الأخوان قادمون

[الذهبيالفم]

ويقول الطالب محمد احمد الصنهاوي نائب الامين العام لاتحاد طلاب كلية الصيدلة (الحر): عندما يقومون باحالتنا الي مجلس تأديب يتم توجيه التهم الينا دون ان يسمعوا دفاعنا وتعلق نتيجة التحقيق لحين اشعار آخر ولكننا نفاجأ بأن الاساتذة يمنعوننا من الحضور والحرس الجامعي يمنعنا من الدخول.
هذه صورة مصغرة لحقيقة ما جري مع الطلاب وهذه الوقائع التي حدثت بالضبط فماذا عن جماعة الاخوان المسلمين وهل يمكن ان يكون هذا الاستعراض العسكري قد تم دون علم قيادات الجماعة ام انها محاولة جديدة لتشويه صورة الجماعة، حسب ما قاله الدكتور عبد المنعم ابو الفتوح عضو مكتب الإرشاد الذي أكد في اتصال هاتفي لبرنامج 'القاهرة اليوم' ان هؤلاء الطلاب ينتمون بالفعل لجماعة الاخوان ولكنهم لم يحسنوا التعبير عن انفسهم واساءوا التصرف السليم ولكن ايضا تم تحميل الأمر اكثر مما يحتمل، وهناك هجمة شرسة تتعرض لها الجماعة في محاولة لتشويه صورتها. واضاف الدكتور عبد المنعم ابو الفتوح ان الجماعة ليست لها ميليشيات فهي من اوائل القوي السياسية التي لفظت اللجوء الي العنف ولا احد ينسي ان للجماعة دورا ايجابيا في استيعاب التيار الديني في اطار سلمي حضاري يواجه الفساد والاستبداد وان استعراضات الطلبة لم تكن إلا انشطة عادية واسكتشات تمثيلية واناشيد لا ضرر منها ولكن اساء البعض فهمها عن عمد.

ولا يوجد أكثر من عنف السلطة تجاه المجتمع المصري ورغم ان ما حدث خطأ تنظيمي الا انه امر طبيعي قام به الطلاب بدافع الاعتراض السلمي ولكن تم تصعيده حتي يساء للجماعة بأكملها.
فهل يمكننا ان نعتبر سلوك الطلاب مجرد تعبير عن تمردهم علي قيادات الجماعة؟
يجيب علي هذا التساؤل الباحث حسام تمام المتخصص في الحركات الاسلامية قائلا: اتصور ان ما جري تم بشكل غير مخطط له وكان يعبر عن اندفاعة طلابية شبابية اكثر منه انتماء لتيار الاخوان المسلمين خصوصا بعد احداث الجامعات التي وقعت خلال الشهرين الماضيين، فما حدث هو رد فعل امام حالة التوتر السائدة لكن لا اتصور مطلقا ان يكون ذلك مؤشرا علي توجه لدي الجماعة ولا علي قرار صدر من قياداتها بهذا الحدث لان تنظيم الاخوان تجاوز قضية العنف، ليس علي مستوي القرار الاستراتيجي فقط ولكن علي مستوي البيئة الداخلية للحركة التي ينتمي معظم اعضائها الي الطبقة الوسطي المندمجة والمميزة اجتماعيا والتي تبعد عن فكرة العنف من موقعها الطبقي كما ان دخول الاخوان في العمل السياسي وتحولهم الي مادة صحفية واعلامية في كل الصحف يزيد من حساسية الاخوان في انتهاج هذا النهج والتنصل من اي مبررات تلصق بهم هذه التهمة، اما فيما يتعلق بالحركة الطلابية الاخوانية وتحليل ما جري فيشير حسام تمام الي أن هذه الحركة ابعد ما تكون عن امكانية ممارسة العنف، وكان اقصي ما فعلوه خلال العامين الاخيرين هو التظاهر ضد العري في الفيديو كليب وأسلمتهم لعيد الحب حينما جعلوه يوم 'محمد داي' فالجيل الطلابي في الحركة الاسلامية الاخوانية جيل معولم ومندمج ومميز اجتماعيا واهتماماته اهتمامات ذات طابع اخلاقي لا يميل إلي الحدة في التعامل مع خصومه السياسيين.

[الذهبيالفم]

فهو جيل ضعيف وهش اذا قورن بجيل مثل جيل السبعينيات ومحكوم بتصورات وتعليمات القيادات الكبري للاخوان والتي تميل بطبعها الي تغليب السياسة والتفاوض علي الصدام والمواجهة فالحركة الطلابية الاخوانية لم يعد يقودها طلاب ولم يعد القرار الاخير فيها للطلاب وانما لقيادات تشرف علي العمل الطلابي من خارج الطلبة، وبحكم هذه القيادات وميلها الي تغليب مصلحة الجماعة وعدم استفزاز النظام ولهذا فإن سقف الحركة الطلابية الاخوانية سيظل محدودا.

ويعلق د. رفيق حبيب قائلا: القراءة الصحيحة لهذا الحدث ان قواعد الاخوان المسلمين في هذه المرحلة تطلب من الجماعة ان تكون اكثر نشاطا في المجال السياسي وان هذه الكوادر والقواعد اصبحت مستعدة برحابة صدر لتقبل اية مشاكل يتعرضون لها جراء هذا النشاط، وظهر هذا من الانتخابات البرلمانية الماضية فالقواعد كانت تدفع بمزيد من المرشحين في حين كانت القيادات تري انه لا ينبغي التوسع بشكل يستفز النظام وكذلك في مسألة الاتحاد الطلابي الحر، سنجد ان القواعد تريد ان تعمل بشكل سلمي ولديها روح نضالية ولكن بالتأكيد بشكل غير عنيف لأن جماعة الاخوان لديها قناعة ان العنف يضر جميع الاطراف ولا يحقق اي نتيجة واصبح رفض العنف من ثوابت التنظيم الداخلي، لكن نشاط الاتحاد الطلابي الحر يدل علي ان الطلاب مستمرون في نشاطهم ايا كانت تبعاته وما حدث في جامعة الازهر حين ارتدي هؤلاء الطلاب ملابس كتائب عز الدين القسام كان مجرد فقرة في برنامج كامل اثناء اعتصامهم وليس مؤشرا علي نوع من انفلات الغضب، بل هي مؤشر علي انهم مستمرون كاتحاد مواز يمارس كل الانشطة الطلابية بغض النظر عن النتيجة.