نشاط الجماعة المحظورة في مصر علامة حكم يتهاوي
بقلم سامي المصري
الجماعة المحظورة قامت بترشيح أعضائها لمجلس الشعب وفازت بشكل غير متوقع باستخدام البلطجة وكل ما هو غير مشروع ومشروع. نشاطها المحظور معلن وصوتها مرتفع وأعمالها الإجرامية غير خافية على أحد. هجوم على الكنائس، ذبح المسيحيين، مذبحة العديسات. حريق العبًّارة الغامض الذي راح ضحيته أكثر من ألف شخص كلهم من المسلمين راحوا ضحية حتى لا يُكشَف سرا كان فوق العبارة. لعل هذا السر كان من شأنه أن يفضح خيانة وتواطؤ مع أعداء مصر كما حدث في فضيحة العربة الجيب (أظن كان ذلك في عام 1949). كل الجرائم تنمو وتتزايد تحت إشراف أجهزة الأمن العظيمة التي تبذل جهدا متهرئا لإخفاء الحقيقة عن شعب محكوم عليه بالبؤس. تصريحات المسئولين الغير مسئولة تنم عن فساد الأمن وفشل كامل في تصريف الأمور وانهيار البنية الداخلية لمصر.
الهجوم على الكنائس قام به شخص مريض نفسيا!!! هل شخص واحد مريض نفسيا يستطيع أن يهاجم أربعة كنائس في هذه المدة الوجيزة وحده، يوجد بكل كنيسة في المتوسط 700 شخص!!! هكذا يقول المسئولين في الدولة بلا خجل!!! تصريحات السيد فاروق الفقي تكشف عن خيبة أملنا في القيادة المصرية العاجزة أو متواطئة مع الإسلاميين. وزير الداخلية الذي كان ينبغي إخلاء سبيله منذ زمن طويل ما زال قائما يعبث بمقدرات هذا الشعب الذي طال به العناء في ظل حكم بوليسي فاسد مع أمن مختل تزداد حالته تدهورا كل يوم.
كل ذلك مقترن بعملية إفراج غير مسبوقة عن أفواج من الإرهابيين الإسلاميين (ليس لها مثيل حتى في أيام الملك فاروق أو السادات). أشد العتاة في الإجرام تم الإفراج عنهم فجأة بدون مقدمات. الزُمُر قاتل أنور السادات هرب من السجن كما هَرَب أو هُرِّب من قبل عمر عبد الرحمن. كل ذلك تحقيقا لمطالب الديموقراطية الأمريكية في زمن بوش الأسود، ومطالب جمعيات حقوق الإنسان الأمريكية التي لطالما تباكت على الحقوق المهدرة للمجرمين الذين روعوا أمن العالم كله بأعمالهم الإرهابية. تقارير حقوق الإنسان لم تكف عن المطالبة بالإفراج عن المتآمرين على حرية الإنسان في مصر، بينما كانت القوائم تضع حقوق الأقباط في ذيل قائمة طويلة من الإرهابيين مما لا يشِّرف الأقباط أن يكونوا ضمن قائمة أشرار العالم.
الجماعة المحظورة تتصرف الآن كحكومة ظل استعدادا للانقضاض على الحكم. الجماعة تدرس وثيقة خاصة عن العلاقة مع الأقباط وبناء الكنائس وكأنها الحكومة. الصورة الآن تماثل حكومة شاه إيران قبل أن ينقض الخميني على الحكم بتدبير هنري كسنجر والمخابرات الأمريكية. مغازلة السيدة كندلزة رايس للجماعة المحظورة وتلميحاتها، ثم تبادل الجماعة معها الإيماءات الخفية والظاهرة. تصرفات السفارة الأمريكية في القاهرة وتعيين المتطرفين الإسلاميين في مواقع حساسة بالسفارة مما سبَّب متاعب شديدة للأقباط خاصة في الحصول على جوازات سفر، فالسفارة الأمريكية تمارس التعصب الديني ضد الأقباط. كل هذه علامات قرب النهاية.
تصريحات السيدة مادلين أولبرايت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة -التي زارت مصر الصيف الماضي- في تقرير نشرته مجلة "الأسبوع" (حصلت عليه من مكتب الإدارة الأمريكية، كما يقول مصطفى بكري رئيس التحرير!! وعلقت عليه روزاليوسف). فيه أشادت أولبرايت بالإخوان المسلمين وقالت: "الإخوان براجماتيون وهم على استعداد للتعاون مع الأمريكيين إذا رأوا أن مصلحتهم الحقيقية تكمن في ذلك، وإن الإخوان لديهم أفكار سياسية منظمة".
|