سنتناول في حديثنا على جماعة الإخوان المسلمين في أمرين اثنين ، مع ذكر العديد من الأمثلة، ليتمكن القارئ من فهم حقيقة هذه الجماعة، ونركز حديثنا لمن انضموا مع الإخوان لسذاجتهم أو لمن غرر بهم من حيث لا يعلمون، ونأمل منهم أن يعيدوا النظر في الولاء لهذه الجماعة، لكيلا يكونوا مشاركون ومساهمون في هدم مجتمعاتهم بمعول إسلامي-جهادي، وعليه نتحدث عن الإخوان المسلمين، في جزأين ( حتى لا يشعر القارئ بالملل )، على النحو التالي:الجزء الأول: نفاق وتملق المثقفون والعلمانيين ( العرب-المسلمون ) في تعاملهم مع الإخوان المسلمين.الجزء الثاني:
استغلال أمريكا للإخوان المسلمون لمصلحتها، وفي حربها القذرة، ضد أعدائها. الجزء 1/ 2 (نفاق وتملق المثقفون والعلمانيون للإخوان المسلمين ). لا شك بأن كثير من ذوي المصالح في العالم العربي-الإسلامي يهمهم المحافظة على مناصبهم ومكتسباتهم التي كسبتها بطرق غير شرعية أو باحتيال على الشعوب، فالذين كسبوا منافعهم بطريقة رسمية مشرعنة دينياً يخافون على أنفسهم من انقلاب الإسلاميين عليهم، والتشكيك في نواياهم، ولذلك فهم حريصون على تقديم الولاء المستمر لمن أوصلهم لتلك المناصب، وهم جماعة الإخوان المسلمون، ومن بين هؤلاء الذين يخافون على أنفسهم: هم المثقفون ومن يدعون بأنهم علمانيون ومتحررون من العقد الاجتماعية والدينية، ومنهم أصحاب النقابات المهنية كنقابات الأطباء والمهندسون والمحامون والعمال وسواهم، فلم يتم انتخابهم لتلك المهمات بدون موافقة الإخوان المسلمون لهم، أو بدعمهم من تحت الستار، كما يكسبوا مقاعدهم في فوز منصب نقيب العمال أو نقيب المهندسين، في مختلف الدول العربية-الإسلامية، ومنها في مصر، وفي الكويت والبحرين والغرف التجارية في دول أخرى وهذه الدول كأمثلة فقط لا الحصر، وكما هو حاصل كذلك في البرلمانات والنواب والبلديات
والولايات ( في الجزائر )، والسبب بسيط جداً، أن الغالبية العظمى من الغوغائيين والذين لهم حق الانتخابات هم محسوبين على التيار الديني-الإسلامي، ولهذا فإن كل تنديدات ومطالب أصحاب النقابات تكون تنديدات اخوانجية، وإن لم يبرز اسم الإخوان
على السطح.
فقد وصل ببعض المتأمركين السفر إلى الولايات المتحدة لكي يبيح للإخوان المسلمين بتكون حزب صريح معلن لهم، لأنهم يعلمون بأن أسلم طريقة للنجاح هي بإرضاء إخوان المسلمون، فقد وصلت بأناس كنا نظنهم بأنهم من العلمانيين أو المناهضين للحكومات العربية المتسلطة، أن قاموا بالتحالف مع الإخوان المسلمين لكي يصلوا إلى أهدافهم، ومنهم سعد الدين الحريري وعبد الحليم خدام، وما يسمونه بالمقاومة في العراق، ومنهم والبعثيين، ومنهم بعض المنشقين في السودان كالترابي والمهدي والبشير نفسه، لذلك فالكل منهم يسترضي الإخوان المسلمون لكي يفوزون بالمنصب، ويلبون ما تطلبه جماعة الإخوان، حتى لا يفتضح أمرهم أو حتى لا يفقدوا ما وصلوا إليه.
