كتاب مسلمون يكتبون عن امجاد الاقباط

http://www.elakhbar.org.eg/issues/16876/0502.html

مصر القديمة

الثقافة القبطية في العصر الإسلامي

بقلم :جمال بدوي


نجوم الثقافة

وقد يدهش البعض اذا علموا ان الثقافة القبطية استعادت مكانتها في العصر الإسلامي بعد طول أفول. وفي القرن السابع الهجري 'الثالث عشر ميلادي' انتعشت الآداب القبطية وظهر ذلك في جميع أفرع العلم ومنها النحو واللغة، وكان من أشهر النحاة الأقباط 'أثناسيوس'، أسقف مدينة قوص قبل العصر الأيوبي، ويوحنا السمنودي والوجيه القليوبي، وأبن الزهيري، وأبوالبركات وكل منهم كتب في النحو كتابا سماه 'المقدمة'، وقد اقترنت هذه الفترة التاريخية 'من القرن الرابع الهجري' بظهور طائفة من الكتاب والأدباء والمؤرخين الأقباط: سعيد بن البطريق، يحيي بن سعيد الأنطاكي، ساويرس بن المقفع، أبوصالح الأرمني، أبن الراهب، والمكين في القرنين السابع والثامن، وكتب هؤلاء جميعا في تاريخ مصر علي نمط التواريخ العربية، بمعني أنهم رتبوها علي حسب السنين، واعتمدوا فيها علي مصادر إسلامية، كما كتبوا كتبا هاما في تاريخ الأديرة.
أما الآداب المسيحية التي كتبت باللغة العربية، فقد تألقت في هذه الفترة من الكتب الدينية، وتراجم لحياة القديسين، وكانت عبارة عن رسائل في مدحهم بقصد التأسي بهم، والاقتداء بأفعالهم الطيبة، واشتملت هذه الكتب علي حسنات الأدب الشعبي ومساوئه معا، لأنها غالبا ما تكتب لطبقات من الشعب محدودة الثقافة.
عن الآداب القبطية في العصر الإسلامي يقول أستاذنا الدكتور عبداللطيف حمزة لقد نشطت هذه الآداب، أول ما نشطت في العصر الفاطمي، حيث أظهر الفواطم تسامحا دينيا في معاملة القبط، فقام هؤلاء من جانبهم باحياء الآداب القبطية القديمة ونقلوها من اللسانين اليوناني والقبطي، وجاءت ترجماتهم سيئة لما احتوت عليه من أخطاء كثيرة، مع ذلك حافظ الأقباط والمسلمون معهم علي هذه اللغة بأخطائها، مكتفين بإلقاء التبعة في ذلك علي مؤلفيها الأول، فلما جاء الحكم الأيوبي: مضت هذه النهضة في طريقها، بل زاد تقدمها حتي وصلت إلي أوج كمالها، وذلك في داخل الأديرة، وتمتع الأقباط بحياة كلها هدوء وسلام في تلك الأماكن المقدسة.

***

وفي هذا العصر الأيوبي سوف نتوقف طويلا أمام ثلاثة من نجوم الثقافة القبطية لعبوا دورا بارزا في وضع التشريعات القبطية، وهم الإخوة الثلاثة 'أولاد العسال' وأشهرهم الصفي أبوالفضائل مؤلف كتاب 'قوانين الملوك' أنضج ثمار الإنتاج العلمي والفقهي المسيحي في العصور الإسلامية.