واشتد الجناح فأذن لهم حينئذ في القتال .... زاد المعاد 2/58. وقال ابن كثير : ( كان المؤمنون في ابتداء الإسلام وهم بمكة مأمورين بالصلاة والزكاة وإن لم تكن ذات النُصب ، وكانوا مأمورين بمواساة الفقراء منهم ، وكانوا مأمورين بالصفح والعفو عن المشركين والصبر إلى حين ، وكانوا يتحرقون ويودون لو أمروا بالقتال ليشتفوا من أعدائهم ولم يكن الحال إذ ذاك مناسباً لأسباب كثيرة ؛ منها قلة عددهم بالنسبة إلى كثرة عدد عدوهم ، ومنها كونهم كانوا في بلدهم وهو بلد حرام وأشرف بقاع الأرض فلم يكن الأمر بالقتال فيه ابتداء كما يقال ، فلهذا لم يؤمر بالجهـاد إلا بالمدينة لما صارت لهم دار ومنعة وأنصار … ) تفسير اقران العظيم لابن كثير 1/526 . وقال أيضاً : (( وإنما شرع تعالى الجهاد في الوقت الأليق به لأنهم لما كانوا بمكة كان المشركون أكثر عدداً ، فلو أُمر المسلمون وهم أقل من العشر بنصره وصارت لهم دار إسلام ومعقلاً يلجؤون إليه شرع الله جهاد الأعداء ) المصدر السابق 3/226 . وبهذا قال الإمام الشافعي في كتاب أحكام القرآن الذي جمعه البيهقي من أقواله فقد جاء فيه : (( قال الشافعي : ولما مضت لرسول الله فترة من هجرته أنعم الله فيها على جماعات باتباعه حدثت لهم بها مع عون الله عز وجل قوة بالعدد لم يكن قبلها ففرض الله عز وجل عليهم الجهاد بعد إذ كان إباحة لا فرضاً فقال تبارك: ] كتب عليكم القتال…[ احكام القران 2/18. ان محاولة المسلمين تقسيم الجهاد إلى اصغر وهو الجهاد القتالي ، واكبر وهو جهاد النفس . وبالتالي إظهار الدعوة اللسانية أهم أنواع الجهاد . هو افتراء وهراء واستخفاف بعقول الآخرين . الجهاد القتالي(القتال) هو أهم أنواع الجهاد في الإسلام ، ويدل على ذلك نصوص كثيرة منها : ] لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أُولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة وكلاً وعد الله الحسنى وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجراً عظيماً [ (النساء :95) . فهؤلاء القاعدون الذين فُضِل عليهم المجاهـدون قد يكونون قائمين بأمر جهاد الدعوة وجهـاد النفس ؛ لأن الله وعدهم الحسنى ومع ذلك فضل عليهم المجاهدون بالنفس والمال فدل ذلك على أفضلية الجهاد القتالي على ما عداه من أنواع الجهاد . ومن النصوص يضا : قول النبي : (رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد... ) اخرجه الترمذي 2616 وابن ماجة 3973 واخرجه الحاكم 2/7. ومنها قول النبي : ( من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان) اخرجه مسلم 49 . وابو داود 1140 . والترمذي 2172 وابن ماجة 4340 والنسائي 4013 و1275. واحمد3/54 . وقد بين الحديث السابق درجات التغيير ، وأعلاها التغيير باليد الذي يشمل القتال ، ولا شك أن قوله : (فإن لم يستطع ) يدل على أن كل مرتبة تحتاج إلى جهد ومشقة أكبر من التي تليها ، وإنما يكون الأجر على قدر المشقة ، فمن لم يكن قادراً عليه فإنه ينتقل إلى ما هو أدنى منه حتى ينتهي إلى أضعف الإيمان وهو التغيير بالقلب فدل ذلك على أن أقوى الإيمان التغيير باليد وأوسطه التغيير باللسان وأضعفه التغيير بالقلب . كانت مرحلة الاقتصار على الجهاد الدعوي في العصر المكي ناتجة عن حالة ضعف المسلمين. ولهذا كان يصفح ويعفو . ( وهل بيد الضعيف الا الصفح والعفو ) ؟!. لقد كان النبي مأموراً طيلة العصر المكي بالعفو والصفح وكف اليد عن المشركين ،كما قال في القران : ] فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره [ (البقرة : 106) ، وقال: ] قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله.. [ الجاثية 14. وعن ابن عباس : (أن عبد الرحمن بن عـوف وأصحـاباً له أتوا النبي بمكة فقالوا : يا رسول الله إنا كنا في عز ونحن مشـركون ، فلما آمنا صرنا أذلة فقال : إني أمرت بالعـفو فلا تقاتلوا … ) اخرجه النسائي 3/6 والحاكم 2/307.
__________________
جاوب الجاهل حسب حماقته لئلا يكون حكيما في عيني نفسه ( أم 26 : 4 ) |
عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|