وإن لم يؤدي هؤلاء الطاعة برضاهم، فهناك وسائل يتبعها الإخوان لأجل الضغط على مخالفيهم ومنها التهديد والوعيد والمقاطعة وسحب التأييد، أو بتشويه سمعتهم ونزاهتهم، وبذلك يبقى هؤلاء يسيرون في ركب الجماعات الإسلامية (الإخوان المسلمون)، فلو سلسلنا تاريخ مصر بعد انتهاء حكم الملك فاروق، إلى أن أتى الرئيس المصري السابق محمد أنور السادات ومن بعده الرئيس الحالي: حسني مبارك، سنجد أن شوكة الإخوان المسلمين في مصر قد تقوت وتعززت وأصبح لها ثقلها في النواحي المختلفة وبرز أهمها علناً تكتلاتهم وأعدادهم في البرلمان ومجلس الشعب المصري الحالي، وأصبحوا يملون برأيهم على الحكومة، بالرغم من أن حزبهم محظور رسمياً أو على الملأ، فأصبح المثقفون والعلمانيون على قناعة تامة، بأن أقصر الطرق لهم لتحقيق الأهداف التي يسعون إليها لا يتحقق إلا بمحاباة أو مداراة و مجاملات الإخوان، أو بتنازلاتهم ومغازلاتهم للإخوان المسلمون، ولهذا زادت شوكة الإخوان في الدول العربية والإسلامية ومنها: في مصر والخليج ولبنان والعرق والجزائر والصومال وغيرها من الدول مثل باكستان وتركيا.
ويخطأ خطأً كبيراً من يظن بأن الإخوان المسلمين هم ذوي اهتمام بمصالح الشعوب التي يتواجدون بينهم، بل أن كل اهتمام الإخوان المسلمون هو خدمة أطراف خارجية على حساب الشعوب، وأدل ما يؤكد لنا ذلك ما قامت به أمريكا في أفغانستان من استغلال الإخوان المسلمون في حربها ضد الاتحاد السوفييتي ومحاربتها الشيوعية العالمية، ومحاربتها الحركات الوطنية الاستقلالية الأخرى على مدار أكثر من خمسين عاماً، وما يدور الآن في لبنان يجسد صدق قولنا، بوقفة الإخوان المسلمون مع سعد الدين الحريري لتعميق الانقسامات والفتنة المذهبية، وإعادة إحياء الجيش العربي بقيادة أحمد الخطيب، الذي انشق عن الجيش اللبناني أثناء الحرب الأهلية الماضية، وفي ظل هذه الأحداث الراهنة، بين تجاذب التحالفات فيما بينهم، فنجد تحالفات مع الإخوان المسلمين مع تيار المستقبل، ويناقضهم حزب الله وحلفائه، وما تقوم به الدول العربية كذلك في تقوية السنة في العراق، وتقديم المال والسلاح للجماعات الإسلامية في الصومال، وهذا كله يعني تواطؤ الجميع مع الإخوان (السنة)، حتى يحافظون على مناصبهم وزعاماتهم ومصالحهم، ورؤوس الإخوان الكبيرة والمخفية تقدم ولاءاتها للولايات المتحدة الأمريكية.
وما أسهلها على المسلمين قاطبة، بأن يتقلبوا من حال إلى حال بسرعة وبسهولة متناهية، وبدون تأنيب ضمير، فمن كان منهم يميل إلى الاشتراكية والشيوعية يتحول بين ليلة وضحاها إلى متزمت ديني ويطلق لحيته ويبني من المساجد ويدعم الجماعات الإسلامية، بعدما زجهم في السجون، فكيف يتمكنون من تقليب عقولهم بهذه السرعة؟ وما هو هذا الدين الذي يقر ويبيح لهم النفاق والتملق والكذب والخداع بلا أدنى شعور بالندم أو الحياء؟؟، فبعد أن أظهروا ولاءهم لأمريكا تحولوا إلى أعداء لها بعد أن طعنتهم الولايات المتحدة، وها هم الآن يعودون مرة ثانية إلى أحضان الولايات المتحدة الأمريكية، فهل تناسوا أو يتناسون ضربات الأمريكان لهم في كل مكان؟ وهذا ما نلاحظه في كل من العراق ولبنان ومصر والصومال وباكستان وغيرها، فنجدهم يتزاورون ( يزورون ) الولايات المتحدة تباعاً بحجة الدفاع عن أهل السنة ( المظلومين )، وإلا فكيف يستقبل جورج بوش ممثلاً عن أهل السنة العراقيين؟ ويستقبل جورج بوش من يتوسط بين المسلمين والولايات المتحدة لمدهم بالمال والسلاح؟، ويستقبل كذلك بعض الزعماء عرب ممثلاً آخر عن سنة العراق، وسنة سوريا وسنة مصر؟، وكيف يتم توصيل المدد المالي والعسكري لأهل السنة في العراق ولبنان؟
|