استقالة أستاذ مسلم بجامعة المنيا تضامنا مع طالبة مسيحية

[smile]

على باب مصر تدق الأكف
GMT 8:00:00 2006 الإثنين 27 فبراير
. عادل حزين



--------------------------------------------------------------------------------


كانت أغنية كبرنا ونحن نهزج بها وما كان أكثر من أغنياتنا أيام الثورة التى قيل لنا أنها مباركة. كانت الأغنية تقول:
على باب مصر تدق الأكف
ويعلو ويعلو ويعلو النفير
شىء ما يجرى فى بر مصر يجعل هذه الأغنية تلح على عقلى وتجتذبها من أعماق أعماق الذاكرة لتنتشر على سطح الوعى. أقلام وإعلام وأفلام تتعامل بشفافية مع مشكلات المجتمع المصرى، الفساد يفتضح ويتم الكشف عنه، مشاكل الأقباط والنوبيين يجرى مناقشتها، قوى سياسية فى المجمتع المصرى كانت مهمشة ومنزوية رفعت الصوت وبدأت تطرح رؤيتها، فما الذى يجرى فى الحروسة؟
مافيات الإحتكار والإتجار فى الوظائف الرسمية والمبيدات الزراعية المسرطنة وعمليات شراء شركات القطاع العام الملتوية يجرى فضحها. الموميات اللائى تحكمن فى مفاصل الإعلام والحزب الوطنى الحاكم جرى إحالتها إلى الإستيداع غير مأسوف عليها.
مشاكل الأقباط يجرى التصدى لها من جانب الإعلام ومناقشتها. الأفلام بدأت تستحضر العنصر القبطى فى أعمالها بدلا من التجاهل الذى كان تاما، حتى أن أى شخص فى الخارج يندهش عندما يرى مصريا يدين بالمسيحية. الدكتور/ سالم أحمد سلام أستاذ طب الأطفال فى كلية الطب بجامعة المنيا قدم فى 5-2-2006 إستقالة مسببة إحتجاجا على ممارسة طائفية ضد باحثة مسيحية*! كتاب "قسمة الغرماء بين المسلمين والمسيحيين نوهت عنه إيلاف فى باب ثقافة. الأستاذ حسن أدول أتيحت له الفرصة ليعرض وجهة نظر النوبيين ومظلمتهم، أى نعم عرضت بطريقة هجومية على شخص أدول بإستنطاق نوبييين آخرين هاجموا رؤيته، لكن المشكلة لم تعد فى أضابير الظلام والتعتيم.
الإخوان المسلمين يجرى الإشارة إليهم ومناقشة أدبياتهم علانية، تجرى مواجهتهم ومناقشة ماضيهم وأجندتهم بحضور قوى من الجماعات المؤيدة والمتضررة والمتخوفة من صعودهم. جرت إنتخابات مجلس الشعب بنزاهة وإن لم تكن مطلقة لكن ملحوظة ومختلفة عما مضى. يصرح أيضا بالمقابل لمن يأخذون على الإخوان ممارساتهم بفتح الملفات والتصدى لمقولاتهم وإن كان ينقص هؤلاء الأخر أن يرضى عنهم التلفزيون والفضائيات حتى ينعدل الميزان، ولكن شىء أفضل من لا شىء وما لا يدرك لكه لا يترك جله.
أن يبتدىء الحكم فى حل أو حلحلة المشكلات فى مصر كان أقصى أمالنا، وها هو الحكم يتدرج فى مواجهة مشكلات أكل عليها الدهر وشرب وكاد ينام أيضا. لا زالت مشاكل تتجدد طبعا فى مصرنا المحروسة ومنها مشكلتين بدتا وأستحكمتا وهى مشكلة الصحافة وأحكام حبس الصحفيين، ومشكلة القضاة وقانون إستقلال القضاة. لا أعرف كيف يتحصل الصحفيون على حصانة من الحبس! هل يصح أن يشتم الصحفى ويسب من يشاء ويمرمرغ بسمعة أحدا من الناس الأرض كذبا ثم يمتنع على القضاء معاملته كما يعامل مواطن عادى؟ فقط لأنه حاصل على شارة صحفى!
قانون إستقلال القضاة وإحالة بعضهم للتحقيق مشكلة أخرى مختلفة نوعيا. أولا ليس للقضاة مع إحترامى الشديد لزملاء الأمس أن يضغطوا من أجل قانون لصالحهم. المفروض أن الشعب أو ممثليه هم من يسن القوانين، وإن كان فى القانون الحالى ما يتعارض مع إستقلالهم المقرر دستوريا فلماذا لا يلجأون للقضاء الدستورى؟ أم أن القضاء وقد ناله ما نال المجتمع من إنحدار قد أفقدهم الثقة فيه؟ ولماذا تركوا الأمور وشئون القضاء حتى تنحدر إلى هذا الدرك الذى هم أنفسهم أصبحوا لا يثقون فى أحكام القضاء؟؟؟
مشكلة إحالة أربعة من القضاة للتحقيق بزعم إهانة السلطة القضائية والتشكيك فى نزاهة القضاء مشكلة لها بعد شخصى. المستشار محمود الخضيرى لطالما أحال قضاة للتحقيق بنفس ذلك الزعم الذى هو منسوب إليه أيام كان مديرا بالتفتيش القضائى! المستشارون الباقون سواء الأخوة مكى أوهشام البسطويسى من أنبل القضاة المصريون وأصحاب رأى حر وقيم راقية، ولكنهم لم يتقوا شر الفتنة التى لا تصيبن الذين ظلموا بخاصة، أيا كان الأمر فِإن أسمائهم تكتب الآن فى تاريخ مصر المعاصر بأحرف من نور.

*إستقالة الأستاذ الدكتور سلام

عادل حزين
نيويورك
adel.hazeen@gmail.com