|
المنتدى العام يهتم هذا القسم بالأخبار العامه |
|
خيارات الموضوع | طريقة العرض |
#28
|
|||
|
|||
الفاضل "جريجوري"، سلامٌ ونعمةٌ..
أشكر فطنتك التي وفّرت الكثير والكثير.. تبقّى أن أقول: "الشك ليس خطيئة".. ففي أحيانٍ كثيرة يكون سوء الظن من حسن الفطن.. وإحقاقاً للحق، فهذا ما تعلّمته من كنيسة أحد أقاربي.. وأسقفهم هو الذي علّمني ألا أصدّق من غير فحصٍ.. لي قريب من مدينة بصعيد مصر.. وشاع في أطراف المدينة أن هناك صورة للعذراء بأحد المنازل البسيطة يسيل منها زيتاً مقدّساً.. وفرح الجميع.. وتوالت الوفود لهذا البيت البسيط ليتحوّل إلى مزارٍ مسيحي.. أسقف المدينة قال: "قبل أن نقول أنّها معجزة.. لابد من وضعها في الكنيسة وعزلها عن الوسط الخارجي لبضعة أيام.. فإن إستمر الزيت في السيلان، إذن فهى معجزة.. قبل هذا فلا يمكننا التأكد إذ ربما تكون خدعة أو حتى أمراً علمياً بفعل رشح الحائط في البيت القديم" قالها، لنتعلّم نحن - كشعب - ألا تخرج منا لفظة: "معجزة" إلا في أمرٍ يمكننا تحدى العالم به دونما إستشكال من (الكثيرون في هذا الدهر) اللائي نوّهت عنهم مشكوراً.. ورفض صاحب المنزل.. ولم يَسلَم أسقف المدينة من الشائعات وقالوا عنه: "يريد جمع التبرّعات للكنيسة وليس للبيت البسيط" وللعلم، فالأيام أثبتت أنها لم تكن معجزة، ولا حتى حقيقة علمية بفعل الرشح.. بل خدعة رخيصة للثراء وجمع نقود التبرّعات من "السذّج" (مسلمين ومسيحيين كانوا يتوافدون كالمجانين للحصول على نقاطٍ من زيت التموين الرخيص الذي يسكبه على الصورة قبل حضورهم) !! شكراً لمتابعتك، فلقد كنت خيرُ معينٍ لحوارٍ يسمعه الكثيرين.. تقبّل إحترامي.. العزيز "دموعُ التماسيح"، سلامٌ ونعمةٌ. كيف يا عزيزي لا توجد "صدفة"؟ ألا تعلم علم الإحتمالات وعلوم الإحصاء؟ لو ألقينا بزهر النردِ فنتج رقمٌ ما.. ماذا يكون الرقم غير "صدفة"؟ أم تراه تدبيراً إلهياً؟!! لو ألقينا بعملةٍ معدنيةٍ في الهواء.. فماذا يكون الوجه المستقر غير "صدفة"؟ للكون نواميسه يا عزيزي.. الله صمّم هذا الكون بقواعدٍ محكمة.. وهو لا يكسر هذه القواعد (معجزة) إلا لهدف، وهدف واضح.. بقي أن نعلم أن رفضنا للكتب المزّيفة مثل "إنجيل الطفولة"، "إنجيل يعقوب"، "الإنجيل الأبيوني" (التي يمتلئ القرآن بالنقل منها) كان نتيجة إستدلال الآباء لفساد "منطق المعجزة" فيه.. فمثلاً سنجد في إنجيل الطفولة كمثال: المسيح يلعب مع الصبية وهو صغير، فضربوه، فسخطهم قردة وخنازير (معجزة طبعا!! الله أكبر!! سجود الخاشعين بغباء!!) لكن ما منطق المعجزة؟ ما هدفها؟ لن نجد إلا "لعب عيال" لا منطقية فيه.. إذن المعجزة فاسدة الإستدلال، والكتاب الذي كتبها هو كتابٌ فاسد.. أحضر - عزيزى القارئ من كل دين - أحضر لي معجزة واحدة في الكتاب المقدّس ليس لها هدف أو تمت على سبيل الإستعراض والترف الإلهي.. لن تجد واحدة! ثمّ إفتح - عزيزى القارئ - القرآن وخبّرني عن فائدة: "هزّ مريم للنخلة ليسقط الرطب" !!! (معجزة أن تهز فتاة ما إنفكّت من آلام الولادة، أن تهز النخلة!! ولا أقوى أقوياء العالم يستطيع هز النخلة كما قال القرآن!) ما الحكمة من كل هذا؟ إسقاط الرطب؟!؟ وهو الأمر الذي يستطيعه صبي صغير أن يفعله برجم النخلة بحصوة صغيرة ؟!؟!؟ ربما من هنا - عزيزي القارئ - لما هم (أعني المسلمين) يصدّقون بسهولة.. بينما نحن لا.. إنّ مسيحيتنا، قد علمتنا أن لكل معجزة هدف.. بينما غيرنا قد إعتاد على المعجزة وكأنها حلٌ سحريٌ كنوعٍ من ترف الآلهة للإستعراض والـ"فشخرة" - بدون هدف -! إحترامي.. |
عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|